قضايا رجال الشرطة الذين تم دهسهم من طرف علية القوم ! "" الشبكة العنكبوتية وسيلة توعوية بامتياز لا زالت قضية إهانة 40 مليون مغربي من خلال إهانة الشرطي طارق محب ونعته بالبخوش والذبان وضربه بالرصاص من طرف " الشريف اليعقوبي " زوج الأميرة عائشة تتفاعل داخل الرأي العام وعلى صفحات الشبكة العنكبوتية حيث أن محاصرة الشرطي المكلوم في كرامته وجسده وهبته الشخصية والمخزنية داخل المستشفى ومنعه من أية زيارات للصحافة أو غيرها لم تتوفق في محاصرة النقاش حول الموضوع الذي يبدو أنه فتح ملفا حساسا ألا وهو كيفية معاملة من يعتبرون "علية القوم " لباقي فئات الشعب بحماسة غير معهودة وذلك بفضل مكاسب الشبكة العنكبوتية من تنامي درجة الوعي واتساع رقعة التعبير رغما عن كل التدابير الاحترازية أو التضييقية حتى . فشكرا لك أيتها الشبكة على منحنا نحن الشعوب المضطهدة فرصتنا الذهبية في تحقيق ما نعجز عنه داخل سجوننا الكبيرة من حيث سيولة المعرفة والمعلومات والآراء وحتى القيم بدون قيد أو شرط أو رقيب ....أو على الأقل بأقل رقابة ممكنة . لا شك أن مخترع الشبكة هو أشرف الشرفاء وأنبلهم على الإطلاق ومكانه سيكون بين محظوظي العالم الآخر بدون شك لأنه عمل على تحقيق إنجازات هائلة للبشرية جمعاء في كل الميادين فله كل الشكر والامتنان إلى ما لا نهاية . إهانة الحاكم للمحكوم لازمة عربية بامتياز لم يطو ملف الشرطي طارق محب ضحية استهتار زوج الأميرة الذي لا زال حرا طليقا ورتب له سيناريو المرض العقلي المسمى "كورساكوف" كي يخرج منها كالشعرة من العجين حتى جاءنا خبر ابن والي مدينة "كلميم " الذي قتل بسيارته بالبيضاء مرة أخرى مواطنين ودهس الشرطي الذي حاول ملاحقته مطلقا العنان لسيارته وهو في حالة سكر علني في عز شهر رمضان وفي أيامه العشر الأواخر المميزة : قمة الاستخفاف بالله وعباده وبالدولة وشرطتها ،وبشعب لا شك أنه يكن له كامل الاحتقار والتبخيس إسوة بنظرائه ممن يسمون بعلية القوم ، كيف لا وهو الابن المدلل لرجل سلطة من العيار الثقيل ؟! لم تنته حكايات دهس المواطنين ومعهم رجال الشرطة في الشارع العام من طرف " هؤلاء القوم " حيث أوردت مدير جريدة المساء في عدد يوم الخميس 25 شتنبر خبر دعس برلماني " قبل يومين في مكناس و أصاب شرطية المرور سناء بنعبد الحق بسيارته وتسبب لها في كسر في ذراعها نتج عنه عجز قدره الطبيب في خمسة وأربعين يوما. وكل ذنب الشرطية أنها قامت بعملها وطالبت البرلماني بأوراق السيارة. كي لا ننسى ابنة وزير و مستشار ملكي أسبق "مريم بنجلون " التي تضامنت مع بنات جنسها اللواتي ولجن سلك شرطة السير بتحية بالغة الحماس والحميمية عبر دعسها بسيارتها الفاخرة عندما طالبتها بتقديم أوراق السيارة ولقد كانت الفتاة المدللة تحت تأثير مخدرات قوية ولاذت بالفرار ككل الجبناء ورغم أنها حوكمت أطلق سراحها بعفو ملكي وبهذا يتم تطبيق " الجندرة " في عالم الاستبداد الطرقي لا فرق في ذلك بين ذكر وأنثى إلا في قوة الدهس والعجن بالعجلات وبقاموس السب والشتم والإهانة وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ! ومن أسابيع فقط احتفت الجرائد العربية بخبر مماثل حيث مارس "حنبعل" الابن المدلل "للقذافي" ساديته على سائقه المغربي وزوجته التونسية في واحد من أرقى البلدان الغربية : السويد بدون حياء ولا حشمة ولازالت ذاكرتنا تختزن ما وصلنا من حكايات جد غريبة قام بها أبناء الرئيس العراقي المخلوع في حق مواطنين عزل ، فيهم من قطع لسانه ومن قطعت أذنه ومن ومن .... لا شك أن بلداننا تعج بهكذا حوادث ما بين الحاكمين والمحكومين من الماء إلى الماء وعبر مختلف التراتبيات المجتمعية كي لا نركز فقط على التراتبية السلطوية ،فذاك الغصن من تلك الشجرة وللاستبداد السياسي جذور ثقافية بدون منازع وتلكم هي الطامة الكبرى . فالزوج يعنف زوجته والأخ يقتل أخته بدعوى الحفاظ على الشرف و الكنة تعذب زوجة ابنها والمدير يهين موظفه والمدرس يضرب تلميذه وربة البيت تعذب مساعدتها ورب المعمل يستبيح حقوق عماله وكرامتهم والشيخ يفتي باغتصاب الطفولة عبر إباحة الزواج بالطفلة أو حتى الرضيعة في بعض البلدان وهكذا دواليك !. وكلما وجد الإنسان في أسفل الهرم الاجتماعي داخل هكذا مجتمعات كان نصيبه من حجم الإهانة أقوى وأضخم .كان الله في عون فقرائنا وضعفائنا لأنهم بالوعة للإهانات المختلفة !. وعندما تقترن ثقافة الاحتقار والإهانة للآخر بآليات السلطة فإنها تأخذ شكل استبداد سياسي ذي وقع أكبر مثل الحوادث السالفة الذكر التي توفقت في إثارة انتباه الإعلام علما أن أكثر منها لا زال في طي الكتمان . جدلية الاستبداد والانبطاح حوادث كثيرة من هكذا نوع تحدث يوميا بين ظهرانينا و يتم بلعها مثل ما يبلع خبز أغلب الكادحين المذهون بمرارة الكفاح من أجل عيش مثل "الذبانة في ا لبطانة " كما تقول أغنية ناس الغيوان في السبعينات، فقط هذه الحوادث الأخيرة طفت على السطح الإعلامي و إن كانت لا تشكل في الحقيقة إلا تلك الشجرة التي تخفي الغابة داخل نظام سياسي واجتماعي لا زالت المسافة التي تفصله عن التنشئة وفق منظومة حقوق الإنسان جد كبيرة رغما عن بعض الخطوات المنجزة . ذلك أن الإهانة والإذلال والاحتقار واستباحة كرامة الآخر وعرضه وشرفه وماله أو أي حق من حقوقه المادية أو المعنوية هي أدوات لوجيستيكية للأنظمة الإقطاعية والفيودالية التي تنتمي لعهود سابقة تجاوزها زمن الترسانات الحقوقية والقانونية والمؤسسية التي يبدو أنها لا زالت لم تثمر كما يجب داخل تربتنا العربية أو تربة العالم الثالث نظرا لحجم التكلس الفكري والبنيوي الذي لازال يعيق أية محاولات للإقلاع نحو قاطرة القرن الواحد والعشرين .مادام استغلال الإنسان لأخيه الإنسان يتجلى في أقسى صوره عبر هكذا تمظهرات . يوجد الاحتقار والإهانة واستباحة الكرامة بالبيت والمدرسة والسوق والشارع والإدارة والمعمل ، في مدارات السياسة ومدارات السلطة وفي كل مكان تحدث فيه تفاعلات إنسانية تطبعها الفروقات الطبقية أو الفئوية وما تحدثه من قيم التمايز ما بين هذه الفئة أو تلك التي تتسرب إلى التنشئة الاجتماعية لتأخذ مشروعيتها عبر العديد من آليات التكريس حتى تبدو