تخليدا لليوم العالمي للمدافعات عن حقوق الإنسان (29 نونبر)، احتفتْ منظمة العفو الدولية (أمنيستي) - فرع المغرب بخمس نساء من المدافعات عن حقوق الإنسان المغربيات، تمّ تكريمهن، مساء الجمعة، في حفل بمدينة الرباط، اعترافا بإسهاماتهن في تعزيز وترسيخ حقوق الإنسان في المغرب. وقالت "أمنيستي" - المغرب إن الاحتفاء بالنساء المكرّمات يهدف إلى "الإقرار بالدور الرئيسي الذي تلعبه المدافعات عن حقوق الإنسان من أجل إحداث تغيير إيجابي في المجتمع، من خلال ترسيخ وتعزيز قيم حقوق الإنسان وحمايتها عبر الوسائل السلمية والوقوف في وجه الظلم". النساء المكرمات هن رشيدة الطاهري، وهي فاعلة حقوقية، وسهام بنشقرون، الطبيبة والكاتبة التي كرست جزءا من كتاباتها لخدمة حقوق الإنسان، وزليخة أسبدون، المصورة الصحافية، ونوال بنعيسى، المناضلة في حراك الريف، وزينب فاسيكي، رسامة الكاريكاتور التي تسخّر أعمالها لتسليط الضوء على أشكال التمييز الذي يطال المرأة. وقالت نجاة مغراوي، منسقة مجموعة النساء بمنظمة "أمنيستي" - المغرب، إنّ النساء المدافعات عن حقوق الإنسان في المغرب يشتغلن في ظروف صعبة، في سبيل التغيير المجتمعي المنشود، سواء من خلال إنتاجهن الفكري والإبداعي أو عبر عملهن الميداني دفاعا عن حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية. ودعت مغراوي الحكومة المغربية إلى تعزيز حقوق الإنسان بالنسبة إلى المرأة، وتفعيل إعلان الأممالمتحدة للقضاء على العنف ضد المرأة، الصادر سنة 1993، والقرار الأممي الخاص بالمدافعات عن حقوق الإنسان. كما دعت المجتمع المدني والجمهور العام إلى الضغط من أجل التغيير لإحقاق حقوق المرأة وحقوق الإنسان بصفة عامة. من جهتها، قالت فاطمة الزهراء ياسين، رئيسة منظمة العفو الدولية - فرع المغرب، إن العمل الذي قامت به النساء المدافعات عن حقوق الإنسان في المغرب، اللواتي قُدْن حملات لاحترام حقوق الإنسان، لم تُسلط عليه الأضواء بما فيه الكفاية، مبرزة أن هؤلاء النساء لعبْن دورا محوريا في ترسيخ حقوق الإنسان. ودعت رئيسة "أمنيستي" - المغرب النساء إلى "التغلب على الصعاب من أجل حقوقهن وحقوق الآخرين"، مضيفة "لن نقبل الخطاب المزدوَج حول النساء، حيث يُمنح حق للنساء بيد ويُسحب باليد الأخرى، ويجب تمتيع النساء والرجال بالحقوق نفسها في الإرث والعمل والحقوق الجنسية وغيرها من الحقوق". تكريم "أمنيستي" - المغرب كان مناسبة لبعث رسائل إلى الحكومة للنهوض بحقوق الإنسان، إذ قال محمد السكتاوي، مدير عام منظمة العفو الدولية - فرع المغرب، إن الحكومة المغربية "مدعوة إلى الالتفات إلى دور المدافعات عن حقوق الإنسان، وسماع صوت نساء المغرب". وأضاف أنّ النساء المدافعات عن حقوق الإنسان في المغرب يشتغلن في ظروف صعبة، ويواجهن تحديات كبيرة، خاصة أن المجتمع تغلب عليه بعض الاتجاهات المحافظة، التي تبذل ما في وسعها للحيلولة دون أن يكون للمرأة صوت مسموع في الحياة العامة. ونوّه السكتاوي بالعمل الذي قامت به النساء الخمس المكرمات من طرف "أمنيستي" - المغرب، قائلا إنهن "اشتغلن في مجالات كانت حكرا على الرجل، وواجهن أكثر من صعوبة وأكثر من تحدٍّ في مسارهن النضالي، في مجتمع فيه أصوات محافظة كثيرة تواجه هذا التغيير الذي نطالب به".