ابن الحسيمة نوفل أحيدار يناقش أطروحته حول تثمين النباتات العطرية والطبية بالريف    الناظور .. افتتاح فعاليات الدورة 14 للمهرجان الدولي لسنيما الذاكرة    أمين نقطى: زيارة أخنوش لمديونة سنة 2021 آتت أكلها بتنفيذ عدة مشاريع لفائدة الساكنة    كوب 30: تسليط الضوء على جهود المغرب في تعزيز السياحة المسؤولة والمستدامة    ألعاب التضامن الإسلامي (الرياض 2025): البطلة المغربية أمينة الدحاوي تتوج بذهبية التايكواندو لفئة أقل من 57 كلغ    المنتخب المغربي الرديف يتفوق وديا على منتخب جيبوتي ب( 6-0)    حجز كميات قياسية من الكوكايين والشيرا بوجدة وتوقيف أربعة متورطين    أحكام ثقيلة في الحسيمة ضد متهمين بالاتجار في المخدرات القوية والاعتداء على موظفين عموميين    الرميلي: الدولة الاجتماعية تتحقق على الأرض ونجاحات الجماعات الترابية بالبيضاء دليل على أن التنمية المجالية ممكنة    العلمي يهاجم "العقول المتحجرة" .. ويرفض توزيع صكوك الغفران السياسية    سيدات الجيش في نصف نهائي الأبطال    عمر هلال: الدبلوماسية المغربية تقوم على الفعل الملموس بقيادة جلالة الملك    البرازيل تزيد تصدير اللحوم للمغرب    المحروقات للربع الثاني من 2025 .. الأسعار تتقلب وهوامش الربح تستقر    تطبيقا للقرار 2797.. واشنطن تدفع البوليساريو نحو مفاوضات على أساس الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية    منعطف جديد في ملف أدم بنشقرون.. متابعة الأم بجنايات ثقيلة وإحالة الابن على المحكمة الابتدائية    المعتقل نبيل أحمجيق «بلبل حراك الريف» ينجح في مباراة ولوج سلك الدكتوراه    فيروس "ماربورغ" يقتل في إثيوبيا    في ظرف ثلاثة أشهر .. أنترنت الجيل الخامس (5G) يغطي 60 مدينة بالمغرب    نشرة إنذارية.. زخات مطرية محليا قوية مرتقبة اليوم السبت وغدا الأحد بعدد من مناطق المملكة    بعد افتتاحه.. صحيفة AS الإسبانية تشيد بملعب طنجة وتبرز أبرز ميزاته    "كاف" تثمن افتتاح ملعب طنجة الكبير    هجوم إلكتروني بالصومال.. بيانات آلاف الأمريكيين بقبضة مجهولة    المغرب... دولة الفعل لا الخطاب    رياض السلطان يقدم مسرحية الهامش وموسيقى لؤلؤة البحيرات العاجية ولقاء فكري حول ذاكرة المثقف    غزة: عشرات الخيام تغرق في مواصي خان يونس جراء الأمطار الغزيرة    نزاع حول أرض زراعية يخلف قتلى بالعراق    عامل العرائش و السلة الفارغة: كيف أنهى الأسطورة و تحققت نبوءة الانهيار!    وليد الركراكي: علينا المحافظة على الثقة في هذه المجموعة ونحن نعرف كيفية تحقيق الفوز    ليكيب: المغرب يحطم رقمه العالمي في عدد الانتصارات المتتالية بفوزه على الموزمبيق    ترامب: آمل بانضمام السعودية إلى "اتفاقات أبراهام" قريبا... وبن سلمان يزور واشنطن الأسبوع المقبل    ارتفاع سعر صرف الدرهم ب 0,2 في المائة مقابل الدولار الأمريكي ما بين 6 و12 نونبر 2025    استفادة الجيش الصيني من "علي بابا" تثير الجدل    الملك يجدد الدعم لحقوق الفلسطينيين    أمطار رعدية قوية... نشرة إنذارية تشمل طنجة وتطوان وعدة مناطق شمالية    لحمداني ينال "جائزة العويس الثقافية"    وزارة الثقافة تعلن الإطلاق الرسمي لمشروع تسجيل "فن زليج فاس وتطوان" على قائمة يونسكو للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية    