ما من شك في أن المغاربة عامة وعشاق الساحرة المستديرة خاصة داخل المغرب من طنجة إلى لكويرة وخارجه، ينتظرون بشوق انطلاق النسخة 35 من منافسات كأس الأمم الإفريقية 2025، التي يستضيفها المغرب في الفترة الممتدة من 21 دجنبر 2025 إلى 18 يناير 2026، يحذوهم الأمل الكبير في أن يكون منتخب "أسود الأطلس" بقيادة الناخب الوطني وليد الركراكي في الموعد، وأن تكون هذه الكأس الغالية من نصيبهم، خاصة أن المغرب لم يحرز عليها سوى مرة واحدة منذ أزيد من خمسة عقود في عام 1976، وأن البطولة في نسختها الحالية تقام فوق عشب ملاعبه، التي أصبحت تضاهي ملاعب أوروبا، كما صرح بذلك رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم "كاف"، الجنوب إفريقي "باتريس موتسيبي" عند زيارته الأخيرة للمغرب. فكيف لا يكبر حلم المغاربة بالفوز باللقب القاري الثاني، ومنتخبهم الوطني قد حقق إنجازا تاريخيا غير مسبوق ببلوغه دور نصف النهائي في كأس العالم قطر 2022، ليصبح بذلك أول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى المربع الذهبي في هذه التظاهرة الرياضية العالمية الكبرى؟ نعم من حق المغاربة الحلم بالاحتفاظ بالكأس هنا داخل المغرب، خاصة أن الناخب الوطني ما انفك يؤكد في أكثر من مناسبة، بأن طموحه رفقة الأسود لم يعد يقتصر فقط على أن تكون المشاركة مشرفة، بل يمتد إلى أبعد من ذلك إلى حد الرغبة الجامحة في التتويج باللقب القاري، في ظل دعم أعلى سلطة في البلاد الملك محمد السادس والجماهير الرياضية الواسعة، بالإضافة إلى الضغط الإيجابي في تنظيم هذه البطولة ببلادنا… وليس هذا وحسب، إذ هناك دوليون مغاربة سابقون يؤكدون بدورهم أن المنتخب المغربي يمتلك ليس فقط مقومات تصدر مجموعته، بل له القدرة على الذهاب بعيدا في مساره نحو التتويج بالبطولة، حيث أن أغلب اللاعبين الذين وقع عليهم الاختيار لتمثيل القميص الوطني، يعدون من بين أبرز النجوم الكروية التي تمارس في أقوى الأندية بالبطولات الدولية، ولهم من الحوافز القوية ما يمكنهم من تقديم مستوى رفيع، يليق بالسمعة التي اكتسبتها كرة القدم المغربية في السنوات الأخيرة على الصعيدين القاري والعالمي، ومن أهمها اللعب أمام الجماهير المغربية الشغوفة بالساحرة المستديرة، والمتعطشة لمزيد من الانتصارات وخاصة اللقب القاري.. ثم لا ننسى أن هناك كذلك عددا من مدربي المنتخبات المشاركة في هذه المنافسات صرحوا حتى قبل بداية هذا "العرس الإفريقي"، بأنه رغم وجود منتخبات قوية حيث لم يعد هناك منتخب صغير وآخر كبير، وأن جميع المنتخبات تملك بدورها نفس الفرص للفوز باللقب وتسعى جاهدة إلى إثبات ذاتها والكشف عن تطورها وتحسن أسلوبها في اللعب، فإن الأوفر حظا للظفر بالكأس هو منتخب الأسود، لما يتوفر عليه من لاعبين متميزين وقادرين على إحداث الفارق، فضلا عن امتياز الملاعب الرياضية واللعب أمام جماهيره… فنحن على يقين بأن عناصر المنتخب الوطني على وعي تام بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وأنهم لن يذخروا جهدا في محاولة إسعاد الجماهير المغربية التي لن ترضى سوى بإحراز اللقب. ونعلم جيدا أن الأمر لن يكون بذلك اليسر الذي قد يتصور غالبية المواطنين والمواطنات، حيث أن المهمة تتطلب الكثير من الجهد والتركيز والانضباط التكتيكي واللعب الجماعي والدعم الجماهيري المستمر، خصوصا أن جميع المنتخبات التي تأهلت لخوض هذه المنافسات، جد متمرسة على مثل هذه البطولات وعرفت هي الأخرى تطورات هامة، ولديها لاعبون من العيار الثقيل يمارسون في دوريات عالمية… إن ثقتنا راسخة في أن منتخبنا الوطني ورابع منتخب في العالم سيدخل المنافسات بعزيمة قوية للحفاظ على تلك الصورة المشرقة التي رسمها لنفسه في قطر 2022، وأنه بجديته وتنافسيته المعهودتين قادر على الاحتفاظ بالكأس في بلادنا، لما لدى عناصره وناخبه الوطني من رغبة أكيدة في تحقيق هذه الأمنية الغالية، وما يمتلكون من قدرة على تقديم أداء جيد يرضي الجميع وتحقيق إنجاز تاريخي جديد، لاسيما أن جميع الظروف مهيأة له من أجل إسعاد الملايين في الملاعب وخلف أجهزة التلفزيون… من هنا بات لزاما علينا أن نساهم جميعا في إنجاح هذا العرس الكروي الإفريقي الذي تستضيفه بلادنا، وذلك من خلال الحضور الكثيف في الملاعب، والحرص الشديد على دعم ومؤازرة "أسود الأطلس" بالتشجيع الحضاري المتواصل واحترام باقي المنتخبات المنافسة، بعيدا عن مظاهر الشغب وكل ما يسيء إلى صورة بلادنا.