تناولت صحف أوروبا الغربية الصادرة اليوم السبت بالأزمة التي يعيشها الاتحاد الأوروبي وملف اللاجئين والخلاف الإيطالي الأوروبي، والوضع بجهة كاتالونيا، لاسيما التقارب بين الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني والكتلة الانفصالية، بالإضافة إلى عدد من المواضيع المحلية. واهتمت جريدة (لوسوار) البلجيكية في عمود تحت عنوان " موكب الاتحاد الأوروبي يسير نحو الهاوية "، بالأزمة المتعددة الأبعاد التي يمر بها الاتحاد والمخاطر التي تتهدد فضاء شنغن بسبب أزمة المهاجرين. وأضافت أن نهاية فضاء (شنغن) لن يترتب عنها تفكك السوق الموحدة، غير أن الخسائر يصعب إحصاؤها على المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. وبالنسبة ل(لوسوار) فإن مشكل أوروبا اليوم ليس في حجم المشاكل التي يواجهها، بل يكمن في أن لا أحد يدرك من أين يبدأ الحل ولا كيف يتوصل إلى توافق من أجل مواجهة جماعية لهذه الأزمة. أما (لاديرنيير أور) فقد اهتمت بالتعاون البلجيكي الفرنسي في مجال الحرب على الإرهاب من خلال إعلان عقد قمة بلجيكية فرنسية في الفاتح من فبراير المقبل. واضافت أن البلدين سيتناولان خلال هذا اللقاء تدعيات هجمات باريس وبحث سبل تعزيز التعاون في مجال الحرب على الإرهاب، وإرساء تعاون فعال بخصوص مخيمات المهاجرين المقامة على الحدود. وفي سويسرا، علقت الصحف على الصعود المتنامي للمواقف المعادية للمهاجرين في بعض البلدان الأوروبية، كألمانياوالدانمارك. فتحت عنوان، " ميركيل، فخ كولونيا "، تساءلت (لاتريبون دو جنيف) إذا ما كانت المستشارة الألمانية ستتخلى عن سياسة الانفتاح التي تنهجها والتي مكنت من استقبال مليون لاجئ في ألمانيا. وأضافت أن أحداث كولونيا شكلت صدمة بالنسبة لميركل التي تواصل الدفاع على سياسة أوروبية لاستقبال المهاجرين قائمة على التضامن الأوروبي، مشيرة إلى أن المستشارة الألمانية تتعرض لانتقادات من داخل حزبها. أما (لوطون) فقد اشارت من جانبها إلى أن الدانمارك قامت بردع طالبي اللجوء من خلال قرار مصادرة ممتلكاتهم عند دخولهم تراب المملكة. وسجلت (24 أور) أن سويسرا لم تنتظر الموجة الحالية للمهاجرين لفرض تكاليف اللجوء، في إجراء مماثل للاستيلاء على ممتلكات اللاجئين بالدانمارك. وفي فرنسا تطرقت صحيفة (لوموند) الى ادانة ثمانية من المستخدمين السابقين بغوديير بسنتين حبسا، منها تسعة اشهر نافذة بتهمة احتجاز اثنين من مسؤولي موقع صناعي فرنسي للمجموعة كان في طريقه الى الاغلاق سنة 2014 . واضافت الصحيفة ان اليأس الاجتماعي لاجراء غوديير يفسر عملية الاحتجاز التي لم تكن مرفوقة بعنف جسدي لكنه لا يبررها، مشيرة الى ان الحكم الصادر غير مناسب في المناخ السائد انذاك في البلاد ، والذي تميز بالتهديدات الارهابية وارتفاع البطالة. من جهتها خصصت صحيفة (ليبراسيون) عددا خاصا للاحداث التي اصطلح عليها بالربيع العربي بمناسبة الذكرى الخامسة لاندلاعها، مبرزة الحصيلة المحزنة لهذه الانتفاضات الشعبية. واضافت الصحيفة ان تنامي التيارات الاسلاموية ،والحرب الاهلية،واستعادة القبضة الحديدية على السلطة ، حلت محل الامل ،مشيرة الى ان الشرق الاوسط يعيش حاليا وضعا من الفوضى قد يؤدي الى مسح دول من المنطقة. من