تطور جديد في ملف "إنتي باغية واحد".. متابعة دي جي فان بتهمة تهديد سعد لمجرد    قمة متناقضة بين "الماط" المتصدر ورجاء بني ملال الأخير    نواب "العدالة والتنمية" يطالبون بلجنة تقصّي حقائق في صفقات الدواء وسط اتهامات بتضارب المصالح بين الوزراء    محام: المحجوزات تتراكم في المحاكم    ترامب يلمح لقرار بشأن فنزويلا والجيش الأمريكي يبدأ عملية ضد تجار المخدرات في أمريكا اللاتينية    إطلاق الموسم الفلاحي الجديد مع برنامج بقيمة 12.8 مليار درهم وتوزيع 1.5 مليون قنطار من البذور المختارة    "ترانسافيا" تطلق أربع رحلات أسبوعياً بين رين وبريست ومراكش على مدار السنة    طقس ممطر في توقعات اليوم السبت بالمغرب    الجديدة تحتضن المؤتمر العام الإقليمي للاتحاد العام للمقاولات والمهن بحضور شخصيات وازنة    هل تستطيع الجزائر تفكيك سردية العداء لبناء وطنها المُتخيَّل؟ .    منظمة الصحة العالمية تعترف بالمغرب بلدًا متحكمًا في التهاب الكبد الفيروسي "ب"    أبوظبي.. ثلاثة أعمال أدبية مغربية ضمن القوائم القصيرة لجائزة "سرد الذهب 2025"    وزارة الصحة تطلق حملة وطنية للكشف والتحسيس بداء السكري    دراسة: ضعف الذكاء يحد من القدرة على تمييز الكلام وسط الضوضاء    المسلم والإسلامي..    دراسة: لا صلة بين تناول الباراسيتامول خلال الحمل وإصابة الطفل بالتوحد    مرض السل تسبب بوفاة أزيد من مليون شخص العام الماضي وفقا لمنظمة الصحة العالمية    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عن شعار مدينة أكادير
نشر في هسبريس يوم 24 - 09 - 2020


تعريب بتيفيناغ وتطبيع مع الفرنسة
صممت بلدية مدينة أكادير لوغو Logo جديدا مصحوبا باسم المدينة بثلاث لغات "رسمية" هكذا:
ⵜⴰⵎⴷⵉⵏⵜ ⵏ ⴰⴳⴰⴷⵉⵔ
مدينة أݣادير
VILLE D'AGADIR
وهذا الاسم الثلاثي اللغة فيه ثلاثة مشاكل رئيسية:
- أنه تمت كتابة الأمازيغية بحرف نيوتيفيناغ Neo-Tifinagh الذي لا يقرأه أحد تقريبا بينما تم منح الحرف اللاتيني العالمي للغة الفرنسية.
- أنه تم فيه وضع ترجمة أمازيغية رديئة ذات أصل عربي / دارجي لكلمة "المدينة" بحرف نيوتيفيناغ وهي ⵜⴰⵎⴷⵉⵏⵜ (تامدينت)، بينما الترجمة الأمازيغية الصحيحة والأصيلة لكلمة المدينة هي iɣṛem (إيغرم) أو aɣṛem (أغرم). وهكذا إذن كما تلاحظون يتم تمرير كلمة عربية الأصل أو دارجية الأصل بعباءة تيفيناغية بينما الكلمة الأمازيغية الأصيلة مهملة ومهمشة. وهنا يلعب حرف نيوتيفيناغ دورا تعريبيا حيث يسهل تمرير الكلمات العربية أو ذات الأصل العربي متخفية بحرف نيوتيفيناغ أمام شعب لا يقرأ نيوتيفيناغ ويخيل له أن أي شيء مكتوب بحرف نيوتيفيناغ لا بد أنه أمازيغي!
- أنه تم إقحام اللغة الفرنسية في اسم اللوغو / الشعار وهو إقحام لا يمكن تبريره إلا بأن مقحميه يعتبرون الفرنسية لغة رسمية لبلدية أكادير وللدولة المغربية. أما من يبرر إقحام الفرنسية بذريعة "العالمية" و"الدولية" وبقية ذلك الكلام الفارغ فتلك ذريعة سخيفة مردود عليها أولا بأن اللغة العالمية والدولية الوحيدة هي الإنجليزية، وثانيا أن مؤسسات ووثائق الدولة المغربية المركزية والمحلية يجب أن تكتب باللغات الرسمية والوطنية فقط وليس أن تتحول المؤسسات العمومية إلى "أوطيلات" أو "دكاكين" أو "مكاتب صرف" مبهرجة باللغات الأجنبية والاستعمارية كالفرنسية!
