الشرع يصل إلى أمريكا في زيارة رسمية    كرة القدم: "أداء المنتخبات الوطنية المغربية هو ثمرة عمل استثنائي" (إنفانتينو)    درك سيدي علال التازي ينجح في حجز سيارة محملة بالمخدرات    النفق البحري المغربي الإسباني.. مشروع القرن يقترب من الواقع للربط بين إفريقيا وأوروبا    توقيف التجمعي يوسف مراد في المطار بشبهة التهريب الدولي للمخدرات    لفتيت يشرف على تنصيب امحمد العطفاوي واليا لجهة الشرق    مونت-لا-جولي.. مغاربة فرنسا يحتفلون في أجواء من البهجة بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء    فرنسا.. فتح تحقيق في تهديد إرهابي يشمل أحد المشاركين في هجمات باريس الدامية للعام 2015    مقتل فلسطيني في قصف إسرائيلي    طقس الأحد: ضباب وسحب منخفضة بعدة مناطق بالمملكة    الأمواج العاتية تودي بحياة ثلاثة أشخاص في جزيرة تينيريفي الإسبانية    الطالبي العلمي يكشف حصيلة السنة التشريعية    ميزانية مجلس النواب لسنة 2026: كلفة النائب تتجاوز 1.59 مليون درهم سنوياً    بنكيران: النظام الملكي في المغرب هو الأفضل في العالم العربي    تقرير: سباق تطوير الذكاء الاصطناعي في 2025 يصطدم بغياب "مقياس ذكاء" موثوق    بطولة ألمانيا لكرة القدم.. فريق أونيون برلين يتعادل مع بايرن ميونيخ (2-2)    لماذا تصرّ قناة الجزيرة القطرية على الإساءة إلى المغرب رغم اعتراف العالم بوحدته الترابية؟    كوريا الشمالية تتوج ب"مونديال الناشئات"    مدرب مارسيليا: أكرد قد يغيب عن "الكان"    البطولة: النادي المكناسي يرتقي إلى المركز الخامس بانتصاره على اتحاد يعقوب المنصور    نبيل باها: "قادرون على تقديم أداء أفضل من المباراتين السابقتين"    موقف حازم من برلمان باراغواي: الأمم المتحدة أنصفت المغرب ومبادرته للحكم الذاتي هي الحل الواقعي الوحيد    ألعاب التضامن الإسلامي (الرياض 2025).. البطلة المغربية سمية إيراوي تحرز الميدالية البرونزية في الجيدو وزن أقل من 52 كلغ    بحضور الوالي التازي والوزير زيدان.. حفل تسليم السلط بين المرزوقي والخلفاوي    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    إسبانيا تشارك في المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء    "أونسا" يؤكد سلامة زيت الزيتون    "يونيسيف" ضيفا للشرف.. بنسعيد يفتتح المعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب    الرباط وتل أبيب تبحثان استئناف الرحلات الجوية المباشرة بعد توقف دام عاماً    شبهة الابتزاز والرشوة توقف مفتش شرطة عن العمل بأولاد تايمة    بيليم.. بنعلي تقدم النسخة الثالثة للمساهمة المحددة وطنيا وتدعو إلى ميثاق جديد للثقة المناخية    تعليق الرحلات الجوية بمطار الشريف الإدريسي بالحسيمة بسبب تدريبات عسكرية    مخاوف برلمانية من شيخوخة سكانية بعد تراجع معدل الخصوبة بالمغرب    توقعات أحوال الطقس اليوم السبت    مهرجان الدوحة السينمائي يعرض إبداعات المواهب المحلية في برنامج "صُنع في قطر" من خلال عشر قصص آسرة    الداخلة ترسي دعائم قطب نموذجي في الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي    قطاع غزة يستقبل جثامين فلسطينيين    تشريح أسيدون يرجح "فرضية السقوط"    دكاترة متضررون من تأخير نتائج مباراة توظيف أساتذة التعليم العالي يطالبون بالإفراج عن نتائج مباراة توظيف عمرت لأربع سنوات    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    كاتبة الدولة الإسبانية المكلفة بالهجرة: المبادرة الأطلسية التي أطلقها الملك محمد السادس تشكل نموذجا للتنمية المشتركة