جلالة الملك يهنئ رئيس فيدرالية روسيا بمناسبة العيد الوطني لبلاده    اتهامات لعمر دودوح بتحويل الحج إلى منصة دعائية    أساتذة مركز التوجيه والتخطيط التربوي يحتجون على "سوء التدبير" ويدعون الوزارة إلى فتح تحقيق    الانخفاض يفتتح تداولات بورصة الدار البيضاء    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الخميس    أسعار النفط ترتفع إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من شهرين    تحطم طائرة هندية كانت متجهة إلى لندن وعلى متنها 242 راكبا    الرباط.. انعقاد الاجتماع السنوي الخامس لتتبع اتفاقية التعاون لمكافحة الفساد في القطاع المالي    وزير الخارجية الصيني يدعو لتعزيز التعاون الصيني الافريقي    جون أفريك الفرنسية: تواطؤ تبون وقيس سعيد لاستضافة قيادات البوليساريو في تونس    ابن بطوطة ووانغ دايوان: رحّالتان على درب الحضارات بين المغرب والصين    الأمم المتحدة.. الجمعية العامة تصوت الخميس على مشروع قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار بغزة    انقطاع الاتصالات والانترنت في غزة بعد استهداف خط ألياف ضوئية    الوداد يكشف عن قائمته الرسمية لمونديال الأندية 2025    كأس العالم للأندية.. فيفا: "كاميرا الحكم" لن تعرض الأحداث المثيرة للجدل    الاتحاد الألماني للاعبي كرة القدم المحترفين يشكو فيفا للمفوضية الأوروبية    الوداد يجري أول حصة تدريبية في أمريكا تأهبا للمشاركة في كأس العالم للأندية 2025    طقس حار مرتقب غدا الجمعة في عدة مناطق بالمغرب    الخميسات… توقيف ثلاثة أشخاص للاشتباه في تورطهم في قضية تتعلق بترويج المخدرات والمؤثرات العقلية    إسبانيا توقف مغربيًا في محاولة تهريب 4762 كيلو حشيش    الجمعية المغربية للطب الشرعي تكشف حقيقة اعتقال بروفيسور بتهمة تزوير شهادات طبية    اصطدام سيارة رباعية الدفع بمقهى في مدينة طنجة    الداخلية تطلق خطة لمواجهة الكلاب الضالة وتعزيز الوقاية الصحية    تفشي الكلاب الضالة في الناظور: مخطط وطني لمواجهة الخطر الصحي المتزايد    كيوسك الخميس | السكن الإيجاري.. أمل اجتماعي للطبقة المتوسطة    المنتخب المغربي يتقدم إلى المركز 11 في تصنيف فيفا متجاوزا ألمانيا لأول مرة    أجواء حارة في توقعات طقس الخميس    طائرة استخبارات متطورة تعزز قدرات القوات الجوية المغربية: شراكة استراتيجية مع كبرى شركات الدفاع العالمية    المنتخب النسوي يستعد لكأس إفريقيا في تجمع بسلا من 11 إلى 19 يونيو    اجتماع طارئ .. هل بدأ لقجع يشكك في اختيارات الركراكي؟    بنسعيد يقرب جمعيات بفاس من الصناعة الثقافية و"جواز الشباب"    الاتحاد الأوروبي يدرج الجزائر ودولاً أخرى على قائمة "الدول عالية المخاطر" في مجال مكافحة غسل الأموال        الصين تعزز شراكتها مع إفريقيا: الرئيس الصيني يؤكد دعم بكين لتسريع التنمية الاقتصادية وفتح الأسواق    الصبار يخلف الجامعي والي فاس    قمة مرتقبة بين الملك محمد السادس والرئيس الأمريكي دونالد ترامب: مشاريع استراتيجية واتفاقيات صناعية في الأفق    ميناء آسفي.. ارتفاع الكميات المفرغة من منتوجات الصيد البحري ب10 بالمائة عند متم ماي 2025    الأمم المتحدة/الصحراء: المغرب يدين تعنت الجزائر التي ترهن العملية السياسية على حساب الاستقرار الإقليمي    وزارة العدل تنفي تسريبات إلكترونية وتؤكد سلامة أنظمتها المعلوماتية    إعالميداوي: هيكلة البحث العلمي مسألة استراتيجية لمواكبة التحولات المتسارعة في مجالات الابتكار والاستثمار التكنولوجي    العالميّة المغرورة.. بقامتها الأقصر من قارورة !    