منذ تعيينه رئيساً للحكومة، لم يفوت الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، أي مناسبة لتخليد عمال المغرب لعيدهم الأممي ليبصم على حضوره إلى جانب ذراعه النقابي، الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، الذي يترأسه عضو الأمانة العامة للحزب، محمد يتيم. تساؤلات بالجملة في الأوساط النقابية تطرح حول غاية رئيس الحكومة من المشاركة في مسيرات يفترض أن شعاراتها موجه ضد حكومته، كما هو متعارف عليه في المسيرات النقابية، حيث تستغرب أطراف معارضة للحكومة من "احتجاج رئيس الحكومة على نفسه". وعلى غير عادة الاحتجاجات النقابية، اختار الذراع النقابي من جملة شعاراته إعلان مساندة الحكومة، من قبيل، "كلنا فدا فدا للحكومة الصامدة"، "يا إصلاح فينك فينك التمساح المشوش بيني وبينك"، رغم تأكيد يتيم أن "موقف نقابته لا يتغير بتغير الحكومات". بنكيران: لن أتنكر لعائلتي وحاول بنكيران تبرير مشاركته إلى جانب العمال، بالقول "جئت أبث لكم همومي كرئيس للحكومة، يراد إسكاته، حتى أنهم ذهبوا للتشكي لجلالة الملك، لكن الجواب كان في المستوى"، وذلك في رده على المعارضة التي اشتكت للملك ما اعتبرته تهديدا من بنكيران لمؤسسات الدولة. بنكيران خاطب نقابيي حزبه، "ترددت قبل الحضور مع النقابة بسبب تساؤل البعض الدائم عن سبب خروج رئيس الحكومة مع العمال"، مضيفا أنه لم يأت من السماء، ولكنه لن يتنكر لإخوانه الذين ازداد معهم، في نفس الأسرة الكريمة التي ولد وكبر وسطها على عهد الله، وما تبناه الشعب المغربي". "لا يمكن أن أتنكر لعائلتي لأنني رئيس الحكومة، ولن أسمع للدعوات غير الصحيحة، وما لم أزل حيا سآتي كل فاتح ماي للاحتفال معكم"، يقول بنكيران الذي أبرز تفهمه لقرار "النقابات المستقلة"، أما التي "ركبت على الأجندات "هناتنا وهنات" المواطنين، وكذا الأطفال الذين كان يتم إحضارهم مرغمين وبالمكافآت". "استقلالية النقابات هي روحكم وسر بقائكم، وعندما تفقدون الاستقلالية ينتهي أمركم"، يخاطب رئيس الحكومة أعضاء نقابته، رافضا حملة السخرية التي طالته من طرف معارضين، على خلفية حديثه عن كون الحكومة كلها بركة، وأوضح أن "هذه حكومة البركة، ونحن متوكلون على الله وحده، ومن يتوكل على الله فهو حسبه". وطالب بنكيران الفئات المتوسطة بالصبر في هذه الفترة، بالقول، "خليونا نقابلو مخلوقات الله لي تحت، وأدعو الذين يأخذون فوق خمسة آلاف درهم للصبر"، مشيدا بعناية الدولة للنساء الأرامل، الذي يجب أن يتخذ يوم عيد، رغم أنه محدود، لكنه أحسن من لا شيء". يتيم: لن نبدل من جانبه أفاد محمد يتيم، الكاتب الوطني للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، أن مشاركة نقابته في العيد الأممي رغم مقاطعة العديد من الإطارات النقابية، جاءت لقطع الطريق أمام كل محاولة لاستغلال الاحتجاج، وتوظيفه في معارك لا علاقة لها بالمصالح الحقيقية للطبقة العاملة". وشدد يتيم على ضرورة ممارسة العمل النقابي، والابتعاد عن الغوغائية والمزايدات الفارغة، معتبرا الارتقاء به وتوفير السلم الاجتماعي، واستقرار المقاولة، وتعزيز منافستها من خلال حث العمال على المردودية، وتحفيزهم من أجل التكوين المستمر والرقي المتواصل بكفاءاتهم، مسؤولية جماعية. يتيم قال أمام بنكيران إن "الحكومات السابقة دوما تشهد بجدية نقابتنا ومصداقيتنا في المطالب، ومصداقيتنا في النضال، مع أننا كنا مع المعارضة"، مشيرا إلى أنه "كنا دوما منحازين للحقوق المشروعة والمعقولة للطبقة العاملة، وسنظل، ولن نبدل، أو نغير". وطالب يتيم بتنظيم الحقل النقابي، وإخراج قانون لتنظيم الممارسة النقابية وحمايتها من العبث، وإخراج القانون التنظيمي لممارسة حق الإضراب لحيز الوجود"، مشددا على ضرورة "أن يكون ضامنا للحق في الانتماء النقابي والحريات النقابية عموما، ومجرما للاعتداء عليها، وضامنا للحقوق الأساسية للعمال".