أحدث نظام الجماعات، كمؤسسة تتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال الإداري والمالي، لتقديم خدمات القرب للمواطنات والمواطنين، وذلك بتنظيمها وتنسيقها وتتبعها. ومن أجل ذلك، يتم تنظيم انتخابات دورية لتجديد دماء الجماعات، الأمر الذي يمكنها من المساهمة في التنمية المحلية. أمزميز "مدينة قروية" من أعرق المدن المغربية، تقع على حافة جبال الأطلس، ويبلغ عدد سكانها حوالي 20000 نسمة، تعيش خارج عقارب ساعة الخطاب التنموي. ورغم عمقها التاريخي، إلا أنها ما زالت تعيش على مجموعة من الحرف والمهن التي جلبت إلى المنطقة مع استقرار قبائل وأجناس مختلفة من مسيحيين ويهود. لا تعرف هذه الجماعة شيئا غير امتهان الحرف اليدوية العتيقة والتقليدية؛ فباستثناء وحدات سياحية هنا وهناك، لا مصانع ولا مقاولات ولا مشاريع تنموية يمكنها أن تخرج الساكنة من فقرها المدقع. ورغم ما تتوفر عليه هذه الجماعة التابعة إداريا لإقليم الحوز من إمكانيات طبيعية وثقافية وخيرات باطنية، فالتنمية مبتغى ما زالت المجهودات تسعى إلى الوصول إليه. وإثر انتخاب مكتب جديد لتدبير المجلس الجماعي، برئاسة رجل الأعمال علال الباشا، فإن انتظارات وأحلام سكان مدينة أمزميز للخروج من دائرة الفقر والتهميش والخصاص المهول في البنيات التحتية في مجال جغرافي يشتهر بالنشاط الفلاحي المعيشي وبمعادن بباطن الأرض، تعاظمت. عن هذه الانتظارات، قال عبد الكريم بوتمارت، رئيس جمعية شباب من أجل التنمية: "بانتخاب هذا المجلس، استبشرت ساكنة أمزميز خيرا لاعتبارات عدة، منها أن رئيس المكتب المسير من مغاربة العالم الذي عاد إلى وطنه الأم من أجل استثمار تجربته الكبيرة والمساهمة بها في تنمية المنطقة، إلى جانب خبرة راكمها نوابه سواء حين كانوا في التسيير أو في المعارضة، ووجود أعضاء آخرين في مجالات مختلفة". وعلى رأس الأولويات، قطاع الصحة الذي يؤرق سكان هذه المنطقة باعتبارها مركزا لعدة دواوير، ما جعل العرض الصحي المتوفر (مستوصف ودار الأمومة) لا يكفي رغم المجهودات الجبارة التي تبذل على هذا المستوى، خصوصا في ظل وجود مشاكل صحية تحتاج إلى تدخلات من مستويات أخرى، وأحيانا إلى تدخل طبي مستعجل، من قبيل حوادث السير الخطيرة ولسعات العقارب والأفاعي والأمراض النفسية والعقلية. "مثل هذه الحالات التي تتطلب تدخلا سريعا، إلى جانب صحة الأم والطفل وأمراض العيون، تفرض إحداث قسم للمستعجلات بمدينة أمزميز، التي تبعد عن مدينة مراكش بحوالي 20 كيلومترا"، يضيف الفاعل الجمعوي نفسه، مؤكدا أن سكان دائرة أمزميز، التي تتكون من مجموعة من الجماعات القروية، كسيدي بدهاج وتزكين وأمغراس وأزكور وزكيتة وأنكال ودار الجامع، لا طاقة لهم بتحمل مصاريف التنقل والاستشارة الطبية وتكاليف العلاج المرتفعة. وأوضح عبد السلام خونش، ناشط جمعوي بمدينة أمزميز، أن السوق الأسبوعي معضلة أخرى يعاني منها سكان المنطقة منذ زمان، لأنه لا يتوفر على المواصفات التي تليق بمركز ترابي كأمزميز، وقال: "ما ننتظره من المجلس الجماعي هو نقل هذا السوق إلى خارج المدينة وتجهيزه حتى يكون مرفقا اقتصاديا وبيئيا نموذجيا يليق بالمنطقة". أما انتظارات الشباب الذي يشكو من العطالة، فتتمثل في نقص كبير في المشاريع الاقتصادية التي توفر فرص الشغل. لذا، فإن هذه الفئة، وفق المتحدث نفسه، "تنتظر من المكتب المسير الجديد استقطاب رؤوس الأموال لخلق الثروة بمنطقة عانت كثيرا من الفقر المدقع رغم توفرها على نسبة كبيرة من الكفاءات العلمية والمهارات الميدانية في مجالات كثيرة، وخيرات طبيعية تشكل مواد أولية صناعية". وبحسب خونش، ف"الأطفال والشباب والفرق الرياضية يعانون من غياب ملاعب القرب وملعب كبير مثل الذي تتوفر عليه المدن التابعة لإقليم الحوز؛ فأمزميز التي تعج بالطاقات الرياضية وتتوفر على مناطق جبلية تساعد في تشجيع رياضات عدة، محرومة من ملعب رياضي يليق بها، لأن الملعب البلدي صغير جدا وغير مجهز ولا يرقى إلى تطلعات الرياضيات والرياضيين. لذا، نتمنى من هذا المجلس أن يولي هذه المرافق العناية اللازمة بالأحياء السكنية لبلدية أمزميز". وللوقوف على رأيه، ربطت هسبريس الاتصال بعلال الباشا، رئيس المجلس الجماعي لمدينة أمزميز، أكثر من مرة، لكن دون جدوى.