وكأنها شيء عادي أو على الأقل مقبول عن رضى أو كراهية . ذلك انه حيث يوجد الاستبداد والطغيان يقابله ما يسمح باستمراره كالخنوع والانبطاح والاستكانة وما يؤازرها عادة من تملق وتزلف وتبلحيس فكما يقول المثل "لا أحد يستطيع ركوب ظهرك إلا إذا كنت منحنيا "ومما لا شك فيه أن تكاثر مظاهر الطغيان ينم في الجهة المقابلة عن انتعاش ما يقابله من قيم تسهل قبول هذا الإذلال إذ لا "سادية "بدون "مازوخية " فثقافة الطغيان والاستبداد تنتج في المقابل ثقافة الخنوع والذل والاستكانة بمختلف أشكالها . الاحتقار والإهانة = عجز تواصلي ولا شك أن آلية الاحتقار والإهانة هي مثل آلية العنف لا يلجأ إليها إلا من انعدمت عنده مهارات تواصلية أكثر رقيا وتحضرا ، يتوسل بها من يشعر بالفراغ الداخلي وبالهشاشة المعنوية كي يشعر بتفوق مصطنع تجاه الآخر ،علما أن من لا يشعر بالعظمة إلا بإلغاء أي جزء من آدمية الآخر هو بالبساطة إنسان مهزوز و " لااجتماعي " asocial " وغير سوي "حسب تعبير علماء النفس كي لا نستعمل مصطلحات أكثر قوة . ذلك أن التسلط سواء في شكله الاجتماعي أو السياسي هو تعبير عن العجز في أداء بعض المهام الوظيفية أو الإنسانية البسيطة يتم تمويهه عبر اللجوء لقوة خارجية ( هي السلطة هنا). ولا شك أن هؤلاء ينتمون لفئات منحرفة تنعدم لديها بوصلة القيم الإنسانية في أبسط مظاهرها وإلا لما ما رسوا هكذا اضطهاد على بشر مثلهم بدون وجه حق سواء في شكله اللفظي أو المادي عبر الرصاص او الدهس والهروب والسعي إلى الإفلات من العقاب إسوة بباقي الجناة الذين ينتمون لفئات دنيا يختلفون عن منحرفي الفئات البسيطة بكون القانون لا يطالهم داخل دولة يفصل القانون فيها على مقاس الفئات المسماة "بعليا ." دولة يبدو أنها عاجزة عن حماية حماتها ( الشرطة ) من عنجهية الخارجين عن منطق المتابعة والمساءلة .،فمابالك بالمواطنين العاديين ؟! تلكم هي الكرامة المغربية المصلوبة ! كيف لا ونحن لا نشكل في نظر هؤلاء إلا جيوشا من البعوض والحشرات وبوزبال بمدنيينا وشرطتنا وربما حتى عسكريينا ؟! لا شك أن 40 مليون مغربي ومغربية ابتلعوا إهانة زوج الأميرة في انتظار أن يعرف قرار الشرطي محب الذي لازال يقاوم شظايا الرصاص في فخذه في ما يشبه الحصار على غرفته .... ولن يلومونكم على عدم الاعتراف بخدماتهم المتعددة لأن جزءا من علية القوم ليسوا في الحقيقة إلا كائنات طفيلية تعيش على ريع السلطة وبدونها لن تستطيع القيام بأية مهمة مهما كانت بسيطة . أما الشرطي الذي بدا لكم مجرد بعوضة فهو يقضي نهاره تحت قيظ الشمس أو تهاطل الأمطار ليضمن سيولة حركة السير في مدننا ويكفيه فخرا أنه تجرأ على توقيف سيارة فاخرة لم تحترم قانون السير مما يدل على احترامه للقانون فهل سينصفه هذا القانون ليس فقط خدمة له كشخص بل أيضا خدمة لهبة الشرطة ومن خلالها لهبة الدولة والمجتمع المغربي الذي وصف ببوذبان و بوزبال ؟!. شفاكما الله يا أخ طارق محب والأخت سناء بنعبد الحق ورحم الله المواطنين المغاربة شهداء الدعس الطرقي التعسفي ! آمين عائشة التاج - باحثة اجتماعية