معاودة مسلسل التقاطبات الداخلية، تستمر فعاليات الحركة الأمازيغية في حشد مزيد من السجال البيني، عقب التحاق عديد من الأسماء التي تنشط في صوف الحركة سالفة الذكر بحزب التجمع الوطني للأحرار ورفض أسماء أخرى الحديث باسم الدينامية التي تشمل مختلف الحساسيات السياسية. وفي وقت يصر فيه أعضاء الجبهة على كونهم لا يمثلون سوى جزء من الحركة الأمازيغية وأن الالتحاق من صميم التحرك من أجل الدفاع عن الحقوق الثقافية من داخل المؤسسات، تربط فعاليات هذا المعطى بمحاولة الركوب على الحركة لمنافع شخصية. أحكام مسبقة محيي الدين حجاج، منسق جبهة العمل الأمازيغي، أورد أن المنطق السليم يفيد استحالة الحكم على تجربة قبل بدايتها، معتبرا من يتحدث عن انتهازية أعضاء الجبهة في التحاقهم بالتجمع لا يستحق الرد ولا يتجاوز حديثه أحكام القيمة. وأضاف حجاج، في تصريح لجريدة هسبريس، أن الجبهة لا تمثل الحركة الأمازيغية جميعها، كما تبرز الأرضية بالملموس احترامها لمن لا يؤمن بالعمل من داخل المؤسسات، كما ليست بديلا عن أية تجربة قيد التأسيس أو سابقة. وأوضح المتحدث أن الشرط الأساسي لانضمام الجبهة إلى تنظيم هو تغيير مرجعيته وتدبيره لملف الأمازيغية؛ وهو ما جرى لدى حزب الأحرار، مؤكدا توصلهم بإجابات في هذا الاتجاه، وزاد مستدركا: لم ننضم إلى التجمع نهائيا، والمفاوضات ما زالت قائمة مع الحركة الشعبية و"البام". وبالنسبة لحجاج، فالتنظيم لن يشتغل بردود الأفعال بشأن تدوينات أو تعاليق معينة، مشددا على أن الأهم هو استمرار التفاوض مع تنظيمات عديدة، وزاد: حرية التعبير تكفل للجميع الحديث، ومجددا تأكيده على أن الحركة لا تمثل الجميع. تحرك محدود عبد الله بوشطارت، أحد المؤسسين للحزب الديمقراطي الأمازيغي المحظور، اعتبر أنه من حق أي حزب ممارسة الاستقطاب الانتخابي والبحث عن الأصوات، ومن حق الأفراد والمواطنين الدخول في الأحزاب التي يختارونها في إطار حرية الانتماء. لكن بالنسبة لبوشطارت دخول بعض النشطاء ممن يحسبون أنفسهم على الحركة الأمازيغية إلى حزب التجمع الوطني للأحرار مؤخرا يهم الجميع؛ لأنه يكتنز الاستغلال السياسي المفرط والانتخابوي الضيق للقضية والتاريخ. وأضاف المتحدث أنه تم تسويق هذا الانضمام المحدود جدا لهذا الحزب كأنه تحالف كبير؛ في حين أنه لا يتعلق سوى بعدد قليل من الأشخاص ليس لهم أي امتداد جماهيري ولا سياسي داخل المجتمع، إضافة إلى أن العملية كانت منصبة على التفاوض حول مكاسب وتموقعات في اللوائح الانتخابية. وأوضح بوشطارت، في تصريح لهسبريس، أن الدخول إلى المؤسسات ليس خطابا جديدا يبرر به هؤلاء انضمامهم إلى الأحرار؛ لأنهم لم يخترعوا العجلة، فقد تم تأسيس الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي سنة 2005، واقترح البناء لكن وفق مرجعية أمازيغية. وزاد الفاعل الأمازيغي أن الشباب، الذي تكوّن داخل الجامعات ومارس النضال الفكري والسياسي والميداني، لن ينضم إلى حزب عصمان؛ بل يعرض مقترحا سيكون مفيدا جدا لمستقبل المغرب والوطن ووحدته الترابية والثقافية.