بإشراف من مركز الدكتوراه بكلية الحقوق بمراكش، وبتعاون مع مؤسسة هانس سايدل، نظمت مجموعة الأبحاث والدراسات الدولية حول إدارة الأزمات يوما دراسيا تكوينيا لفائدة طلبة الدكتوراه المسجلين في إطار المجموعة، تمحور حول المغرب والمتغيرات الإقليمية. واستهل اللقاء بكلمة لمديرة مركز الدكتوراه الأستاذة أمينة بن الرايس أشارت فيها إلى أهمية اللقاء، مذكرة بانخراط المركز في دعم مثل هذه المبادرات الرامية إلى تطوير كفاءة الطلبة الباحثين، ومنوهة بالجهود التي يبذلها مركز الدكتوراه في هذا الإطار. أما الأستاذ يوخان لوباه، المندوب الإقليمي لمؤسسة هانس سايدل بالمغرب وموريتانيا، فاعتبر أن اللقاء يكتسي أهمية كبرى لكونه موجه إلى طلبة دكتوراه مقبلين على مناقشة رسائلهم. ونوه بطبيعة المواضيع الهامة التي سيقدمها الباحثون والطلبة لكونها منفتحة على المتغيرات الدولية والإقليمية الراهنة. وأكد رئيس شعبة القانون العام الأستاذ محمد الغالي على أهمية مثل هذه اللقاءات التي ينبغي تكثيفها، خصوصا وأنها توفر للطلبة فرصا للوقوف على الكثير من المشاكل المنهجية التي تعيق مسارهم البحثي، من خلال التفاعل المباشر مع آراء وملاحظات الأساتذة. أما مدير مجموعة الأبحاث والدراسات الدولية حول إدارة الأزمات الأستاذ إدريس لكريني، فتطرق لسياق هذه المبادرة التي تنحو إلى فتح المجال أمام الطلبة لتطوير أدائهم والوقوف على مختلف المشاكل الموضوعية والمنهجية التي تواجههم، والاستفادة من توجيهات وملاحظات الأساتذة المشاركين. وقدّم الأستاذان إدريس لكريني وفاطمة غلمان ورقة مشتركة بعنوان "المغرب والأزمات الإقليمية الراهنة"، ركّزا فيها على تفاعل السياسة الداخلية والسياسة الخارجية، ومحاولة المغرب التأقلم مع المتغيّرات الإقليمية عن طريق العمل الدبلوماسي والاقتصادي. وبيّنت الورقة أهمية الاستقرار الداخلي في تعزيز العمل الخارجي، واستناد قوة السّلوك الخارجي إلى أجرأة المقومات في سياق تغيّر مفهومي الأمن والسّلم الدوليين وتشبيك العلاقات الدولية؛ ذلك أن السياسة الخارجية، بحسب الورقة، أصبحت لها مسؤوليات متعدّدة كجذب الاستثمارات والمساهمة في فض المنازعات وتعزيز القوة الناعمة (Soft Power). وخصصت جلسة العروض الأولى التي ترأسها الأستاذ محسن الأحمادي للحديث عن موضوع "السياسة الخارجية والتطورات الراهنة بالمنطقة"، تدخل فيه الطلبة الباحثون آمال الحواسني وعبد الواحد أولاد مولود ومحمد النضر وعلي فاضلي، على مستوى تطور أداء السياسة الخارجية للمغرب وجهود التصدي لمختلف المخاطر الإقليمية. أما جلسة العروض الثانية التي ترأسها الأستاذ عبد اللطيف بكور، فقد تناول فيها الطلبة الباحثون إبراهيم نوحي وجامع سموك والحبيب أستاتي والحسان البرنوسي وزهير لعميم مسار الإصلاح الدستوري والسياسي بالمغرب، والانتخابات التشريعية ورهانات الدّمقرطة من خلال تجارب مقارنة.