رحَّلتْ بلجِيكَا، ستَّةً من السجنَاء المغاربَة، كانُوا قابعِين فِي سجونهَا، على إثرِ إدانتهم من القضاء، بتهم مختلفَة، تتراوحُ بين المخدرات والاغتصاب ومحاولات القتل، وفقَ ما أكدهُ وزير العدل البلجِيكي، أنِيمِي تورتيلْبُوم، استنادًا إلى وجودِ ما يؤطرُ العمليَّة، من الناحيَة القانونيَّة. السجنَاء المغاربَة، رحلُوا يوم الاثنين المنصرم، بموجبِ اتفاقٍ بين المملكتين البلجيكيَّة والمغربيَّة، اللتين وقعتا اتفاقًا في سنة 1997، يسمحُ بالعودَة الطوعيَّة للسجناء المغاربة إلى بلدهم، فِي حالِ أرادُوا ذلك، قبلَ أنْ تتمَّ إضافةٍ بروتوكولٍ جديد، فِي 2007، ضيقَ الخناق على المعتقلين المغاربة بالسجون البلجيكيَّة، بإقرار إمكانيَّة عمدِ البلد المضيف، بلجيكا، إلى ترحيل السجناء، بشكلٍ قسرِي، على اعتبار أنَّ المقامَ يطيبُ للكثير منهم في المؤسسات السجنيَّة البلجيكيَّة، لاعتباراتٍ متعلقَة بالإيواء، شأن الآلافِ المغاربة، فِي عددٍ من سجون دول الاتحاد الأوربِي، كإسبانيَا، التِي تأوِي في مؤسساتها السجنيَّة 6 آلاف نزيلٍ مغربِي. التعدِيلُ الذِي طال اتفاقَ التسلِيم القضائِي، استلزمَ وقتًا، فَالنص الذي تم التقدم به سنة 2007، لمْ يصادق عليه البرلمان المغربِي، إلَّا عامَ 2011، ليشرعَ الباب، بعدها، أمامَ عدَّة عمليَّات ترحيل قامت بها بلجيكا، كانت آخرها عمليَّة أمس، وهيَ الثالثَة من نوعهَا، ليصبحَ عدد السجناء الذين تمَّ ترحيلهم إلى المغرب 15 معتقلًا مغربيًّا، ب125 عامًا من الحبس، فِي عقوبابتهم، التِي أدينُوا بهَا، أمام القضَاء البلجِيكي. الخطوة البلجيكيَّة، الراميَة إلى التخلصِ من عبءِ إيواء السجناء المغاربة، فِي ظلِّ وجود اتفاقٍ يسمحُ بترحيلهم، وإنْ لمْ يبادرُوا إلى طلب الأمر، يختلفُ أمرهَا حين يكون المتابع، حاملًا لجنسيَّة البلدين، حيثُ تعتبرُ المصالح الخارجيَّة لبلجيكَا، نفسها غير ذات حق، إذْ ذاك، فِي تحريك المساعدة القنصليَّة، بحيث لا تطلبُ من المغرب أنْ يرحل إلى سجونها، الحاصلِين على الجنسيَّة البلجيكيَّة، ما دامتْ الجنسيَّة المغربيَّة فِي حوزتهم. وبمقتَضى الاتفاق القضائِي الموقع بين المملكتَين، فإنَّ أنَّ بلجيكا لا تتدخل إذَا ما تمَّ القبضُ على بلجِيكي في المغرب، وهو حاصل على الجنسية المغربية، كمَا أنَّ المغرب لا يتدخل في أمر اعتقال مغربي في حال تم اعتقاله ببلجيكا وهُوَ ذُو جنسيَّة بلجيكية، مما يجعلُ الجنسيَّة، عاملًا مؤثرًا، فِي بقاء المهاجر المغربِي، ببلجيكَا، إنْ هُو أدين بالحبس.