جانبها عادت صحيفة (لوفيغارو) الى الحديث عن الاعتداءات الجنسية التي وقعت ليلة رأس السنة بالمانيا ، والتي ارتكبها مهاجرون بحسب السلطات الالمانية. واعتبرت الصحيفة ان المستشارة الالمانية انجيلا ميركل تتحمل جزء من المسؤولية، من خلال ضمان حق اللجوء لكل اللاجئين السوريين. وفي إيطاليا، اهتمت الجرائد الرئيسية بالتوتر بين بروكسل وروما بعد تبادل التصريحات بين رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يانكير والوزير الأول الإيطالي ماتيو رينزي حول مرونة قواعد الاتحاد الأوروبي المتعلقة بعجز الميزانية وقضية الهجرة. وكتبت (لاريبولليكا) في هذا الصدد أن يانكر اتهم الوزير الأول الإيطالي بالإساءة إلى المؤسسة الأوروبية معتبرة أن العلاقة بين إيطاليا وباقي الاتحاد الأوروبي ليست في أفضل حالتها. من جانبها، ترى (كوريير ديلا سيرا) أن يانكر يتدخل في المواجهة بين إيطالياوألمانيا متهما رينزي الذي انتقده دائما في الايام الأخيرة لموقفه المؤيد لبرلين ولإجراءاتها التقشفية. أما (إل ميساجيرو)، فقد وصفت تصريحات رئيس المفوضية الأوروبية بالغير منتظرة ، معتبرة إياها هجوما شخصيا على إحدى الأمم المؤسسة للاتحاد الأوروبي. وكتبت نقلا عن الوزير الأول الإيطالي أن إيطاليا قامت بإصلاحات ، وأن زمن تحكم بروكسل قد ولى. وفي بريطانيا، اهتمت الصحف بالعلاقات البريطانية الأوروبية، وأول ظهور لرائد الفضاء البريطاني تيموتي بيك وانهيار أسواق البورصة الأوروبية بسبب تراجع أسعار النفط. وسلطت يومية (الغارديان) الضوء على تصريحات رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يانكر الذي أعرب عن يقينه بالتوصل لاتفاق مع المملكة المتحدة في فبراير حول مطالب إصلاح الاتحاد الأوروبي التي تقدمت بها كشرط لاستمرارها في الاتحاد. أما الدايلي تلغراف فقد أبرزت أول خروج لرائد الفضاء البريطاني تيموتي بيك للقيام بإصلاحات في المحطة الفضائية الدولية (إي إس إس) رفقة الرائد الأمريكي تيم كوبرا. من جانبها، ركزت (فاينانشل تايمز) على انهيار أسعار البترول التي انخفضت إلى ما دون ال30 دولار مما جعل المؤشرات الأوروبية تدخل مرحلة الخطر. وبإسبانيا، واصلت الصحف اهتمامها بتطورات الوضع بجهة كاتالونيا، لاسيما التقارب بين الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني والكتلة الانفصالية. وهكذا، كتبت صحيفة (أ بي سي) أن الأمين العام للحزب الاشتراكي، بيدرو سانشيز، أعرب للرئيس الجديد لحكومة جهة كاتالونيا، القومي كارلس بوتشدمون، عن دعم حزبه لإصلاح الدستور الإسباني بغية إقامة نظام فيدرالي. من جهتها نقلت صحيفة (إلموندو) عن مصادر من هذا الحزب اليساري أن بيدرو سانشيز يعتزم اقتراح إصلاح الدستور بهدف إيجاد حل للقضية الكاتالونية دون المس بوحدة إسبانيا. وبدورها أشارت (لا راثون) إلى أن بوتشدمون سيمثل الأربعاء المقبل أمام برلمان جهة كتالونيا لتقديم الخطوط العريضة لبرنامجه وكذا تشكيلة حكومته، مبرزة أنه يولي الأولوية للجانب الاجتماعي. وفي سياق متصل ذكرت (إلباييس) أن زعيم حزب بوديموس اليساري المتطرف، الذي دعا إلى تنظيم استفتاء حول تقرير المصير بجهة كاتالونيا، تحدث لبوتشدمون لإبلاغه رفض حزبه لأي حلول من جانب أحادي.