تستمر الإشارات الإيجابية المتبادلة بين المغرب وإسبانيا، رغم أن العلاقات الثنائية لم تعد بعد إلى سابق عهدها، في ظل استمرار غياب السفيرة المغربية كريمة بنيعيش عن مدريد، منذ استدعائها للتشاور في شهر ماي الماضي على خلفية استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو سرا في أحد مستشفياتها. وفي هذا السياق أكد وزير الخارجية الإسبانية خوسيه مانويل ألباريس في ندوة صحافية بواشنطن، رغبته في عودة السفيرة إلى مدريد في القريب العاجل، معتبرا أن القرار في الأخير بيد المغرب. وسجل ألباريس أن دعوة العاهل الإسباني للمغرب من أجل السير معا نحو بناء علاقات ثنائية جديدة، يأتي في وئام تام مع خطاب الملك محمد السادس شهر غشت الماضي، الذي تحدث فيه عن استراتيجية العلاقات المغربية الإسبانية، وما تلاه من تقدير من طرف رئيس الحكومة بيدرو سانشيز. كما اعتبر الوزير الإسباني أن زيارة ملك إسبانيا والملكة لجناح المغرب في المعرض الدولي للسياحة بمدريد أمر طبيعي، على اعتبار أن المغرب "شريك استراتيجي". ومقابل ذلك، أشار الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس، اليوم الخميس، في ندوة صحافية بالرباط، إلى أن العلاقات الإسبانية المغربية تحتاج إلى كثير من الوضوح. وتوقف الوزير عند خطاب الملك محمد السادس بمناسبة ثورة الملك والشعب، حيث تحدث عن أهمية العلاقات الاستراتيجية بين المغرب وإسبانيا، مشيرا إلى أنه تحدث أيضا قبل ثلاث سنوات، وحدد الإطار المرجعي للعلاقات الخارجية للمغرب مع مجموعة من الدول، في مبدأين أساسيين هما الطموح والوضوح. واعتبر الناطق الرسمي باسم الحكومة أن العلاقات الثنائية مع إسبانيا يتوفر فيها الطموح، وإسبانيا أيضا عبرت عن طموحها، "لكن لكي يتعزز هذا الطموح نحتاج إلى كثير من الوضوح". وأكدت الحكومة الإسبانية في أكثر من مرة أن هناك عملا مشتركا مع المغرب من أجل بناء علاقات القرن الحادي والعشرين، تتميز بالوضوح والثقة المتبادلة، مسجلة أن هذا الأمر يتطلب وقتا طويلا وصبرا لتحقيقه.