لم يدُر بخُلد عمر أيت بيهي، منتخب بجماعة زمران الشرقية بإقليم قلعة السراغنة، أن مغادرته واثنين من زملائه للجماعة ذاتها، وحلولهم بمدينة مراكش، سيُعرضهم لرعب لم يستفيقوا منه بعد، جراء تعرضهم لما قالوا عنه "محاولة اختطاف من طرف عصابة مجهولة الهوية". وعن تفاصيل الواقعة، يقول عمر لهسبريس إنه تفاجأ برفقة زميليْه، محمد لبصير، ورحال إدار، اللذان كان ينتظرهما بمنطقة أبواب مراكش، مباشرة بعد الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات الجماعية الأخيرة، بسيارات تحمل أشخاصا غرباء على شاكلة حراس الأمن ببنية جسمية قوية". "نادى أحدهم على رحال إدار باسمه وابتعدا عنا" لمسافة 20 مترا، يقول المتحدث، لأفاجأ باقتراب السيارات منه، فاندفعت نحوهم وناديته، فأسر لي بصوت منخفض أن مرافقه وضع سلاحا أبيض على بطنه، مهددا إياه بالاختيار بين النيابة الأولى للجماعة، أو فقدان الحياة". وقصد تمويهه طلب رحال من مهدده أنه مستعد لمصاحبته والموافقة على اقتراحه، لحظتها كانت سيارتنا، يقول بيهي، تقترب منا استعدادا لكل الاحتمالات، لكن الغرباء تنبهوا للأمر، فحاصرونا بسياراتهم من جهة الأمام والخلف، ركب رحال بسرعة سيارتنا الرباعية الدفع، وتعثرت أنا بسبب لباسي التقليدي "دراعية"، لكن في الأخير تمكنت من الارتماء داخلها. وبعد مضايقة المختطفين تمكن رحال وعمر ولبصير من الإفلات من المطاردين بالصعود إلى رصيف الطريق، يروي المتحدث، لتبدأ من جديد المطاردة في شوارع منطقة أبواب مراكش، دون أن نعثر على رجل أمن نستغيث به لحمايتنا، حيث قطعنا شوارع عدة من تاركة إلى الحي الحسني، مرورا بطريق أكادير، وصولا إلى بريد مراكش بمقاطعة جليز، ونحن محاصرين من الجانبين، بحسب الرواية. لبصير كان يقود السيارة رباعية الدفع بسرعة جنونية، يضيف عمر، متجها لمقر الدائرة الأمنية الأولى، لكن الغريب أن العصابة حاولت اختطافنا من أمام الشرطة، فشاءت الأقدار أن يسقط أحد أفرادها في قبضة رجال الأمن، الذين حرروا محضرا في الموضوع، وبعدها نقلنا إلى ولاية أمن مراكش للاستماع إلينا وللمتهم، لنغادر حوالي الساعة 12 ليلا. هذا الحادث يضاف إلى أحداث أخرى عرفتها الحملة الانتخابية بزمران الشرقية تبين، يورد عمر، أن بعض الأحزاب لم تفهم بعد مضامين الخطاب الملكي، لكونها تروم تشكيل الأغلبية بوسائل إرهابية"، وفق تعبير المتحدث.