والتضامن البين إفريقي    حمد الله يواصل برنامجا تأهيليا خاصا    العرائش.. البنية الفندقية تتعزز بإطلاق مشروع فندق فاخر "ريكسوس لكسوس" باستثمار ضخم يفوق 100 مليار سنتيم    "صوت الرمل" يكرس مغربية الصحراء ويخلد "خمسينية المسيرة الخضراء"    اتصالات المغرب تفعل شبكة الجيل الخامس.. رافعة أساسية للتحول الرقمي    الأحمر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    عيد الوحدة والمسيرة الخضراء… حين نادت الصحراء فلبّينا النداء    فرحة كبيرة لأسامة رمزي وزوجته أميرة بعد قدوم طفلتهما الأولى    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    الوجبات السائلة .. عناصر غذائية وعيوب حاضرة    أشرف حكيمي.. بين عين الحسد وضريبة النجاح    انطلاق فعاليات معرض الشارقة للكتاب    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصراع الإيديولوجي وغياب التأطير يحول الجامعات المغربية لساحات حرب

يلاحظ المتتبع للحركة الطلابية المغربية، أن الأحداث الدامية التي عرفتها الجامعات المغربية بحر الأسبوع ما قبل الماضي وكذلك أحداث القتل التي عاشتها أواخر السنة الدراسية الماضية، ليست جديدة على الحقل الطلابي المغربي، على اعتبار أنها نتاج سلوكات قديمة مرتبطة بالصراع والتنافس بين الفصائل الطلابية المختلفة، فعلى مدار ما يقارب عقدين من الزمن، كانت الساحة الجامعية مسرحا لمختلف التطاحنات ذات المنطلقات الإيديولوجية، ما بين التيارات اليسارية أو بين هذه الأخيرة والفصائل ذات المرجعيات الإسلامية التي ولجت الحرم الجامعي مع بداية الثمانينات، فما الذي حوّل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب من مساره كمنظمة طلابية نقابية تعمل على الدفاع عن حقوق الطلبة إلى حلبة للصراع الإيديولوجي تستعمل فيه كل الأسلحة؟
صراع مكونات اليسار
لم يستطع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، كمنظمة، يحتفظ باستقلاليته عن باقي المكونات السياسية، إذ سرعان ما انقلب الانسجام بين الأطراف المكونة للحركة الطلابية بعد أن وصلت الخلافات الإيديولوجية مداها، برغبة كل تيار في الاستحواذ على رئاسة المنظمة وبالتالي الانفراد باتخاذ القرار داخلها، فبعد المؤتمر الرابع المنعقد بأكادير سنة 1959، ونظرا للقرارات التاريخية التي خرج بها، فقد عمل النظام على تحريك المتابعة في حق العديد من المسؤولين الطلابيين، وقد أدت حملة الاعتقالات إلى التخلي عن رئاسة " أ. و. ط. م" لولي العهد آنذاك الحسن الثاني خلال المؤتمر السادس المنعقد بآزرو، وتولد عن ذلك المخاض ظهور تيارين بارزين : التيار الراديكالي ذو المرجعية الماركسية اللينينية والمؤمن بالثورة كخيار وحيد ثم تيار معتدل ينشد النضال من داخل النظام القائم، فنتج عن هذا الاختلاف في الوسائل اصطدامات دامية بين التيارين.
الطليعة والاتحاد الاشتراكي الإخوة الأعداء
ألقى الانشقاق الذي عرفه حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية بظلاله على المؤتمر 17 للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، إذ عرف مشاركة تيارين باسم الحزب، الأول أطلق على نفسه اسم رفاق الشهداء/ وهو الذي تحول فيما بعد إلى حزب الطليعة الاشتراكي الديمقراطي، في حين يمثل الثاني الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وأدى الصراع بينهما إلى إفشال المؤتمر بعد رفض تيار اليسار الجذري لتوقيت تنظيم المؤتمر الذي زامن توقيت إجراء الامتحانات وطلب تأجيله إلى دجنبر 1981، وكان من نتائج هذا الاختلاف سقوط المنظمة تحت ذريعة ما سمي الحظر العملي.
