خرج صباح الجمعة العشرات من أفراد عائلات وأقارب ضحايا قوارب الموت بقصبة تادلة، في مسيرة احتجاجية نحو باشوية المدينة، لمطالبة المسؤولين بالتدخل من أجل استرجاع جثث ذويهم الذين قضوا غرقا في عرض سواحل الأطلسي الأسبوع الماضي. ورفع المحتجون يافطات تطالب الجهات المختصة بالتحرك فورا لاسترجاع جثث الضحايا، مرددين شعارات تندد بالمأساة، وتنتقد بشدة الوضع الاجتماعي الهش لغالبية سكان الجماعة الترابية، من قبيل "أولادكم قريتوهم، ولادنا ضيعتوهم"، و"الله كريم لا صحة لا تعليم"، "فوسفاط وجوج بحورة، وعايشين عيشة مقهورة". وبالمناسبة، استنكرت فعاليات حقوقية "تراخي المسؤولين وإهمالهم مطالب العائلات المفجوعة جراء هذا المصاب الجلل"، مشيرة إلى أن "الوقوف إلى جانب أسر الضحايا لا يقل أهمية عن الحملات الانتخابية، بما أن حلم التغيير والبحث عن الشغل كانا سببا في الهجرة والارتماء في البحر". وتعالت أصوات المطالبين ب"ربط المسؤولية بالمحاسبة في ما يخص واقع المدينة الهش، الذي بات لا يطاق"، ونداءات المجتمع المدني من أجل "التحقيق في عملية تهجير الشباب وتعريض حياتهم للخطر في رحلات الجحيم نحو المجهول؛ وذلك من أجل كشف العصابات التي تتاجر بالبشر في هذه المدينة". يُذكر أن مدينة قصبة تادلة كانت قد اهتزت الأسبوع الماضي على وقع غرق أزيد من 18 شابا، ضمنهم ثلاث فتيات، في عرض سواحل الأطلسي، بعد محاولتهم الهجرة إلى الديار الأوروبية هربا من واقع البطالة الذي يجثم على أنفاس شباب المدينة.