أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، التابعة للأمم المتحدة، أنه نظرا لما يقع في ليبيا من أحداث، فإن المغرب سيتحول إلى محطة للعبور للراغبين في الهجرة صوب القارة العجوز بدلا عن المسار الليبي، في الوقت الذي كانت فيه ليبيا تحتل المرتبة الأولى من حيث تصدير المهاجرين صوب أوروبا. وقال جويل ميلمان، الناطق الرسمي باسم المنظمة: "بات المهاجرون غير الشرعيين القادمون من إفريقيا جنوب الصحراء، وخاصة من دول من قبيل السينغال وغينيا وغامبيا، يختارون المرور صوب أوروبا عبر المغرب عوض ليبيا بعد الأحداث الصعبة التي تشهدها هذه الدولة التي كانت تعد في وقت سابق أكثر الممرات عبورا للهجرة غير الشرعية". وأكد المتحدث أن السبب وراء اختيار المغرب يكمن بشكل أساسي في البحث عن الأمان، وأيضا لكون البلاد تضم ممرا أكثر قربا من القارة الأوروبية. وذكرت المنظمة أن حوالي 164.779 مهاجرا ولاجئا دخلوا أوروبا عن طريق البحر خلال هذه السنة حتى الثالث من دجنبر الجاري، وصل حوالي 70 بالمائة منهم عبر إيطاليا، بينما توزع الباقي بين اليونان وقبرص وإسبانيا، مضيفة أنه منذ فاتح غشت وصل ما مجموعه 21.903 من الرجال والنساء والأطفال إلى إيطاليا عن طريق البحر من شمال أفريقيا. وقال ويليام لاسي سوينغ، المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة: "يجب التحرك بعد ما سمعناه عن أسواق الرقيق في ليبيا، والحرمان الذي يعاني منه الأشخاص المحتجزون من قبل المهربين في طريقهم إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، والظروف القاسية في مراكز الاحتجاز الليبية تتطلب اهتمامنا. ويجب أن نضع حدا لهذه الممارسات، وأن ندير الهجرة بأمان وبصورة منتظمة للجميع". وسبق أن أعلنت المنظمة العالمية للهجرة عن ارتفاع أعداد المغاربة الذين يهاجرون بطرق غير شرعية مقارنة مع السنة الماضية، مفيدة بأن 3327 مغربيا وصلوا إلى أوروبا منذ بداية العام الجاري وحتى الحادي عشر من هذا الشهر، وهو ما يمثل ارتفاعا بما يفوق خمسين بالمائة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي التي لم يصل خلالها إلى القارة العجوز سوى 1285 مهاجرا مغربيا. المغاربة الواصلون إلى أوروبا هاجروا عن طريق البحر الأبيض المتوسط، تقول المنظمة التي أكدت في أحدث تقاريرها أن عدد الغارقين من المهاجرين من مختلف الجنسيات بهذا البحر بلغ منذ بداية العام حوالي 1808، الرقم بانخفاض مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي التي شهدت 2899 قتيلا.