دخول الفصائل الإسلامية وبداية التطاحن الإيديولوجي
إلى حدود الثمانينيات كانت الساحة الجامعية قلعة محصنة لليسار الجذري مارس من خلالها معاركه السياسية ضد النظام، لكن ولوج الفصائل الإسلامية التي كانت تحاول وضع يدها على المنظمة، نتج عنه اقتتال طلابي وما برهن على ذلك هو الأحداث التي عرفتها جامعة مولاي عبد الله بفاس في أكتوبر 1990، بعد أن عمد فصيل الطلبة القاعديين إلى تحديد 25 أكتوبر كآخر أجل لولوج الطلبة الإسلاميين للجامعة، حيث عمدوا حسب مصادر إسلامية إلى إحضار السلاسل والسواطر وتحصنوا داخل الحي الجامعي بعد أن احتجزوا العديد من طلبة فصيل العدل والإحسان، فيما روت مصادر قاعدية أن اللجنة الانتقالية للطلبة المشكلة للقاعديين، كانت بصدد شرح مجريات الحوار الدائر بين العميد واللجنة بكلية العلوم وتفاجؤوا باقتحام عناصر منتمية للعدل والإحسان مدرج كلية العلوم التي نسفت الاجتماع؛ وفي مساء نفس اليوم قامت نفس العناصر مدججة بالأسلحة البيضاء بالهجوم على الطلبة وأصابت العديد منهم بجروح بليغة.
ومن تجليات الصراع بين الإسلاميين واليساريين كذلك ما عاشته الجامعة المغربية في مارس 1996 بعد محاولة حزب الاتحاد الاشتراكي تنظيم "الجامعة الربيعية" بكلية الحقوق بالدار البيضاء، وهو الأمر الذي اعتبره فصيل العدل والإحسان سابقة خطيرة لتجاوزه المؤسسات التمثيلية داخل الجامعة، فيما اتهم الاتحاد الاشتراكي جماعة العدل والإحسان بالوقوف وراء هذا المنع بعد أن استقدموا عناصر من العمال والحرفيين لنسف أشغال الجامعة، وهكذا تحولت الجامعات المغربية من مكان لتلقي العلوم والمعرفة إلى ميدان للاقتتال بين الفصائل الطلابية المستعملة للغة السيوف والسكاكين عوض لغة العلم.
ظهور ملامح الصراع القبلي والعرقي كمكونات للصراع
لعل الأحداث الدموية التي عرفتها الجامعات المغربية وعلى مدار السنة الماضية، وكان آخرها ما عاشته جامعة محمد بن عبد الله بفاس، بعدما نشب صراع بالسيوف بين الطلبة القاعديين والإسلاميين يوم الجمعة 26 أكتوبر 2007، حيث ذهب ضحية هذا الصراع المتبادل خمسة من الطلبة، اثنان منهم إصابتهم خطيرة، وهكذا عرفت جامعات، أكادير والدار البيضاء والرباط، مكناس والرشيدية ومراكش ظهور أحداث دموية زكاها الصراع القبلي والسياسي بين الإسلاميين والصحراويين والقاعديين والأمازيغ حول من يستحوذ على الساحة الطلابية، وهو الأمر الذي دفع مصادر مختلفة من التيارات المتواجدة في الجامعات المغربية لتوجيه أصابع الاتهام إلى جهات معينة، من بينها المخابرات المغربية متهمينها بتغذية الفتن والعراقيل لتنحية التيارات وعدم السماح لأي منها بالاستقواء وبالتالي فرض برامجها على الآخرين ، فتوظيف هذه الجهات للحماس الطلابي أدى إلى الصراع بين عينات من الطلبة ذات مرجعيات سياسية مختلفة، تضم الأمازيغي والصحراوي الموالي للبوليساريو، وثلة منتمية للنهج الديمقراطي الراديكالي المعارض لفصيل الطلبة القاعديين المتبنين للفكر الماركسي اللينيني، وفئة أخرى من الإسلاميين المنتمين للعدل والإحسان.
