صدر أخيرا ضمن منشورات المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، هذا العمل الهام، الذي شارك فيه 40 باحثا وباحثة من المغرب والبرتغال وإسبانيا والجزائر ومصر. ويعتبر هذا العمل سباقا لطرح العديد من التيمات في الذاكرة التاريخية المغربية البرتغالية المشتركة منذ القرن السادس عشر في الشعر والموسيقى والرواية والصورة الفوتوغرافية و التشكيل والذهنيات والموت والتاريخ الممتد من العصر الوسيط ( غرب الأندلس) إلى التاريخ المعاصر وعلاقته بالذاكرة المشتركة . كانت مساهمتي بالإضافة إلى إعداد وتنسيق مقالات الباحثين الذين أهنئهم على هذا العمل المتميز والمفيد، المساهمة بمقال مطول عن ” الموت في تجلياته المختلفة في المغرب والبرتغال : مقارنة ومقاربة لنماذج من القرن السادس عشر” ، كما ساهمت بتوطئة نظرية وسمتها ب” المغرب والبرتغال: التاريخ وسؤال الذاكرة؟” . يقول الدكتور مصطفى الكتيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير في تقديمه للعمل” ” كانت مساهمات الباحثين في هذا المجال متجددة ومُحيّنة، وذلك من خلال دراسة وتوظيف عدة زوايا وعلوم معرفية مختلفة همت الشعر والموسيقى و الرواية والمسرح، كما همت مجال الذهنيات وتمية الموت وغير ذلك. فإذا كانت معركة وادي المخازن، أو معركة القصر الكبير كما يسميها البرتغاليون، قد عرفت لدى المغاربة من خلال الأبحاث التاريخية بشكل أخص، فإنّ هذا العمل حاول أن يكون سباقا لإبراز أهميتها ومكانتها في الذاكرة المشتركة على المستوى الأدبي والفني، وهي جوانب نعتقدُ أنها تحتاجُ إلى المزيد من الدراسة والبحث لأجل استشراف آفاق جديدة من الدراسات التاريخية التي لا تقف عند دراسة الظواهر، بل ترومُ أساسا المساهمة في وضع التاريخ كأساس لفهم الحاضر وصناعة المستقبل.” . الشكر موصول للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير على إشرافها على هذا المشروع الهام؛ و تقديمه للقراء في هذه الحلة البهية