يرى خبراء أن المغرب "له كامل الحظوظ" للظفر بتنظيم كأس العالم في 2026، ويصبح ثاني بلد إفريقي يحتضن هذا الحدث الدولي الكبير، إذا ما استطاع الإقناع بالمؤهلات التي يزخر بها. فبعد أن تقدم رسميا بملف الترشيح بمقر الجامعة الدولية لكرة القدم (فيفا) بزوريخ، أمام المغرب أقل من ثلاثة أشهر للترويج لحججه القوية المتمثلة في القرب، والأمن، والبعد الإفريقي وشغف الجماهير بكرة القدم. إنها الخلاصة التي توصل إليها مارسيال بيرزيت، رئيس الجمعية السويسرية للحكام، إذ أكد أنه "حان الوقت لإنصاف المغرب وإفريقيا التي لم تحظ بتنظيم كأس العالم إلى مرة واحدة سنة 2010". وقال المتحدث : "عندما نتحدث عن القارة الإفريقية فإن المغرب هو الذي يستحق تنظيم هذا الحدث الكروي العالمي"، مضيفا أن "مؤهلاته في هذا المجال لا يمكن إنكارها. وفي نظر هذا الخبير بكرة القدم السويسرية والأوروبية فإن مؤهلات المغرب متعددة، على رأسها القرب الزمني من أوروبا وإفريقيا، والمسافات القصيرة بين المدن، ما يساعد على التنقل. ويتوقع الملف التقني لترشيح المغرب لتنظيم مونديال 2026 في صيغته الجديدة (48 فريقا)، والذي تم إعداده بشكل دقيق، استثمارا ضخما بحوالي 16 مليار دولار مدعما بمؤهلات من مستوى عال في مجال البنيات التحتية الرياضية والفندقية ووسائل النقل. ومن المنتظر بناء 12 ملعبا جديدا و21 مستشفى يستجيب للمعايير الدولية، بالإضافة إلى 130 ملعبا خاصا بالتداريب. هذه المشاريع من المتوقع أن تخلق 110 آلاف منصب شغل سنويا ابتداء من تاريخ التعيين، كما أكد ذلك رئيس لجنة التنظيم مولاي الحفيظ العلمي. ويقترح المغرب على الجامعة الدولية لكرة القدم إنجاز أربعة ملاعب جديدة، اثنان بالدار البيضاء، وواحد بوجدة وآخر بتطوان، بالإضافة إلى خمسة ملاعب بكل من ورزازات، مكناسالجديدة، الناضور ومراكش. وإذا كان الالتزام بتسريع بناء البنيات التحتية الرياضية يبقى التحدي الأكبر في أفق الزيارة المنتظرة لخبراء "الفيفا" في أبريل المقبل، فإن تصويت الاتحادات الوطنية ستحكمه اعتبارات أكثر شمولية. وسجل الخبير السويسري، الذي اعتبر ترشح المغرب "منطقيا"، أن التوقيت الزمني في المغرب يتلاءم مع نظيره في أوروبا، حيث توجد كبار المنتخبات العالمية وأفضل اللاعبين العالميين، وهو أمر في صالح الملف المغربي. وحسب بيرزيت فإن المغرب سيكسب كثيرا من خلال تركيزه على البعد الإفريقي والإيكولوجي لمشروعه، دون أن ننسى الشعبية الكبيرة التي تحظى بها كرة القدم بالمملكة، وأوصى لجنة التنظيم بضرورة تحسيس الجيران الأوروبيين بأهمية عامل الجغرافية والقرب "الذي قد يكون حاسما". ويتفق الخبير السويسري هنا مع رأي باسكال بونيفاس، مدير معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية، الذي أكد على "المساحة الشاسعة لبلدان أمريكا الشمالية، والتي قد تنعكس سلبا على كأس العالم". وأعرب عن استغرابه لتقديم المكسيك والولايات المتحدة ترشيحا مشتركا في وقت تستعد هذه الأخيرة لبناء جدار فاصل على الحدود، وهو إجراء قد يكون سببا في نفور مجموعة من البلدان. ومن المنتظر أن تكون المنافسة شرسة مع اقتراب 13 يونيو، تاريخ تعيين البلد المنظم لكأس العالم 2026، حسب رأي يوسف رشاد، وهو حكم بالبطولة السويسرية من أصل مغربي؛ ويرى أن "الملف المغربي مبني على أسس صلبة"، وأن المملكة "ستكون مرشحة القارة التي تنتمي إليها". وقال رشاد إن "الرباط يمكن أن تحصل على غالبية الأصوات في إفريقيا، وكذا عشرات الأصوات في آسيا وأوروبا، بالنظر إلى الاعتبارات المرتبطة بالقرب الجغرافي والبث التلفزي". *و.م.ع