ذكرت مداخلة مانع سعيد العتيبة، المستشار الخاص لرئيس دولة الإمارات، والتي تولى إلقاءها مدير مكتبه خليل علبوني، أنه يشعر بأن المغرب والإمارات متوحدان، وهو ما ظهر في حرب 1991 عندما قال الملك الراحل الحسن الثاني إنه لو اقترب أحد من الإمارات فلن يتوانى عن إرسال الجيش المغربي كله للدفاع عنها. وذكّرت كلمة مانع العتيبة، التي ألقيت اليوم الثلاثاء بأكاديمية المملكة المغربية بالعاصمة الرباط، بالعلاقة الخاصة والمميّزة التي تجمع المغرب والإمارات وعاهليْهِما محمد السادس والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، مسترجعة المشاريع الخيرية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، التي تظهر مدى حبّه للمغرب وللشعب المغربي. واستحضرت الكلمة بعضا من ذكريات عتيبة مع الملك الحسن الثاني عندما كان يلقي قصائده عليه، وعندما أهداه سلهاما ملكيا، وزادت أن البلدين عرفا مراحل تمّت فيها وساطات ناجحة أدت إلى استتباب الأمن في منطقة الخليج، وعودة تصدير الفوسفاط من المغرب إلى الهند، على سبيل المثال لا الحصر. بدوره أشاد عباس الجراري، عضو أكاديمية المملكة المغربية، بحكمة الشيخ زايد، معبّرا عن اعتزازه بما يجمع المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة من تضامن وتعاون ووحدة في الرؤى والمواقف على المستوى العربي والإسلامي والدولي، وهو ما تقوى في عهد الملك محمد السادس والشيخ زايد، وخلفه الشيخ خليفة بن زايد، وولي عهده. وذكر الجراري وساطات الشيخ زايد في نشر السلام، وإيجاد حلول لبعض المشاكل المستعصية، مثل النزاعات الحدودية، والتي كان سرّها كامنا في الحكمة، والفطرة السليمة، والعقل الراجح، واليد السخية، والنفس المهذبة، والسلوك المتواضع، وتجنب ارتكاب الظلم والباطل، ورفض الأوهام والترهات، والقدرة على مجابهة الإساءة في حالة الضرورة، وزاد أن هذه الحكمة صقلتها تجارب العمر التي قادها مؤسس دولة الإمارات. وأثنى الجراري على الخدمات الجليلة التي قدّمها الراحل لإمارة أبي ظبي منذ تولي حكمها سنة 1966، وسعيه إلى توحيد الإمارات والمشيخات الصغيرة المفرّقة وإنشاء دولة موحدة قوية سنة 1971 انتخب رئيسا لها، وتحقيقه مسيرة باهرة في تنميتها وتقدّمها، بتركيزه على التربية والتعليم وتنشئة الأجيال الصاعدة، معبّرا عن أمله في أن يكون لقيادتي المغرب والإمارات تأثير إيجابي على ما يعيشه العرب اليوم، بشكل يعود به السلام والأمن والاستقرار، ومسار الأمن والنماء. من جهته استحضر إدريس العلوي العبدلاوي، عضو أكاديمية المملكة المغربية، "التقدير المغربي لدولة الإمارات العربية الشقيقة ملكا وحكومة وشعبا"، مضيفا أن الأمم تظلّ حية ببطولاتِها وانتصاراتها، وتبقى في صدارة التاريخ بإنجازاتها ومكاسبها؛ معطيا مثالا ب"قائد الإمارات العربية المتحدة الملهم، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان". ورأى العبدلاوي في تنظيم ندوة أكاديمية المملكة حول "دور الشيخ زايد في بناء العلاقات الإماراتية المغربية" مشاطرة للشعب الإماراتي الشقيق الذكرى المئوية الأولى لميلاد مؤسس دولة الإمارات العربية الشيخ زايد آل نهيان، مضيفا أن هذا يظهر المكان المتميز للشيخ زايد عند الشعب المغربي. بدوره قال محمد الكتاني، أمين السر المساعد لأكاديمية المملكة المغربية، إن "ظاهرة الشيخ زايد متمثلة في إنشاء دولة الإمارات، ونقل الشعب الإماراتي الذي كان يعيش في الصحراء إلى التقدم ومظاهر العمران"، مضيفا أن هذا "تاريخ مكتوب بالأفعال والمنجزات لا بالأقوال والشعارات". وأضاف الكتاني أن النمو الذي عرفته الدولة بقيادة الشيخ زايد تمّ بفعل إرادته الصلبة، ولم يكن النفط هو العامل الوحيد فيه؛ فهناك استقراره أيضا، وعوامل اقتصادية ومادية أخرى، إضافة إلى المنهج المتبع في التعامل مع الواقع والإنسان، وكيفية التعامل بحكمة ونجاح مع التحديات الداخلية والخارجية.