تفاعلات كثيرة خلفتها صورة ناصر الزفزافي زائرا لوالده بإحدى مصحات طنجة؛ فبعد خيبة قرار محكمة النقض بتأييد الأحكام الاستئنافية، عادت الآمال مجددا بمعاينة قائد احتجاجات الحسيمة متجولا بابتسامة عريضة وفرحا بلقاء والده. وانتشرت بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي صورة توثق وعبارات تثني على زيارة معتقل "حراك الريف" إلى والده، الذي يرقد بإحدى المصحات بمدينة طنجة بعدما ألمت به وعكة صحية مفاجئة. وسمح لناصر الزفزافي بعيادة والده أحمد بالمصحة بناء على طلبه؛ وذلك تحت حراسة أمنية مكونة من حراس السجن وعناصر من قوات الشرطة، حيث بقي معه لقرابة ساعة من الزمن قبل أن تتم إعادته إلى زنزانته. تحقيق الانفراج عزيز غالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، أورد أن المبادرة جيدة ويجب أن تعمم على كافة المعتقلين السياسيين، مشيرا إلى بروز إشارات إيجابية تفيد إمكانية طي الملف، والبداية كانت بالإفراج عن بعض المعتقلين المحكوم عليهم بعشرين سنة. وأضاف غالي، في تصريح لجريدة هسبريس، أن المؤشرات لا علاقة لها بقرار النقض تأييد أحكام الاستئناف، معتبرا أن ذلك كان متوقعا، وزاد: "سياقات النموذج التنموي وقرب الانتخابات تفرض تحقيق انفراج سياسي في البلد". وأوضح الفاعل الحقوقي المغربي أن تحقيق الإقلاع واستعادة التوازن في مختلف الميادين وتجاوز مشاكل "كورونا" كلها رهانات تتطلب الثقة، ولن يتم التأسيس لها سوى بإطلاق المعتقلين وإعطاء الفرصة للجميع من أجل التحدث بصوت مرتفع عن المشاكل. وعرج غالي على لقاء الخارجيتين المغربية والأمريكية بروما وتأثيرات الاجتماع، معتبرا أن "المغرب بنى صورته منذ 1994 على حقوق الإنسان، وعليه أن يعيد النظر والتفكير من أجل استعادة مرحلة مضيئة رغم كل الانتقادات التي صاحبتها". مصلحة الوطن عبد الله الغلبزوري، المتتبع لدينامية حراك الريف، سجل أن "التفاعل الشعبي كان واضحا، خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي؛ فقد أصبحت الصورة حديث الجميع فرحا برؤيته وهو لا يزال بصحة جيدة، كما تبرز أن الناس يعتقدون بشكل مطلق أنه حكم ظلما". وأضاف المتحدث لجريدة هسبريس من مدينة الحسيمة أن "المنطقة تؤمن بعدالة القضية التي سجن بسببها ناصر الزفزافي وباقي المعتقلين"، وزاد: "هناك اعتقاد أيضا بأنهم محكومون ظلما وعدوانا، ويدفعون اليوم من أجلنا جميعا ثمن مطالبتنا بحقوقنا". "لذلك، فالتفاعل كان واضحا مع الصورة، حيث غصت مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات التضامن والدعاء بالشفاء العاجل لناصر ووالده في محنتهما، وكذا عبارات الابتهاج بابتسامته وبقائه بصحة جيدة رغم الأمراض التي تكالبت عليه منذ اعتقاله"، يقول الغلبزوري. واعتبر المتتبع لدينامية حراك الريف أن "هذه فرصة للدعوة مجددا إلى ضرورة الإفراج عنه وعن باقي المعتقلين على ذمة حراك الريف، تحكيما للعقل أولا وإرادة لمصلحة البلاد ثانيا؛ فتأخر الإفراج عنهم لا يخدم الوطن بقدر ما يزيد من حقد ساكنة المنطقة على الدولة وسياساتها". "كما أن تأخر الإفراج عنهم بسنوات سيجعل قيمة هذه الخطوة بلا معنى، إذ سيصعب حينها إقناعهم بأن هناك تغييرا على مستوى تعامل المركز مع المنطقة، وسيصعب إقناع الساكنة بوجود مصالحة مع المنطقة"، يردف المتحدث ذاته.