وبالنسبة لمن ما زال يخلط عمدا أو سهوا بين اللغة الفرنسية والحرف اللاتيني فأنا أقول له: الفرنسية لغة فرنسا. أما الحرف اللاتيني فهو حرف إيطالي اخترعه الإيطاليون القدامى في منطقة أو قبيلة Latium (لاتيوم) التي توجد الآن في مدينة روما. الحرف اللاتيني ليس فرنسيا ولم يخترعه الفرنسيون. الحرف اللاتيني حرف إيطالي روماني الأصل من Latium في مدينة روما القديمة. وهو الآن الحرف العالمي.
الحقيقة التي لا يعترف بها أحد هي أن المغاربة شعبا ودولة يشعرون دائما بالحاجة إلى كتابة الأشياء بالحرف اللاتيني العالمي لكي تَكْمُلَ الكتابة وتَحْسُنَ وتتحسن وتصبح "رسمية" و"محترمة" و"قوية" و"حداثية" و"جد متطورة"، فيهرعون ويهرولون إلى كتابة الكلمات الفرنسية والجمل الفرنسية أتوماتيكيا لأنه ترسخ في أذهانهم بالتعليم والتقليد أن اللغة التي تكتب بالحرف اللاتيني لا بد أن تكون هي الفرنسية!
الحرف اللاتيني سيبقى في المغرب دائما ولن يختفي من المغرب في أي وقت قريب أو بعيد، وهذا لأسباب كثيرة متعلقة بثقل الحضارة الأوروبية الأمريكية التي تستعمل الحرف اللاتيني. لهذا يجدر أن نكتب اللغة الأمازيغية بالحرف اللاتيني في كل مكان لنقوي به اللغة الأمازيغية بدل أن نسلم الحرف اللاتيني هدية مجانية للفرنسية لتسيطر به على المغرب وتلعب به دور السمسار بين المغرب والعالم الخارجي.
إذن فالأفضل والأنفع هو كتابة اسم المدينة باللغتين الأمازيغية والعربية فقط هكذا:
IƔṚEM EN AGADIR
مدينة أݣادير
أي: بلا فرنسية ولا إنجليزية ولا بردقيزية ولا شينوية ولا صبنيولية.
ولا بأس من إضافة اللغة الدارجة إلى اسم المدينة هكذا:
لمدينا ديال اگادير.
1) إقحام الفرنسية في الإدارات والشوارع اعتراف برسمية اللغة الفرنسية بالمغرب:
اللغة الفرنسية هي فعليا لغة رسمية للدولة المغربية على أرض الواقع، رغم أنها لغة غير مرسمة دستوريا ولا قانونيا.
ورغم تهرب الدولة المغربية والنخب الأمازيغية الفرنكوفونية والنخب العروبية الإسلامية من الموضوع أو محاولة بعضهم تمرير سيطرة الفرنسية على أنها مجرد "انفتاح" مغربي فإن الحقيقة هي أن الفرنسية يتم فرضها في كل إدارات وشوارع ومطبوعات الدولة والشركات بالمغرب حتى في الحالات التي لا تكون للفرنسية فيها أية منفعة على الإطلاق. بل إن الفرنسية غالبا عبء مالي ومدرسي واجتماعي على المغرب.
فاللغة الفرنسية يتم إقحامها في كل مؤسسة عمومية وفي كل مجال عمومي بالمغرب كأنها فريضة من الفرائض، رغم انعدام المنفعة التواصلية والتنموية لها في 99% من الحالات وكونها مجرد تحذلق وتفنطيز يحاولون به فقط أن يتخيلوا المغرب كأنه قطعة من فرنسا.
فالمتدين بديانة معينة يؤدي الفرائض الدينية يوميا أو أسبوعيا بشكل آلي روتيني متكرر وثابت كفرائض روتينية حتى لو انعدمت المنفعة منها أو عطلت شؤونه الأخرى.