ومن جامعة إلى أخرى تكررت المواجهات، حيث أدت الاصطدامات إلى مقتل طالب كان يدرس بكلية العلوم والتقنيات بالرشيدية وتبادل أطراف الصراع، والممثلين في هذه القضية بالطلبة القاعديين الموالين لحزب النهج وخصومهم من الأمازيغيين المتهمين بالشوفينية العرقية الضرب والسباب، والنتيجة كانت هي أن أولئك الطلبة وجدوا أنفسهم في ردهات المحاكم ليتلقوا أحكاما متفاوتة.
والمتأمل في الوضع داخل الجامعات المغربية، يلاحظ أن التعايش بين اليساريين والإسلاميين يبدو مستحيلا، بعد أن اتسعت الهوة الإيديولوجية بينهما لاختلاف الرؤى والأولويات ومن له الشرعية في تسيير المنظمة العتيدة لطلبة المغرب.
ميلود الرحالي / المسؤول الوطني لفصيل طلبة العدل والإحسان
الأحداث الأخيرة أظهرت براءة الإسلاميين من العنف
ذهب الرحالي إلى اعتبار الأحداث الأخيرة التي عاشتها الجامعات المغربية بأنها ورقة أثبتت براءة التيار الإسلامي من العنف الموجه إليه، مشيرا إلى أن الظروف العامة التي سبقت عقدنا السياسي هي التي جعلت من الإسلاميين عدوا مشتركا للعديد من الأطراف وعلى رأسها المخزن، وفسر الصراع الدائر بين القاعديين أنفسهم بأنه راجعا إلى لجوء من يحمل في فكره العنف والعدمية إلى مصارعة نفسه إذ لم يجد من يعاديه أو يصارعه.
- لوحظ في الآونة الأخيرة عودة العنف إلى الجامعات المغربية، بماذا تفسرون الأمر؟
نعم عرفت بعض الجامعات المغربية أحداث عنف بين بعض الفصائل الطلابية خصوصا المحسوبة منها على التيار القاعدي، و ذلك بكل من الراشدية وفاس ومكناس ومراكش.....، و يمكن أن نرجع ذلك لعدة اعتبارات، منها ما هو ملازم لفكر بعض الفصائل التي تؤمن بالعنف المادي و غيره كوسيلة للإقناع و حسم الصراع، و منها كذلك بعض الظروف و المعطيات السياسية و النقابية التي تحكمها أحيانا مصالح تتجاوز المصالح الطلابية إلى ما هو سياسي، بل إن احتمال وجود أعضاء متهورين في بعض الكيانات الطلابية التي لم تعد قادرة على تأطير مناضليها، لا يمكن أن نسقطه من التحليل لاسيما إذا تتبعنا تفاصيل الأحداث.
- البعض يحاول ربط العنف الممارس داخل الجامعات بالإسلاميين، هل هذا صحيح؟
هذا، غير صحيح مطلقا، مثلا إذا عدنا إلى تاريخ الحركة الطلابية سنجد أن العنف الطلابي دخل الجامعة قبل الإعلان عن الفصائل الإسلامية، كما أن الأحداث الأخيرة أبرزت بما لا يدع مجالا للشك أن الإسلاميين بريئون كل البراءة من العنف، إلا أن الظروف العامة التي سبقت عقدنا السياسي هذا، والتي جعلت من الإسلاميين عدوا مشتركا للعديد من الأطراف وعلى رأسها المخزن المتحكم- كما هو معلوم - حتى في وسائل الإعلام، كل ذلك أفلح في تصوير الإسلاميين بأنه ذلك الإرهابي الذي لا يحاور أحدا و يفرض رأيه على الجميع، و قد زاد الطين بلة ما يُسَوِقه العالم المتحكم من بضاعة، كون الإسلاميين هم الخطر الداهم الذي وجب إزالته.
