تعددت الخرجات الإعلامية لمدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، عبد الحق الخيام، إذ خص صُحفا ومنابر إعلامية دولية بحوارات في فترة زمنية قليلة، فبعد جريدة "آخر ساعة" البلجيكية، و"جريدة لوفيغارو" الفرنسية، وغيرهما، تحدث المسؤول الاستخباراتي لوكالة الأنباء الإسبانية "إفي". ما يجمع بين حوارات الخيام الصحافية، التي بُثت في وسائل إعلام من بلجيكا وفرنسا وإسبانيا، أنه أجراها مع منابر دول أوروبية تربطها بالمملكة اتفاقيات تعاون أمني لمحاربة الإرهاب، ساهم من خلالها جهاز المخابرات المغربي بقوة ونجاعة في تفكيك خلايا إرهابية بهذه الدول. وتطرق الحوار الذي نشرته وكالة الأنباء الإسبانية، يوم الخميس، إلى حديث الخيام عن "المستوى الممتاز" للتعاون المغربي الإسباني في مجال مكافحة الإرهاب، مستدلا بعمليات مكافحة الإرهاب "المشتركة المتعددة". وبعد أن أكد الخيام أن أمن إسبانيا والمغرب مرتبطان ارتباطا وثيقا، أشار إلى أن إسبانيا أدركت، بعد الهجمات الدموية لسنة 2004 التي هزت العاصمة الإسبانية مدريد، "ضرورة اتخاذ تدابير وقائية لمواجهة التهديد الإرهابي"، مبرزا أن "النهج نفسه اعتمده المغرب". وتابع المتحدث ذاته بأن إحباط المخططات الإرهابية التي استهدفت المغرب في السنوات الأخيرة تم بفضل "السياسة الاستباقية" للدولة، المبنية على إستراتيجية شاملة، قوامها إدارة الحقل الديني، ورصد الأنشطة الإرهابية على الإنترنت، وتدابير إعادة تأهيل المعتقلين السلفيين، وتبادل المعلومات مع البلدان الغربية. ولفت مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية إلى أنه كانت لبعض الخلايا الإرهابية المفككة "خطط متقدمة"، تروم تنفيذ هجمات بالمغرب، مشيرا إلى أنها "كانت تستهدف شخصيات عامة ودوريات للشرطة." واستطرد الخيام بأن المجموعات الإرهابية لازالت تفكر في استهداف التمثيليات الدبلوماسية ومراكز الشرطة والمواقع السياحية، كالفنادق، مشيرا إلى أن "غالبية الجهاديين المغاربة الذين يسافرون إلى بؤر التوتر يبقى هدفهم النهائي تنفيذ هجمات ببلدهم". وخلص المسؤول الاستخباراتي البارز إلى أنه "لدى عودة هؤلاء "الدواعش" إلى المغرب، ينضمون إلى "خلايا نائمة، وينتظرون الأوامر لتنفيذ هجمات"، مشيرا إلى أن 200 جهادي عادوا إلى المغرب، "وجرى اعتقالهم في السنوات الأخيرة"، وفق تعبير الخيام.