قال نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية اليوم الثلاثاء إن المغرب في حاجة إلى تمتين الجبهة الداخلية على كافة المستويات لإحداث رجة ضرورية تحتاجها البلاد، والمضي قدما في بلورة الدستور الذي لا يزال تفعيله في عدة جوانب يعرف انحسارا. وأكد بنعبد الله في كلمة له عقب اللقاء الذي جمع قيادة التقدم والاشتراكية وقيادة الحزب الاشتراكي الموحد وجود انحباس وتعثرات في تفعيل دستور 2011، وتساؤلات كبرى تُطرح على الحرية وعلى دور المؤسسات وصلاحياتها، ووضعية الفضاء السياسي، والهوة بين الأحزاب السياسية والمواطنين. وفي الوقت الذي أكد فيه بنعبد الله على ضرورة تفكير الأحزاب معا في الأجوبة الممكنة بهذا الخصوص، أبرز أن "هناك قضية تفوقنا بالنسبة لهذا الوضع السياسي المغربي، لأنه وضع مرتبط بإصلاحات أساسية على الدولة القيام بها، والسير لبلورة الدستور، وهو ما لا نراه عمليا على عدة مستويات". وشدد المتحدث على أن بلورة الدستور تتطلب مجهودات من الدولة، وأيضا من القوى التقدمية التي يجب أن تكون قوية وتعمل في اتجاه موحد للتأثير إيجابا على موازين القوى المؤدية للتفعيل الفعلي لهذا الدستور. وبخصوص الأوضاع الاقتصادية، لفت الأمين العام لحزب "الكتاب" إلى وجود صعوبات حقيقية، ستتعمق مع حلول فصل الشتاء وارتفاع أسعار الطاقة ومعه أسعار باقي المواد. وانتقد السياسي كون النموذج التنموي الذي دعا إلى وضع الإنسان في صلب التنمية، والذي اتخذته الحكومة مرجعا لها، أصبح غائبا في مقاربتها، فلا نرى رد فعل لها للقيام بالإصلاحات على المستوى الاقتصادي وإقرار دولة الحق والقانون، والدفع بالقطاع العام وتشجيع القطاع الخاص المواطن، مع محاربة الريع والرشوة. ونبه إلى أن الوضع الاجتماعي تبقى جوانبه غير معالجة، وهو ما يتطلب إجراءات كثيرة وإصلاحات عميقة، ولحد الآن لا وجود لإرادة سياسي قوية في هذا الخصوص. وتوقف بنعبد الله على ضعف هذه الحكومة وعجزها إزاء غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار دون تحريك ساكن، ودون وجود رد فعل حقيقي يساهم في مصالحة الشعب مع العمل السياسي، ففي الوقت الذي اتخذت فيه عدد من الدول إجراءات لمحاربة ارتفاع الأسعار وحماية القدرة الشرائية للأسر، غاب ذلك تماما عن الحكومة المغربية، التي لم تقم سوى بدعم الناقلين وهو إجراء لا تأثير له على الأسعار. وحذر بنعبد الله "ما ينتظرنا على المستوى الدولي يجعلنا نتساءل حول قدرات المغرب على مواجهة هذه الأوضاع". كما توقف على إشكالية الماء التي أصبحت أساسية للمغرب وتستدعي إصلاحات سريعة وقوية لحماية البلد على هذا المستوى، فضعف التساقطات هذه السنة يعني نتائج وخيمة على الفلاح والعالم القروي، وكذا على الماء الصالح للشرب. وخلص المتحدث إلى التأكيد على ضرورة إحداث رجة بالمغرب، من خلال إشراك كل من يريد أن يساهم في ذلك، ويتقاسم جزءا من الاهتمامات، سواء حول الوضع الحقوقي أو المساواة أو أوضاع فئات اجتماعية، أو حول البيئة وغيرها، والالتقاء مع كل هذه الأطراف للمساهمة في حركة مواطنة اجتماعية تحدث تململا المغرب في حاجة إليه.