وكذلك الدولة المغربية والمجتمع المدني والشركات في المغرب يؤدون كلهم فريضة إقحام اللغة الفرنسية في كل لوحة إدارية ووثيقة رسمية ومدرسة وبناية ومؤسسة و"بلاكة" و"كارطة" فقط من أجل إقحام الفرنسية بدون أية منفعة واضحة رغم أن الشعب لا يتكلم الفرنسية ولا يحتاج إليها بتاتا في حد ذاتها، بل إن الفرنسية كثيرا ما تعقد الأمور اليومية للمواطنين المغاربة وتصنع لهم حواجز بيروقراطية ولغوية هم في غنى عنها. كما أن السياح الفرنسيين منعدمون في 99% من الأماكن العمومية المغربية المفرنسة، وحتى لو زاروها فلا يحتاجون أبدا إلى الفرنسية في شكلها المكتوب إلا نادرا. كل هذه التمثيلية الفرنسية موجهة إلى المغاربة الذين يتحولون إلى غرباء في وطنهم الأمازيغي المغربي!
السائح الفرنسي يزور الصين وتركيا وألمانيا وماليزيا والهند ولا يجد فيها رائحة للغة الفرنسية ومع ذلك ينجح أخونا السائح الفرنسي في إتمام رحلته السياحية الميمونة في أمن وأمان وطمأنينة ولا يصاب بأية انهيارات عصبية ولا بأزمات نفسية ولا بمشاكل لوجيستيكية بسبب غياب الفرنسية في تلك الأصقاع.
أما المغرب دولة وشعبا فهو ينفق الأموال الطائلة لإقحام اللغة الفرنسية في كل مكان بمبرر استقبال سائح فرنسي خيالي قد يأتي وغالبا لا يأتي وحتى لو أتى فلن يحتاج إلى الفرنسية بتاتا. إذن فلا داعي لفرنسة (خرمزة) شوارع وإدارات ومدارس المغرب، فهذه أموال مهدورة مصبوبة في الرمال فضلا عن كارثة تهميش اللغة الأمازيغية. وإنما الواجب المنطقي هو ترسيم واستعمال اللغة الأمازيغية بشكل فعال وظيفي نافع للمواطن المغربي باستعمال الحرف اللاتيني العالمي الذي يقرأه أغلب المغاربة بسهولة.
ما زالت الأسئلة الحارقة تلاحق الدولة المغربية وكل السياسيين المغاربة وكل الأحزاب المغربية وكل فقهاء الدستور والقانون وكل نشطاء الحركة الأمازيغية المتفرنسة:
ماذا تفعل اللغة الفرنسية في المغرب؟
?Mayen tettegg Tefṛansist di Murakuc
اش كا تدير لفرانساويا فلمغريب؟
لماذا يتم إنفاق كل هذه الأموال المغربية الهائلة في تدريس الفرنسية والتدريس بالفرنسية وفي إقحام الفرنسية في كل الإدارات وفي كل الشوارع وفي كل الجدران والحيطان والبيبان وفي كل المجال العمومي؟
هل رسمية اللغة الفرنسية في الإدارات المغربية متوافقة مع الدستور المغربي ومع القانون المغربي؟
2) الدور التعريبي لحرف نيوتيفيناغ: تامدينت، لمغريب، لمعدنوس
لاحظنا على الإنترنت كيف أن "جوقة تيفيناغ" لم تعترض أبدا على الترجمة الأمازيغية الرديئة المتمثلة في إقحام كلمة "تامدينت" كترجمة رديئة لكلمة "المدينة" بدل كلمة IƔṚEM أو AƔṚEM التي تعني "المدينة" بالأمازيغية.
واقتصرت اعتراضات تلك الجوقة التيفيناغية على الشكوى من اللوغو الجديد المرسوم وحول أنه شبيه بمثلث مصري أو بأهرام مصرية. المهم أن شغلهم الشاغل هو الزركشات واللوغوهات والرسومات. اللغة الأمازيغية لا تهمهم في كلماتها ومعانيها ونصوصها.
من أين أخذ مصممو أو كاتبو نصوص ذلك الشعار التعريبي الرديء لمدينة أكادير كلمة "تامدينت"؟
من المحتمل جدا أنهم أخذوا كلمة "تامدينت" من القاموس الإيركامي الرديء الصادر عام 2017 والذي نجد في صفحته رقم 553 أن كلمة ⵜⴰⵎⴷⵉⵏⵜ (تامدينت) تعني: المدينة!
هذه هي الأمازيغية العربية المعربة. إنها أمازيغية تيفيناغية الشكل عربية الكلمات والمضمون!
فحرف نيوتيفيناغ Neo-Tifinagh الإيركامي يلعب هنا دور المسوغ والممرر الذي يمررون به أية كلمة عربية أو دارجية على أنها "أمازيغية" بناء على مظهرها الخارجي التيفيناغي أو عباءتها التيفيناغية.