- هناك من يرى أن فشل المشروعين اليساري والإسلامي هو الذي أدى إلى محاولة التيارين تحريك فصائلهما داخل الجامعات؟
أعتقد أن القراءة السليمة لعلاقة السياسي أو الحزبي بالنقابي، هو أن العديد من التوجهات السياسية استقالت اليوم من الجامعة و همومها، فظهورها في بعض المناسبات الإنتخابية هو من قبيل الرفع من عدد أوراق المصوتين. أما بخصوص فشل أو عدم فشل المشاريع فأعتقد أن المشروع الوحيد الذي يطبق اليوم هو مشروع الدولة، و حتى من كانوا يحسبون إلى زمن قصير ضمن أصحاب مشاريع خاصة أصبحوا يصرحون بعظمة ألسنتهم أن مشاريعهم تتضمنها خطابات الملك، و هذا أمر لم يعد مستورا. أما المشروع الإسلامي، فأعتقد أن المخاض السياسي المغربي الحالي دليل على صدقيته و صوابيته حيث تتداعى الأصوات يوما بعد يوم لإشراكه و عدم تجاهله بل النداء إلى مقاسمته تدبير الشأن العام الوطني، و أقصد هنا مشروع الحوار و الميثاق الإسلامي الذي تتبناه جماعة العدل و الإحسان التي أعتز بانتمائي إليها.
- عناصر من الإسلاميين والقاعديين وجهوا أصابع الاتهام إلى المخابرات المغربية بكونها من حرك هذه الصراعات، وذلك بقولهم إن بعض من يشرفون على تنظيم الحلقات داخل الجامعات لا ينتمون لأي تيار وهم من يحول النقاش إلى معارك تستعمل فيها مختلف الأسلحة البيضاء والعصي؟
لم تخل الجامعة يوما من المخبرين على مدار التاريخ، لكن فيما يخص الأحداث الأخيرة وجب أن نكون دقيقين أكثر:
فمن يشرف على تنظيم الحلقات والنقاشات الجادة داخل الجامعة، إما هياكل الإتحاد الوطني لطلبة المغرب الخالية من أمثال هؤلاء، أو فصائل إسلامية تبعدها أخلاقها و تنأى بها عقيدتها عن أن تتحالف مع أمثال هؤلاء المخبرين. و بالتالي يبقى سؤالكم مفتوحا حول علاقة أعوان المخابرات بباقي الفصائل الأخرى......؟
- يتزايد المد الإسلامي الحركي ويستفحل دوره داخل الجامعات ألم يؤثر ذلك على التواجد اليساري الذي قيل إنه تراجع بسبب تفكك المعسكر الاشتراكي؟
أكيد أن وجود الإسلاميين بالجامعة أثر بشكل ملموس في تراجع المشروع اليساري، لكن ليس بالشكل الميكانيكي الذي يطرحه البعض، لكن واقع الحال أن الجماهير الطلابية و إن كانت تصور في الأذهان، قبل بروز الإسلاميين أنها محبة للمشروع اليساري و مدافعة عنه، فإن الحقائق تقول إنها كانت مرغمة على ذلك، وهو ما تأكد مع مرور الزمن، حيث احتضنت الجماهير الطلابية المشروع الإسلامي الذي وجدت فيه الحرية و الإبداع و الحوار و التعايش، الشيء الذي افتقدته من قبل.
- لماذا تحول الصراع إلى القاعديين أنفسهم، أي بين الأمازيغ و(صحراوة)، بعدما كان بين الإسلاميين والقاعديين؟
سؤالكم هذا يعفينا من الإجابة عن بعض الأسئلة السالفة التي تتهم الإسلاميين بالعنف ( طبعا أنتم تنقلون كلاما عن غيركم)، فإن كان و لابد من إجابة فأقول اختصارا: إن من يحمل في فكره العنف و العدمية، فإنه إذا لم يجد في لحظة ما من يعاديه و يصارعه، فإنه قد يضطر إلى مناقضة نفسه بحثا عن الصراع. ولا نستغرب ذلك، فالعديد من رواد هذا الفكر أقدموا على الانتحار بعدما كتبوا خلاصة حياتهم، إنهم كانوا يحملون تناقض حتمية الصراع ثم الثورة و لو على النفس.
- يتهم فصيل جماعة العدل والإحسان بالجامعات المغربية بكونه من يتسبب في تفجير الصراع داخل الجامعة، بل اتهم بعض طلبته بقتل طلبة قاعديين، ما رأيكم في هذا؟
فصيل طلبة العدل والإحسان كتب الله له تاريخيا أن يكون أول فصيل دعا إلى الحوار و التفاهم، و أحيلكم هنا على بعض مبادراته الوطنية في هذا الشأن:
· الدعوة إلى ميثاق جامعي سنة 1991 الذي لم يستجب له أحد.
