رحلات جوية‬ مباشرة تتيح ليهود مغاربة استكشاف تراث وتقاليد المملكة

بات بإمكان الإسرائيليين من أصل مغربي أن يسافروا بشكل مباشر إلى المملكة دون الحاجة إلى المرور عبر دول أوروبية، فقد شكّل الخط المباشر بين تل أبيب والرباط فرصة مواتية أمام عدد من اليهود المغاربة لزيارة المغرب، لاكتشاف التراث والتنوع الثقافي الذي يزخر به.
ويطمح عدد من اليهود المغاربة إلى زيارة وطنهم الأم دون الحاجة إلى المرور عبر إجراءات سفر معقدة من قبيل تغيير الطائرة والنزول في دول أوروبية لاستكمال مسار الرحلة، إذ صار اليوم السّفر إلى المملكة يمر عبر خط مباشر، نتيجة الاتفاق الثّلاثي الموقع بين المغرب وأمريكا وإسرائيل.
وتوقعت معطيات غير رسمية أن يزور المغرب 200 ألف سائح إسرائيلي في العام 2021. وفي تصريح لقناة "كان" الإسرائيلية، قالت وزيرة السياحة المغربية نادية فتاح العلوي: "إن عدد السياح الإسرائيليين الذين سيزورون المغرب سيتضاعف من 50 ألفا إلى 200 ألف بعد إطلاق رحلات جوية مباشرة بين المغرب وإسرائيل".
وقال بنحاس مويال، الذي وصل على متن طائرة إسرائيلية وهو يرتدي قناعا ويحمل حقيبة بالألوان المغربية، في تصريح لوسائل إعلام دولية: "أنا أصلي من مراكش..لقد جئت إلى هنا لما يقرب 30 مرة، لكن الرحلة هذه المرة لها نكهة خاصة. يبدو الأمر كما لو كانت المرة الأولى".
وكشفت مصادر مهنية لهسبريس أن "هناك تكوينات تم إطلاقها من طرف جمعية ميمونة التي تعنى بالثقافة اليهودية تروم تقريب المرشدين السياحيين من الثقافة اليهودية وتاريخ التراث اليهودي المغربي"، مبرزة أن "وزارة السياحة بمعية المعهد الدولي للسياحة بطنجة انخراطا بدورهما في عملية التكوين التي ستنطلق يوم 20 يونيو".
وفي السياق، يشير الخبير في العلاقات الدولية محمد الطيار إلى أن "افتتاح الخط الجوي المباشر بين المغرب وإسرائيل سيسهم في توافد عدد كبير من اليهود المغاربة الذين لهم ارتباط وثيق مع العرش العلوي، ويحبون وطنهم ويرغبون في معرفة تقاليده وتاريخه".
وأوضح الطيار أن "العلاقات المغربية الإسرائيلية تختلف عن نظيرتها مع باقي الدول العربية، إذ توجد جالية مغربية مهمة في إسرائيل تقدر بمليون مواطن لهم روابط خاصة بالعرش العلوي، لاسيما الجيل الرابع الذي يعتز بالانتماء إلى المغرب".
وشدد المتحدث ذاته على أن "الثقافة المغربية الأصيلة أصبحت مسيطرة في إسرائيل، سواء في ما يتعلق بالطبخ أو اللباس أو الموسيقى أو اللغة"، مبرزا أنه على المستوى التاريخي والثقافي فإن "المغرب لم يتخذ أي إجراء ضد اليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل عكس باقي الدول التي صادرت ممتلكاتهم".