وزارة العدل تنفي تسريب معطياتها وتؤكد سلامة أنظمتها المعلوماتية    انعقاد المؤتمر السابع لكبار ضباط الصف في الدول الإفريقية بالرباط    مهرجان حب الملوك 2025: احتفال على إيقاع الاحتجاجات واستياء من «إقصاء» الفعاليات المحلية    أسس ومرتكزات الإصلاح الديني    ما الذي تبقى من مشروع الثقافة الوطنية؟    أكاذيب جزائرية    خدمات التجارة غير المالية تثير التفاؤل    "نوردو" يسعد بالغناء في "موازين"    صيادلة يبرزون الاستخدام الصحيح لجهاز الاستنشاق    بيان عاجل حول انقطاع أدويةاضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه من الصيدليات وتأثير ذلك على المصابين وأسرهم    إمارة المؤمنين لا يمكن تفويضها أبدا: إعفاء واليي مراكش وفاس بسبب خروقات دستورية    طاهرة تعود بقوة إلى الساحة الفنية بأغنية جديدة بعد غياب طويل    متحور ‬كورونا ‬الجديد ‬"NB.1.8.‬شديد ‬العدوى ‬والصحة ‬العالمية ‬تحذر    السعودية تحظر العمل تحت الشمس لمدة 3 أشهر    السعودية تحظر العمل تحت أشعة الشمس لمدة ثلاثة أشهر في جميع منشآت القطاع الخاص    كأنك تراه    انسيابية في رمي الجمرات واستعدادات مكثفة لاستقبال المتعجلين في المدينة المنورة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الحجاب" في صلب قضية الحريات
نشر في لكم يوم 12 - 02 - 2019

وصفت الوزيرة الكندية المكلفة بقضية المرأة، إيزابيل تشاريست الحجاب بأنه "رمز لاضطهاد المرأة، وأنها "لا تؤمن بأنه يتعين على السيدات ارتداء الحجاب"، وهذا التصريح العنصري، يعكس إلى حدّ كبير، النظرة الدونية التي يحملها بعض المسؤولين الغربيين عن "الحجاب الإسلامي"، لأنه لم نسمع مرة عن تصريحات معادية، تستهدف نساء من الديانات الأخرى المسيحية واليهودية، على الرغم من أنهن أيضا يرتدين نوعا من "الحجاب" خاص بالمتدينات.
ليس مستغربا ما عبّرت عنه الوزيرة الكندية بشأن الحجاب، لأن كثير من المسؤولين في الدول الغربية، لديهم نفس الموقف، وهناك اتجاه داخل هذه الدول إلى حظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، ضدا على قوانين الحريات التي تكفل للجميع الحق في اختيار نوع اللباس الذي يرغبون فيه، ومن المعلوم أن عددا من الدول الأوربية فرضت منعا على المسلمات المحجبات والمنقبات، ولوج المؤسسات العامة مثل المدارس والجامعات والإدارات، ورتّبت على مخالفتها عقوبات مالية، وهذا ما يضع هذه الدول، أمام تناقض صارخ مع القيم التي تنادي بها وتدافع عنها، وأهمها حرية المعتقد وحرية الاختيار وحرية التعبير وحرية التنقل، وهذا ما يدفعنا للتساؤل: هل حجاب المرأة المسلمة يشكل تهديدا للأمن أو السلم الاجتماعي؟
عندما نبحث في خلفيات المنع والتضييق الذي تتعرض له المسلمات المحجبات في الغرب، نجدها ذات طابع سياسي وديني، والدليل على ذلك، هو أن المنع لا يتعلق بالمحجبات المتدينات، وإنما تحوّلت تغطية المرأة العربية والمسلمة لشعرها (ولو كان بدون خلفية دينية) يرمز في نظر كثير من الغربيين إلى الديانة الإسلامية، ما يثير قلق وتوجس في الدول الغربية، من انتشار هذا النوع من اللباس الذي يُحيل على الثقافة الإسلامية، رغم أن هذه الدول تعتبر نفسها ذات أنظمة علمانية، لكنها في الحقيقة تدين بالمسيحية واليهودية، وتخشى من أن يصبح الإسلام الديانة الأولى في مجتمعاتها، خاصة مع ما تشهده في السنوات الأخيرة من إقبال مواطنيها على اعتناقه.