فبمجرد إلباس كلمة عربية أو دارجية عباءة تيفيناغ فإنها بقدرة قادر تصبح "حلال" أي كلمة أمازيغية معيارية ممعيرة مصادق عليه من طرف السلطات المختصة في هذا الشأن!
أما لو استعملوا الحرف اللاتيني في كتابة تلك العبارة الأمازيغية الرديئة هكذا Tamdint en Agadir لربما انتبه المواطنون المغاربة فورا إلى أن tamdint مجرد كلمة ذات أصل عربي أو دارجي ولربما طالبوا بتصحيح أو تحسين الترجمة الأمازيغية واستعمال الكلمة الأمازيغية الأصيلة iɣṛem أو aɣṛem. أما وأن لا أحد يستطيع قراءة ⵜⴰⵎⴷⵉⵏⵜ (تامدينت) فقد سكت الجميع عن الكلام المباح.
لو كانت اللغة الأمازيغية تفتقر إلى الكلمة الأصيلة الأقدم والأصح لكان ترويج "تامدينت" أو "تاندينت" مقبولا. لكن الحقيقة هي أن اللغة الأمازيغية تملك كلمة عريقة وقديمة ومتجذرة في المغرب وكل البلدان الأمازيغية ولدى الطوارق وهي كلمة iɣṛem (إيغرم) وأيضا aɣṛem (أغرم) اللتين تعنيان: المدينة.
ومعهد الإيركام يقوم هو أيضا بترويج كلمات أخرى كثيرة عربية الأصل مثل ⵍⵎⵖⵔⵉⴱ (لمغريب) وَ ⵍⵎⴰⵖⵔⵉⴱ (لماغريب) بينما الاسم الأمازيغي للمغرب هو Murakuc.
ونجد في ذلك القاموس الإيركامي في صفحته رقم 387 أيضا أن "المعدنوس" بالأمازيغية هو ⵍⵎⵄⴷⵏⵓⵙ (لمعدنوس)!
(ملاحظة: "المعدنوس" بالأمازيغية هو: imzi أو abzil).
- سؤال: لأي شيء تصلح هذه الأمازيغية الإيركامية التيفيناغية المغريبية التامدينتية المعدنوسية؟!
إذا كان المغرب باللغة الأمازيغية هو "لمغريب"، والمدينة هي "تامدينت"، والمعدنوس هو "لمعدنوس" فلماذا ننفق كل هذه الأموال الطائلة على الإيركام والجامعات المغربية؟!
فأي مغربي أمي أو بسيط ضعيف المعرفة باللغة الأمازيغية تصادفه في "السويقة" أو في "الزنيقة" سيستطيع أن يترجم لك المغرب ب"لمغريب"، والمدينة ب"تامدينت"، والمعدنوس ب"لمعدنوس" بأمازيغيته البسيطة الأمية المتأثرة طبعا بلغة المسجد والمدرسة والتلفزة.
تمخض "تاجبليت" فولد "تامدينت".
3) اسم "المدينة" في اللغة الأمازيغية:
اسم "المدينة" بالأمازيغية iɣṛem (إيغرم) أو aɣṛem (أغرم) وجمعه iɣeṛman موجود في أمازيغية الشمال وفي أمازيغية الطوارق على حد سواء، وهو موجود في أسماء عدة قرى ومدن مغربية وجزائرية بصيغ متنوعة. فالقرية هي طبعا مدينة صغيرة يسكنها سكان مستقرون في بيوت متجاورة وفيها شوارع مثلا، وهي مختلفة عن خيام البدو الرحل الغير المستقرين.
واسم "المدينة" بالأمازيغية iɣṛem (إيغرم) أو aɣṛem (أغرم) ليس مجرد اسم معزول بل هو حقل دلالي واسع متكامل من الكلمات الأمازيغية المترابطة التي تشكل ecosystem أي نظاما بيئيا لغويا.
