لم تكد سبعة أعوام تمضِي على تدشين المستشفى المحلِي في مدينة تارجيست، الذِي عقدتْ عليه آمال عريضة من لدن الساكنَة، حتى عادت الأمُور إلى سابق عهدهَا.. فباتَ قاصدُوه من المرضَى يضطرُّون إلى أنْ يسافرُوا حتَّى الحسيمة في حالات كثيرة كيْ يتلقَّوْا بعض العلاجات الضرورية، بحسب عدة الجمعيَّات، وعشرات السكان، وقعُوا عرائض تستنكرُ الانحدار الذي آل إليه المرفق في ظرف سنوات. المستشفى الذِي تبلغُ طاقته الاستيعابيَّة 45 سريرا موزعة على أقسام وأجنحة تهم الطب العام والجراحة العامة وطب الأطفال وأمراض النساء والتوليد والطب الباطني وطب المستعجلات، فضلا عن المصالح التقنية التي تضم الفحص بالصدى والأشعة والمختبر والصيدلية –ومرافق أخرى، ظلَّ يضطلعُ بدوره، على النحو المطلُوب منذُ تدشينه من الملك محمد السَّادس، حسب عرايضة الجمعيَّات، لكنَّه شهد تدهورًا لافتًا في الفترة الأخيرة. ويشكُو المتضررُون، كما ورد في عريضة جمعية صنهاجة للتنمية البشريَّة وعددٍ من الهيئات المدنية الأخرى، توقف مختبر التحليلات عن تلبية الحالة الوافدة إليه يوميًّا، سيما المرضى الذِين يحملُون بطاقة نظام المساعدَة الطبيَّة "رامِيدْ"، وعدم فتح قسم الطب الباطنِي في وجه المرضى، وغياب الفحص بالراديُو والفحص بالصَّدَى. أما المراكز الصحية الأخرى فتعيشُ الوضعيَّة نفسها، بحسب العرائض، خاصة المركز الصحي حمان الفطواكي الذي جرى ترحيل معداته وأُخلِيَ محتوياته كجهاز الفحص بالصدى والطاولات والأسرة، بدون علم الطبيب المسؤول عن المركز، فضلا عن افتقاره للأدوية اللازمة خاصة تلك المتعلق بعلاج المصابين بالأمراض المزمنة. وتوردُ العرائض، التي تتوفرُ هسبريس على نسخةٍ منها، أنَّ المركز يتردَّى في الوقت الذي يتوافدُ إليه بشكل يومي ما يفوق ستِّين شخصًا، وهو وضعٌ يراهُ الجمعويُّون مستعجلًا يتطلبُ تدخلًا من وزير الصحة، الحسين الوردِي، لإيفاد لجنة التفتيش، بغرض الوقوف على ما حصل من تراجع. وزادَ الموقعُون أنَّ إنقاذ قطاع الصحة بالمنطقة من شأنه خفض حدَّة المعاناة جراء التهميش، تأمينًا للحق في العلاج كيْ لا يضطرُّوا إلى اللجُوء للخواص، أو قطع مسافة غير قصيرة على طريق وعرة قبل الوصُول إلى الحسيمَة، دون الحديث على ما تستتبعهُ من مصاريف. في غضُون ذلك، كان الواقعُ الاستشفائِي بمدينة تارجيست إحدى النقاط المؤججَة لل"حراك"، الذِي قامَ في تارجيستْ أزيد من عام، لإعادة الاعتبار إلى المدينة، كما سبق أن توجهت مسيرةٌ ضخمة صوب المستشفى، في فبراير الماضِي، لإبداء الاستياء مما وصل إليه المرفقُ الحيوِي.