إقليم ورزازات هو أحد الأقاليم العريقة بالمملكة المغربية، ينتمي إلى جهة درعة تافيلالت بعد التقسيم الجهوي الأخير، يقع على سلسلة جبال الأطلس التي تتميز بصعوبة التضاريس ووعورة المسالك. صعوبة التضاريس ووعورة المسالك الرابطة بين الحواضر والمناطق الجبلية والقروية بإقليمورزازات (تبلغ مساحته 12463 كيلومترا مربعا) تسبب في صعوبة ولوج المواطنين إلى مجموعة من الخدمات الأساسية وعلى رأسها الخدمات الطبية والصحية. وتشير الإحصائيات التي وفرتها مصادر مسؤولة لجريدة هسبريس إلى أن إحصائيات قامت بها السلطات المختصة قبيل موعد الانتخابات الماضية أحصت 318 ألف نسمة بإقليمورزازات، 75 في المائة منها توجد بالوسط القروي، بالإضافة إلى إحصاء السنة الماضية توافد 545 ألفا من السياح الأجانب، و130 ألف مريض يتوافدون على المستشفى الإقليميبورزازات من الأقاليم المجاورة سنويا. في هذا الروبورتاج تسلط جريدة هسبريس الإلكترونية الضوء على المنظومة الإقليمية لضبط وتنظيم وتنسيق التدخلات الطبية الاستعجالية بإقليمورزازات، التي تم إحداثها من أجل تسهيل ولوج المواطنين إلى الخدمات الصحية خاصة القاطنين بالمناطق القروية وتقليص مدة التدخلات الطبية. العرض الصحي البعد الجغرافي ووعورة التضاريس من بين العوامل التي تعكس الصعوبات الكبيرة والفوارق الصارخة في الولوج إلى الخدمات الصحية بإقليمورزازات على غرار باقي أقاليم الواقعة بجهة درعة تافيلالت؛ الأمر الذي يجعل المناطق القروية والجبلية والمناطق شبه الحضرية تعاني صعوبة الولوج إلى الخدمات الصحية الأساسية على الرغم من الجهود المهمة التي تبذلها الدولة ممثلة في (السلطة الإقليمية وشركاء آخرين) للتقليل من هذه التفاوتات. في اجتماعاته الرسمية يؤكد دائما عبد الرزاق المنصوري، عامل إقليمورزازات، أن المشكل الذي تعاني منه الساكنة المحلية، خاصة الجبلية والقروية، لا يتعلق بالعرض الصحي؛ بل بإشكالية صعوبة الولوج إلى الخدمات الطبية والصحية. في المقابل، كشف العديد من الأطر الطبية بإقليمورزازات والنشطاء الجمعويين أن التنظيم الهرمي للتكفل بالمرضى على مستوى المؤسسات الصحية والاستشفائية يعرف اختلالات ونواقص يرجع سببها إلى عدم ملاءمة العرض مع الطلب وانعدام العلاقة الوظائفية والتنسيق بين مختلف المستويات. في هذا الإطار، أكد إدريس بنعلي، ناشط حقوقي ومتتبع للشأن المحلي بورزازات، أن الاختلالات والنواقص المذكورة سالفا أدت إلى استعمال غير معقلن للموارد الموجودة وتآكل جودة التكفل، مضيفا: "هذه الوضعية تزداد تفاقما من حيث صعوبة الولوج نظرا للحواجز الجغرافية من جهة، وإلى الفوارق المتعلقة بالعرض والطلب بين الجهات وبين الوسطين القروي والحضري من جهة أخرى". المنظومة الإقليمية يدخل مشروع المنظومة الإقليمية لضبط وتنظيم وتنسيق التدخلات الطبية الاستعجالية بإقليمورزازات (الأولى من نوعها وطنيا) في إطار اتفاقية شراكة لتأهيل وتجويد العرض الصحي بالإقليم، وتبلغ قيمتها المالية 444.4 ملايين درهم، بين وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ووزارة الداخلية (المديرية العامة للجماعات الترابية، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية) والمجلس الإقليمي الذي له اتفاقيات ملحقة مع كل جماعات الإقليم. وفي إطار هذه الاتفاقية ومواكبة لهذه المنظومة الإقليمية، تم اقتناء سيارات إسعاف جديدة مجهزة وخاصة أربع سيارات إسعاف من صنف (أ) التي تعد كمصحة متنقلة وتجهيز سيارات الإسعاف الموجودة بالإقليم وإصلاح وتجهيز 41 مستوصفا ومركزا صحيا بالإقليم. ويهدف هذا المشروع إلى الرفع من جودة الخدمات الصحية لفائدة ساكنة الاقليم وزواره، وكذلك الرفع من جاذبية الإقليم كوجهة سياحية وسينمائية عالمية. كما يهدف المشروع إلى تقليص مدة التدخل لإسعاف الحالات الاستعجالية بمختلف مناطق الإقليم، يتراوح بين التدخل الآني بالنسبة للمناطق القريبة وإلى ساعتين على أكثر تقدير بالنسبة للمناطق البعيدة. وحسب المعطيات الرسمية المتوفرة لهسبريس، فإن من بين العوامل التي أدت إلى إحداث المنظومة الإقليمية سالفة الذكر، بالإضافة إلى صعوبة التضاريس وصعوبة الولوج إلى الخدمات الصحية، هناك مشكل أيضا للنقل الصحي؛ وهو ما يسبب في طول مدة إسعاف الحالات الاستعجالية وعلى رأسها الحوامل، بالإضافة أيضا إلى أن الإقليم يعتبر وجهة سياحية وسينمائية. وتهدف المنظومة الإقليمية ذاتها، من خلال أسطول من وحدات وسيارات الإسعاف مجهزة بأحدث التجهيزات الطبية اللازمة وفريق طبي وتمريضي، إلى تحسين ظروف نقل الحالات الاستعجالية وتقليص المدة السابقة للتدخل وتقديم مساعدة للحالة وهي في الطريق من طرف الأطر الطبية المعبئة لهذا الغرض. محتوى المنظومة ولضمان نجاح هذه الخدمة الصحية التي سيشرف على إدارتها المكتب الإقليمي للهلال الأحمر المغربي بورزازات، تم إحداث المركز الإقليمي 'للمنظومة الإقليمية لضبط وتنظيم وتنسيق التدخلات الطبية الاستعجالية" بمقر الهلال الأحمر بمدينة ورزازات. ويتوفر المركز الإقليمي على طبيبين للتنسيق والضبط وتقني متخصص في تلقي المكالمات الهاتفية والإخبارية عن الحالات التي تتطلب نقلها إلى المؤسسات الصحية، بعد تقلي المكالمة يقوم أحد الأطباء بتشخيص الحالة عن بعد من أجل إرسال وسيلة النقل الصحي المناسبة حيث تتوفر المنظومة حاليا على صنفين صنف (أ) هي وحدات طبية مجهزة بكل التجهيزات الضرورية ومنها الإنعاش وصنف (ب) سيارات إسعاف هي أقل تجهيزا من الصنف الأول. المركز الإقليمي يتوفر على شاشة لتتبع موقع سيارات الإسعاف ووحدات طبية التي تم تجهيزها ب(GPS)، من أجل تسهيل توجيه سيارة إسعاف المناسبة والقريبة من موقع وجود الحالة، وفق إفادة محمد موهوب رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليمورزازات. ويحتوي المستوى الثاني للمنظومة ذاتها 4 قواعد ترابية لتنسيق مهام سيارات الإسعاف صنف (أ) مواقعها موجودة بكل من مدينة ورزازات، مركز أكويم، جماعة سكورة، جماعة تزناخت، وكل قاعدة ترابية أيضا ستتوفر على طبيبين استعجاليتين وممرضين مساعدين وتقنيين إسعافات بمثابة (سائق سيارة إسعاف صنف أ). فيما المستوى الثالث (المحلي) يتوفر على مراكز إسعاف القرب وعددها 29 مركزا، من الموارد البشرية التي ستعمل بهذه المراكز ثلاثة عناصر من الهلال الأحمر مهمتهم سياقة سيارة إسعاف صنف (ب) ومرافقة الحالة وتقديم لها التدخلات الطبية الأولية إلى حين وصول المؤسسة الصحية. وكشف مسؤول بالهلال الأحمر المغربي بمدينة ورزازات، في تصريح لهسبريس، أن هذه المنظومة التي تم إحداثها بمبادرة من عبد الرزاق المنصوري، عامل إقليمورزازات، ستمكن جميع المواطنين من الولوج إلى الخدمات الصحية بسهولة وفي مدة قصيرة، موضحا أن المركز الإقليمي لهذه المنظومة بالإضافة إلى أنه سينسق وسيضبط تدخلات وسائل النقل الصحي المجهزة سيقوم بالتنسيق مع المؤسسات الصحية لإشعارها بتوجيه حالة من الحالات حسب التشخيص للاستعداد لها. موارد بشرية ولوجيستكية المنظومة الإقليمية لضبط وتنظيم وتنسيق التدخلات الطبية الاستعجالية بإقليمورزازات تتوفر على 4 وحدات طبية من صنف (أ) التي تم اقتناؤها في إطار اتفاقية متعددة الأطراف (المديرية العامة للجماعات الترابية، عمالة ورزازات.. المجلس الإقليمي..) بهدف تحسين العرض الصحي بالإقليم، و29 سيارة إسعاف صنف (ب) عادية مجهزة بأحدث التجهيزات تم اقتناؤها من طرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بالإضافة إلى سيارة مصاحبة وتتبع حين تسيير المنظومة الإقليمية توضع رهن إشارة الفرع الإقليمي للهلال الأحمر المغربي بورزازات. كما تعاقد الهلال الأحمر مع الأطر التي ستشتغل في المنظومة من الأطباء والممرضين والتقنيين بالمركز الإقليمي والقواعد الترابية الأربع ومراكز إسعاف القرب، وفق المعطيات الرسمية سالفة الذكر، حيث سيتم التعاقد من 10 أطباء متقاعدين و8 ممرضين و8 تقنيين في الإسعاف لسياقة وتشغل معدات سيارات الإسعاف صنف (أ)، ومجموعة من عناصر الهلال الأحمر لتدبير أسطول 29 سيارة والمرافقة بمراكز إسعاف القرب. وسيتم تخصيص اعتمادات مالية الضرورية لتسيير هذه المنظومة التي تعتبر النموذج الأول وطنيا وفق اتفاقية شراكة بين الهلال الأحمر المغربي والجماعات الترابية بالإقليم والمجلس الإقليمي والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ووزارة الصحة، حيث سينطلق العمل بهذه المنظومة بداية يناير من السنة المقبلة.