تقرير يدعو إلى "العلاج بالصدمة" لتحقيق "معجزة تربوية" بالمغرب

ربط تقرير للبنك الدولي بين ضرورة الاستثمار في كل من الرأسمال البشري والرأسمال الاجتماعي من أجل بناء مستقبل المغرب، مشيرا إلى أن إصلاح التعليم يعد أولوية قصوى في هذا الإطار، ودعا إلى ضرورة تطبيق ما أسماه "العلاج بالصدمة" في مجال التعليم من أجل تحقيق "معجزة تربوية"، دون إغفال الاستثمار في مجال الصحة.
التقرير الذي يحمل عنوان "المغرب في أفق 2040: الاستثمار في الرأسمال اللامادي لتسريع الإقلاع الاقتصادي"، قال إن "المغرب لديه رأس المال الجغرافي والسياسي والثقافي اللازم ليكون من بين أفضل البلدان في الأداء الاقتصادي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، إلا أنه لا بد من وضع التربية والتعليم في صلب التنمية، مضيفا: "هو طريق ضروري لتحقيق تنمية بشرية أعظم".
وأكد التقرير على ضرورة أن يولي الإصلاح أولوية للإكراهات الرئيسية في إطار "المعالجة بالصدمات" التي ترمي إلى إحداث "معجزة تربوية"، مشددا على ضرورة إصلاح التعليم والتكفل بالطفولة المبكرة لضمان تكافؤ الفرص لجميع الأطفال وتحقيق نتائج اقتصادية أكبر، ودعا إلى بذل جهد لضمان حصول جميع الأطفال على التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة ورعايتهم.
المصدر نفسه نبّه إلى ضرورة الاستثمار في مجال الصحة بهدف تعزيز الرأسمال البشري، من خلال توسيع نطاق التغطية الصحية، وتحسين فعالية الرعاية الصحية العمومية، وتعزيز حكامة المنظومة الصحية.
وأوضح البنك الدولي أنه على الرغم من الجهود المبذولة بالمملكة في الجانب الاقتصادي، إلا أنها لم تحدث أي تقدم في ما يهم مؤشر إدماج الشباب في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، قائلا إن عمالة الشباب تشكل تحديا هاما، خاصة وأن شابا من أصل اثنين تقريبا، ممن تتراوح أعمارهم بين 25 و35 سنة، يتوفرون على منصب عمل غالبا ما يكون في القطاع غير النظامي والهش.
واقترح التقرير على المغرب عدة حلول من أجل توفير المزيد من فرص الشغل اللائقة لشبابه، مفيدا بأن عليه اتخاذ المسارات المتاحة أمام البلدان الناشئة لتسريع وتيرة اللحاق حتى بالبلدان المتقدمة. ومن ضمن الاجراءات التي جاء التقرير على ذكرها، النهوض بعقد اجتماعي يرمي إلى تعزيز مجتمع مفتوح، وتعزيز المؤسسات الشاملة، مع إعادة تركيز عمل الحكومة على مهامها الأساسية.