يبدو أن تنظيم "داعش" الإرهابي بات العقبة الأكبر أمام العودة الطوعية لنحو 330 مغربيا عالقين بمراكز إيواء المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا، إذ تأجلت العملية بعدما شرعت المصالح الأمنية المغربية بالتنسيق مع وزارتي الشؤون الخارجية والهجرة في تحديد هوية "الحراكة" المغاربة. ووفقا لمصادر مقربة من ملف المغاربة العالقين في كل من طرابلس وجنزور، فإن السلطات المغربية سارعت منذ أسابيع إلى إرسال وفد التقى السلطات الليبية المعنية، ضمن تعاون مشترك، ومن بين الإجراءات التي نفذها تجاه "الحراكة" المغاربة رفع البصمات بغرض التعرف على الهويات، وتحديد آجال لترحيلهم إلى المغرب. ويأتي هذا التأخر بعدما علق المغاربة العالقون في مراكز الإيواء المذكورة إضرابهم عن الطعام الذي نفذوه منذ الأسبوع المنصرم، للفت انتباه السلطات المغربية والمطالبة بتسريع عمليات الترحيل إلى أرض الوطن؛ فيما لازالت عائلاتهم تترقب تلك العودة، خاصة أنها قامت في أكثر من فرصة بتنظيم وقفات احتجاجية أمام مقر وزارتي الشؤون الخارجية والهجرة بالرباط. وكان من المرتقب أن يحل الفوج الثالث إلى مطار محمد الخامس الدولي بالدار البيضاء قبل أسبوعين، أسوة بفوجين سابقين ضما نحو 500 مغربي من المهاجرين العالقين في ليبيا، ممن تم ترحيلهم ضمن عملية تمت بتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، عن طريق مديرية الشؤون القنصلية والاجتماعية وباقي الجهات المختصة، وخصصت لأجلها طائرة خاصة انطلقت من مدينة جربة التونسية. وباتت ليبيا، التي تعيش فوضى سياسية وأمنية منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2012، أبرز معاقل تنظيم "داعش" الإرهابي، خاصة بعد اندحاره العسكري في سوريا والعراق، إذ يحاول التغطية على هزائمه هناك بتواجد عسكري وسط الفوضى الليبية؛ فيما تفيد المعطيات الأمنية أن جنسيات مختلفة يضمها التنظيم، من بينها المغربية. وكان عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، كشف ضمن حصيلة مكافحة الإرهاب للعام المنصرم اعتقال متطرف مغربي واحد عاد من ليبيا، وكان ينتمي إلى الجماعات الإرهابية، مقابل 19 مغربيا قدموا من منطقة النزاع السورية – العراقية. وفي آخر إحصائية قدمتها أجهزة مكافحة الهجرة غير الشرعية بليبيا، فإن عدد "الحراكة" المغاربة بطرابلس ارتفع إلى 254 مغربيا، بعد إلقاء القبض عليهم منذ أشهر، ليرتفع العدد بعدما كان 233 قبل هذا اليوم، إذ سلم قرابة 21 مغربيا آخرين أنفسهم للأجهزة الأمنية الليبية، ضمنهم أربع نساء وطفل واحد، إلى جانب 76 مغربيا منهم سيدة في منطقة جنزور. وكشف حسني أبوعيانة، رئيس المكتب الإعلامي بجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية فرع طرابلس، أنه جرى الانتهاء من تصوير وتسجيل جميع المهاجرين غير الشرعيين من الجنسية المغربية، وتم إرسال اللائحة على الفور إلى السفارة المغربية في تونس العاصمة؛ وذلك "لاستخراج وثائق سفر مؤقتة لهم لتسهيل عودتهم طواعية وبرغبتهم إلى بلادهم المغرب الشقيق جوا عبر مطار إمعيتيقة الدولي".