· الدعوة إلى ندوة بين الفصائل بالبيضاء في نونبر 1996 و لم يستجب أحد.
· الدعوة إلى جبهة وطنية في 21 نونبر 1997 و لم يستجب أحد.
· الدعوة إلى ندوة بين الفصائل بفاس في 11 مارس 1997 و لم يستجب أحد.
· التحضير للمؤتمر الوطني لأوطم و الذي كان مزمعا عقده في مارس 2002، غير أنه تم تعليقه استحضارا للمصلحة العليا للطلبة، وذلك استجابة لطلب الشبيبات التي كانت تجري في هذه الفترة حوارات منتظمة مع شبيبة العدل والإحسان، فهل تعتقدون أن فصيلا وصلت معاناته مع المخزن حد الاستشهاد و مئات السنين سجنا، فضلا عن الأعطاب و العاهات المستديمة، ولا يزال ثابتا على مبدأ التعايش و مطلب الحوار و الوحدة، قد يفكر يوما في تفجير الصراع.
إن فصيل طلبة العدل و الإحسان كان ولا زال و سيبقى إن شاء الله سلما على الجميع، متعايشا و منفتحا على الجميع.
فدعونا من المزايدات، فقد جثم المخزن على حقوقنا و مكتسباتنا و سلب منا الحرية و الحق حتى في التعليم، أليس منا رجل رشيد؟. فمن هذا المنبر و مرة أخرى نكرر و لن نمل:
هلم إلى حوار طلابي جامع و ميثاق جامعي لا يقصي أحدا، ولا يتهم أحدا، إنه لا مناص من ذلك لأنها سنة الله التي تسري على خلقه.
المصطفى المعتصم / الأمين العام لحزب البديل الحضاري
العنف السياسي سمة المجتمعات المتخلفة
لم يجد مصطفى معتصم وصفا لما يجري داخل الجامعات المغربية من عنف سوى "البلادة والغباء بعد أن أصاب العمى السياسي، على حد تعبيره بعض، الأطراف التي عملت على ضرب المكتسبات الطلابية"، كما فسر فشل المشروعين اليساري الإسلامي بكونهما يفتقدان لمشروع مجتمعي وطني.
- لوحظ في الآونة الأخيرة عودة العنف إلى الجامعات المغربية، بماذا تفسرون الأمر؟
بالبلادة وبالغباء والقبول بالتوظيف من طرف من عملوا دوما على ضرب المكتسبات الطلابية؛ إنه العمى السياسي الذي يصيب بعض الأطراف ويمنع عنها الرؤية السليمة.
- يحاول البعض ربط العنف الممارس داخل الجامعات بالإسلاميين، هل هذا صحيح؟
العنف داخل الجامعات قديم وظهر قبل بروز التيارات الإسلامية بها. واليوم كل الفصائل الطلابية تتحمل مسؤوليتها في الأحداث العنيفة التي تجري في الجامعات. في السنة الماضية بلغ العنف مداه وكان بين طلبة من الصحراء وطلبة من المناطق الأمازيغية من جهة، وبين هؤلاء الطلبة من الحركة الثقافية الأمازيغية والطلبة القاعديين من جهة أخرى. العنف السياسي سمة المجتمعات المتخلفة، نتاج مجتمع متخلف ومشهد سياسي متخلف، فماذا ننتظر منهم عند اختلافهم؟
- هناك من يرى أن فشل المشروعين اليساري والإسلامي هو الذي أدى إلى هذه النتيجة أي محاولة التيارين تحريك فصائلهما داخل الجامعات؟
نحن نعيش التيه وحالة من فقدان التوازن، وإذا كنا قد فشلنا فلافتقادنا جميعا لمشروع مجتمعي وطني.
- عناصر من الإسلاميين و القاعديين وجهوا أصابع الاتهام إلى المخابرات المغربية بكونها هي من حرك هذه الصراعات، وذلك بقولهم إن بعض من يشرفون على تنظيم الحلقات داخل الجامعات لا ينتمون لأي تيار، وهم من يحول النقاش إلى معارك تستعمل فيها مختلف الأسلحة البيضاء والعصي؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.