يمر الموسم الفلاحي الحالي 2019-2020 بظروف جد استثنائية، تميزت بتساقطات مطرية مهمة، حيث بلغ المعدل التراكمي للتساقطات المطرية 296 ملم، بزيادة قدرت ب69 في المائة مقارنة مع الموسم الفارط، وزيادة قدرت ب0.5 في المائة مقارنة مع سنة عادية، إلا أنها عرفت تباينا حسب الزمن وحسب الأقاليم. وقد تركزت جل التساقطات، وفق ما أوردته المديرية الجهوية للفلاحة بجهة الشرق في بلاغ لها توصلت به هسبريس، ما بين شهري أكتوبر 2019 ويناير 2020 وخلال شهر أبريل 2020، بينما عرف شهرا فبراير ومارس شحا في التساقطات. من جهة أخرى، عرف المركب المائي لملوية بداية الموسم الفلاحي ضعفا في حقينة السدود، التي لم يتعد مخزونها 30 في المائة؛ مما أثر سلبا على النمو العادي للمزروعات الخريفية. وقد زاد انتشار وباء "كوفيد-19"، يقول البلاغ، من صعوبة النشاط الفلاحي، خاصة وأنه اعتبر بمختلف سلاسله الإنتاجية ومنتجاته المصنعة من القطاعات الاقتصادية التي وجب استمرار نشاطها من أجل ضمان تزويد الأسواق الوطنية بمختلف المنتجات الفلاحية والغذائية بصفة عادية وبكميات كافية وجودة عالية وأثمنة مناسبة. وعلى الرغم من هذه الظروف الصعبة، تؤكد المديرية الجهوية، فقد تم إنجاز برنامج جد طموح لزراعة الشمندر السكري بحوض ملوية ناهز 3800 هكتار، منها 2118 بإقليم بركان و1682 بإقليم الناضور، ستمكن من تحقيق نتائج ايجابية واستثنائية في هذا القطاع، وتعد تضافرا لتداخل جهود اللجنة التقنية الجهوية للسكر، المكونة من المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية وجمعيات منتجي النباتات السكرية بالناظوروبركان ومعمل شركة كوسومار زايو. وفيما يخص نمو الشمندر السكري، فقد استفادت المساحة المزروعة من انتظام التساقطات في الفترة ما بين أكتوبر 2019 ويناير 2020، كما مكن تحسن وضعية المركب المائي لملوية نهاية مارس وبداية أبريل من استئناف عملية السقي المنتظم للزراعة، حيث استفادت الزراعة من برمجة دورتين إلى ثلاث دورات للسقي؛ وهذه كلها عوامل مكنتها من بلوغ مرحلة النضج في ظروف جيدة. وأكدت المديرية أنه بالنظر إلى الدور السوسيو-اقتصادي الذي تلعبه زراعة الشمندر السكري بالمدار السقوي لملوية، فقد ضاعف المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية وباقي شركائه في إطار اللجنة التقنية الجهوية الجهود المبذولة لإنجاح الموسم عن طريق اتخاذ تدابير محكمة وتتبع دقيق لجميع مراحل إنتاج الشمندر السكري من أجل تجاوز هذه الوضعية الصعبة. ومن بين التدابير، يورد البلاغ، اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية للوقاية من وباء "كورونا" المستجد والحد من انتشاره، وذلك من طرف المنتجين والمؤطرين والعاملين بمعمل السكر كوسومار زايو، كما تم إحكام عملية السقي، خاصة خلال الفترة التي عرفت نقص التساقطات، بالإضافة إلى توفير المدخلات الفلاحية اللازمة من استعمال لأصناف البذور ذات النواة الواحدة المقاومة للأمراض والمتميزة بإنتاجيتها العالية، والأسمدة والمبيدات، وكذا المواكبة والتأطير للمنتجين في كل مراحل الإنتاج، التي مكنت من إنجاز أشغال الصيانة في الوقت المناسب. كما يعرف هذا الموسم العمل للسنة الثانية بالنظام المعلوماتي "التيسير" المميز من طرف معمل السكر كوسومار زايو، الذي يساعد بتبسيط وتسهيل جميع عمليات الزرع، القلع والشحن الميكانيكي 100 بالمائة المعمول به بحوض ملوية، مع المحافظة على التباعد الاجتماعي، حسب توصيات محاربة الفيروس التاجي. وقد انطلقت عملية قلع الشمندر السكري يوم الأربعاء 3 يونيو بإقليم بركان، ويوم الجمعة 5 يونيو بإقليم الناظور، حيث تميزت بتنظيم قبلي محكم يقوم على وضع لوائح ترتيب للمنتجين طبقا لتسلسل تواريخ الزرع ومناطق الإنتاج. ويحظى موسم قلع الشمندر السكري باهتمام خاص عبر تتبع دقيق لمنتوج الشمندر السكري، بدءا من عملية القلع إلى الشحن والتوصيل ثم التفريغ. ويرتقب، وفق المديرية الجهوية للفلاحة بالشرق، أن تتوج الجهود التي بذلت خلال الموسم الفلاحي 2019-2020 بإنتاجية مرتقبة جد مشجعة ستفوق 228.000 طن، ومردودية لا تقل عن 60 طنا في الهكتار.