كادت أن تنتهي ندوة الحزب الاشتراكي الموحد المنعقدة حول موضوع "الثورة الريفية: مقاومة، حرية و ديمقراطية" نهاية غير سعيدة بعدما اتهم قيادي بجبهة "البوليساريو" أعضاء الحزب بالعمالة وتغيير المواقع والمواقف. داود الخدير صرخ عند نهاية الندوة في وجه المحاضرين "نتوما بعتو الماتش للمخزن.." التهمة لم ترق بتاتا لأعضاء الPSU حيث استنكر مصطفى أكمون، الكاتب العام للحزب بفرنسا، ما جاء على لسان الخدير واعتبره سبا في حق حزب وصفه بالمناضل والذي كان ولا يزال صاحب مواقف تاريخية أدى من أجلها أعضاؤه الغالي و النفيس من حريتهم و استقراهم العائلي و المهني، حسب أكمون. أصل الخلاف الذي أوصل عضو "البولساريو" الى اتهام رفاق منيب ب"بيع المواقف" هو تمسكه بالتعقيب على ما جاء في كلام بعض المتدخلين خاصة محمد المباركي، الرئيس الشرفي للحزب الاشتراكي الموحد بفرنسا والذي قال إن الرؤيا يجب أن تكون منصبة على بناء مغرب متعدد، ديمقراطي قوي و مواجهة الاستبداد أينما كان سواء "تجلى في جنرالات الجزائر أو المخزن المغربي.." يقول القيادي اليساري المغربي بفرنسا. المعنى نفسه أعاده كمون بصيغة مختلفة حينما قال إن الجمهورية عند عبد الكريم الخطابي كانت تكتيكا وإن استراتيجيته كانت هي الديمقراطية وليس الانفصال. أمام استمرار أعضاء الحزب الاشتراكي الموحد في التفصيل في مواقفهم التي ظهرت وحدوية و تعريجهم على موضوع الصحراء، الذي طالبوا فيه بتوحيد طاقات الصحراويين والمغاربة من أجل مواجهة الاستبداد وبناء المغرب المتنوع والمفتخر بتعدده، طالب قيادي البوليساريو، الذي كان واقفا في مؤخرة الخيمة الى جانب الجمهور، بالتعقيب على ما اعتبره "مغالطات" إلا أن طول المدة التي قضاها المحاضرون في الحديث عن ثورة الريف و التزامهم بالالتحاق بندوة منظمة برواق حزب النهج الديمقراطي جعلهم يعتذرون للصحراوي الذي ثارت ثائرته و أطلق تهمته التي تراجع عنها فيما بعد حين تذكيره من طرف أحد الحاضرين بالسنوات المشتركة التي قضاها صحراويون و يساريون في السجون أيام سنوات الرصاص حيث قال الخدير "أنا نقصد اليزمي ورباعتو و دوك اليساريين لي باعو راسهم للمخزن ماشي حزبكم..". نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد والتي كانت تتابع لحظات التوتر و الانفعال، وهي جالسة بين الجمهور تدون رؤوس الأقلام، تدخلت لاختتام الندوة عبر تناول كلمة مقتضبة قالت فيها إن "ثورة عبد الكريم الخطابي وما مثلته من قيم تعتبر نبراسا لإنارة عتمة المستقبل من خلال دراسة عناصر القوة والضعف فيها وما حققته من مكاسب وما كانت ترنو اليه من أهداف". يشار أن الحزب الاشتراكي الموحد وعلى هامش "حفل الانسانية" المنظم بباريس نظم عشية السبت ندوة بمناسبة الذكرى الخمسينية لرحيل الزعيم الريفي عبد الكريم الخطابي. الندوة ترأسها محمد المباركي و مصطفى أكمون أعضاء الحزب بفرنسا وأطرها "باتريك مركات" العضو بالحزب الشيوعي الفرنسي و "ألان بيلون" عضو حزب اليسار الفرنسي و"جيروم كليز" عضو المكتب التنفيذي لحزب الخضر بأروبا بالاضافة الى محمد راقي القيادي بحزب الطليعة وأحد مسؤولي حزب النهج الديمقراطي.