إذن لدينا في اللغة الأمازيغية:
iɣṛem = المدينة.
aɣṛem = المدينة.
aɣrem = المدينة (في أمازيغية طوارق الجزائر وطوارق النيجر).
iɣeṛman أو iɣerman = المدن / المدائن.
tiɣṛemt أو taɣremt = المدينة الصغيرة / البلدة / القرية / القلعة.
tiɣeṛmin = المدن الصغيرة / القرى / القلاع.
tiɣermatin = القرى (في أمازيغية طوارق النيجر).
i'rmi أو tfaragt = المدينة / القرية (بأمازيغية موريتانيا الزناگية).
i'rma'n أو tfaragen = المدن / القرى (بأمازيغية موريتانيا).
aɣeṛman = مدني (شيء أو شخص مرتبط بالمدينة).
iɣeṛmanen = مدنيون.
taɣeṛmant = مدنية (مرتبطة بالمدينة).
tiɣeṛmanin = مدنيات.
taɣaṛma أو taɣeṛma = المدنية / الحضارة / التحضر.
aneɣṛam = المتمدن / المتحضر / ساكن المدينة.
ineɣṛamen = المتمدنون / المتحضرون / سكان المدن.
Netta yenneɣṛem = هو تمدن (هو سكن المدينة وتعود عليها).
Nettat tenneɣṛem = هي تمدنت (هي سكنت المدينة وتعودت عليها).
anneɣṛem أو aneɣṛem = التمدن / السكن في المدن / نمو المدن.
adwar = القرية.
tadwarit أو ibergemmi أو abergemmi = القصر / الفيلا.
tudert = الحياة.
tuddurt = الحي (الحي السكني).
taddart أو taddert = البيت / المنزل / القرية (حسب اللهجات).
tudrin = البيوت / المنازل / القرى (حسب اللهجات).
tiddar أو tuddar = الأحياء السكنية / القرى.
المراجع الأكاديمية:
- المعجم العربي الأمازيغي، تأليف: محمد شفيق، 3 مجلدات، 1990 وَ 1996 وَ 2000، الرباط، المغرب.
- قاموس أمازيغية طوارق النيجر Dictionnaire touareg français. مجلدان اثنان. تأليف: Karl-G Prasse بروفيسور اللغة الأمازيغية سابقا في جامعة كوبنهاغن، عام 2003، منشورات جامعة كوبنهاغن، الدانمارك.
- قاموس ودروس أساسية في أمازيغية Tahăggart الطوارقية الجزائرية. Tuareg Elementary Course. تأليف: Karl-G Prasse. المجلد 29 من سلسلة كتب Berber Studies. منشورات دار النشر Rüdiger Köppe Verlag. بمدينة Köln في ألمانيا، عام 2010.
- قاموس الأمازيغية الزناگية الموريتانية
Dictionnaire français – zénaga, berbère de Mauritanie
تأليف: Catherine Taine-Cheikh. منشورات دار النشر Rüdiger Köppe Verlag. بمدينة Köln في ألمانيا، عام 2010.
- قاموس الأمازيغية الحديثة Amawal n Tmaziɣt Tatrart. منشورات جمعية Tamaziɣt. مدينة بجاية Bgayet. الجزائر. 1990.
4) سياسة التعريب والفرنسة مستمرة في المغرب بالموازاة مع فلكلرة الأمازيغية:
حينما نتحدث عن "سياسة التعريب والفرنسة" التي تطبقها الدولة المغربية وتساندها النخب الأمازيغية المتفرنسة من جهة والإسلاميون التعريبيون من جهة أخرى فهذا ليس كلاما معلقا في الهواء الطلق، بل هو كلام مبني على وقائع وحقائق على الأرض.
وهذه الحالة لشعار بلدية مدينة أكادير هي تجسيد عملي ودقيق جدا ل"سياسة التعريب والفرنسة" المقرونة بسياسة فلكلرة الأمازيغية بالديكور التيفيناغي الفولكلوري الذي يتم به تمرير تعريب اللغة الأمازيغية نفسها وتصعيب قراءتها على المغاربة وتشفيرها بالطلاسم التيفيناغية المليئة بالأغلاط والترجمات الرديئة.
كما أن ترويج معهد الإيركام لكلمة ⵍⵎⵖⵔⵉⴱ (لمغريب) العربية / الدارجية كاسم للمغرب بدل الاسم الأمازيغي Murakuc هو تجسيد عملي صارخ لفلكلرة الأمازيغية شكلا وتعريبها مضمونا.
ولكن إذا كان أنصار الأمازيغية أنفسهم ومن ضمنهم "جوقة تيفيناغ" كلهم راضين وقابلين بالتعريب والفرنسة مقابل الديكور التيفيناغي فلا حياة لمن تنادي.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.