شهدت مدينة شيشاوة تجمهر مجموعة من الأفارقة المنحدرين من دول جنوب الصحراء مساء الأحد 8 يوليوز، بالمركز التجاري للمدينة، مطالبين بتوفير الإيواء والأكل لفائدتهم بعد ترحيلهم من مدينة فاس، عقب إخلاء السلطة الولائية بهذه الأخيرة عقار تابع للمكتب الوطني للسكك الحديدية متواجد بجوار محطة القطار الرئيسية، وإتلاف 50 مخبأ بلاستيكي كان المعنيون بالأمر يستعملونه كمأوى لهم. وبعد إخبارهم باستحالة تحقيق مطالبهم من طرف السلطات المعنية بشيشاوة، انطلق الأفارقة في شوارع المدينة من أجل التسول لدرء فاقة الجوع، في الوقت الذي اضطر العديد منهم إلى افتراش الأرصفة وجنبات الأسوار والحدائق بعد تدهور حالتهم الصحية. هذا و شهدت مدينة فاس اندلاع حريق مهول أثناء إخلاء العقار التابع للمكتب الوطني للسكك الحديدية متواجد بجوار محطة القطار الرئيسية بفاس، صباح اليوم ذاته، اندلاع حريق جرت السيطرة عليه في حينه من طرف أفراد الوقاية المدنية. وخلف الحريق الذي لم يسجل أية إصابات في صفوف المهاجرين ، إتلاف 50 مخبأ بلاستيكي وانفجار 7 قنينة غاز من الحجم الصغير كان المعنيون بالأمر يستعملونها للطهي بالمكان المذكور. وتجدر الإشارة إلى أنه مساء اليوم ذاته ، اندلع حريق في مخيم للمنحدرين من جنوب الصحراء بالقرب من محطة أولاد زيان بالدار البيضاء. و أفاد مصدر مطلع ، أن الحريق جاء بعد انفجار قوي بسبب قنينات الغاز، قبل أن تتمكن عناصر الوقاية المدنية من السيطرة على الحريق الذي أتى على ما يسمى ب " مخيم الأفارقة " ، دون أن يخلف خسائر في الأرواح. هذا و يذكر أن آلاف المهاجرين من القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء ومن آسيا ومن دول أخرى، المقيمين في المغرب بصفة غير قانونية ، سبق أن تمكنوا من تسوية وضعيتهم القانونية ، والحصول على بطاقة الإقامة، في إطار تفعيل السياسة الجديدة للمغرب في مجال الهجرة. ولقيت المبادرة التي أطلقها الملك في إطار السياسة الجديدة للمغرب في مجال الهجرة، إقبالا كبيرا من طرف المهاجرين الراغبين في تسوية وضعيتهم، ليس من إفريقيا جنوب الصحراء فقط، بل من آسيا ومن دول أخرى. وأفاد مصدر حكومي أن المغرب بتسويته لوضعية المهاجرين، لم يعد بلد عبور نحو القارة الأوربية ، كما كان عليه الحال من قبل ، بل انتقل إلى بلد الإقامة بالنسبة لكثير من المهاجرين من جنسيات مختلفة . وأوضح المصدر ذاته، أن عملية فتح مكاتب لإيداع طلبات الحصول على بطاقة الإقامة، في مختلف الأقاليم مرت في ظروف جيّدة، و أن المهاجرون يلقون الترحيب والمعاملة الحسنة " . وحسب الأرقام التي كان قد تمّ الإعلان رسميا ، فإنّ عدد المهاجرين غير الشرعيين المقيمين في المغرب يتراوح ما بين 25 و 30 ألف مهاجر، مما سيسمح لهم بالتنقل على امتداد التراب الوطني، كما أنّها ستمكّن المهاجرين المقيمين بصفة غير قانونية ، والذين لهم كفاءات علمية ومهنيّة من العمل بعد الحصول على بطاقة الإقامة. يلاحظ من خلال ملف التعامل مع المهاجرين الأفارقة تناقضا صارخا بين الخطاب الرسمي و الإجراءات التي يتم اتخاذها بالعديد من المدن، ففي الوقت الذي تعمل الحكومة على إدماجهم بالمجتمع المغربي طبقا للتوجيهات الملكية السامية ، يتم إجلائهم و حرق الأكواخ التي يقيمون فيها درءا لقساوة الظروف الطبيعية ، دون الحديث عن العمل، الذي لم يجده الشبان المغاربة أحرى أن يتمكن منه الأفارقة.