إن الحجاب كما جاء في الدين الإسلامي، أكبر من أن يُختزل في تغطية رأس المرأة، فهو يحمل معاني العفة والستر والحشمة، وهذه القيم لا تتحقق بدون التزام المرأة بلباس معين، يراعي الضوابط الشرعية، التي اتفق عليها جمهور العلماء المسلمون، وأهم هذه الضوابط أن يكون ساترا لجسد المرأة، عدا الوجه والكفين(لا يَصِف ولا يَشِف)، معتمدين على أدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية، ولكن الملاحظ أن "الحجاب" في السنوات الأخيرة، أصبح عند كثير من النساء في المجتمعات العربية والإسلامية، لا يراعي أي ضوابط دينية، وإنما يتماشى مع آخر صيحات الموضة العصرية والتسويق التجاري، وتحوّل مفهوم "الحجاب" عند البعض إلى قطعة قماش توضع فوق رأس المرأة، وهذا ما يفسر ارتفاع نسبة الإقبال عليه، حتى في المجتمعات الغربية، لأن هذا النوع من "الحجاب" يتيح للنساء الخروج في كامل زينتهن، ولا يختلفن عن الأخريات إلا في تغطية الشعر.
هذا لا ينفي أن هناك كثير من المسلمات اللواتي يلتزمن بشروط الحجاب الشرعي، وهؤلاء النساء يرتدين الحجاب عن قناعة شخصية، وحرية اختيار هذا النوع من اللباس، وتعبير عن إيمان بفرضيته الدينية وبأهميته الاجتماعية في حفظ جسد المرأة عن الابتذال، حتى لا يتحوّلن إلى وسيلة للإغراء والإثارة والتجارة كما هو حال كثير من النساء في مجتمعاتنا المعاصرة.
وإذا كانت بعض المسلمات اتخذن قرار التزام الحجاب الشرعي، عن قناعة واختيار، فهذا القرار هو تعبير عن حرية شخصية، فإنه قد يحدث أن تتخلى بعضهن عن الحجاب، لأسباب نفسية أو فكرية أو اجتماعية، كما وقع لعدد من النجمات المصريات، اللواتي خلعن الحجاب وعُدن إلى الوسط الفني، وهذا التّحول يمكن أن يكون بسبب ظروف نفسية أو اجتماعية صعبة تعرضن لها، أو بسبب تغيّر في القناعة بفرضية الحجاب أو بماهيته، حيث عللت بعضهن تخليها عنه، بأن تديّن المرأة المسلمة، لا يعني فقط حجاب الشعر، وإنما التزام الحشمة والعفة، وتجنب الإثارة والابتذال في اللباس.
خلاصة القول، إذا كانت فلسفة حرية المرأة في الفكر الغربي، تقوم على منحها الحق في التعبير عن اختياراتها وقناعاتها، في الفكر والرأي والسياسة والحياة الخاصة، بما في ذلك حريتها الشخصية في اختيار نوع اللباس، بناء على فكرة أن جسد المرأة ملك لها، لكن عندما يتعلق الأمر بالمرأة المسلمة الملتزمة بالحجاب، فإن هذه الحرية يتم انتهاكها باسم العلمانية.. وفي المقابل، تقوم حرية المرأة في الفكر العربي الإسلامي، على فلسفة مختلفة تماما، حيث تعتبر هذه الحرية جزء لا يتجزأ من حريات المجتمع، وبالتالي فهي لا يمكن أن تتصادم معها، ولذلك فإن الغاية من تشريع الحجاب، ليس هو اضطهاد للمرأة أو تقييد لحريتها، بل العكس، غايته تمكينها من ممارسة دورها في المجتمع، بدون أن تتعرض إلى ما يخدش حياءها ويمس كرامتها، أقلها التحرش الجنسي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.