توفي صباح اليوم، بالمستشفى العسكري بالرباط، الفنان والممثل محمد الشوبي، عن عمر يناهز 63 عاما بعد معاناة طويلة مع المرض، بحسب ما أكده مقربون من الراحل. ونعت الفنانة لطيفة أحرار زميلها على صفحتها على فيسبوك واصفة الراحل ب "الفنان والمثقف الكبير"، ومعزية زوجته وأبنائه وكل محبيه. ويُعد الشوبي، وهو خريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، من بين الأسماء البارزة في الساحة الفنية المغربية، حيث قدّم العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية. ويعتبر الشوبي من بين الممثلين الملتزمين بقضايا المجتمع، طالما أمتع الجمهور المغربي بأدواره المتنوعة في السينما والتلفزيون والمسرح. وكان الشوبي كان قد غاب، في الأشهر الأخيرة، عن الساحة الفنية بسبب وضعه الصحي، ومنذ عدة أسابيع وهو يرقد بالمستشفى العسكري بالرباط، بعد تدهور حالته الصحية خلال الأيام القليلة الماضية بسبب مضاعفات على مستوى الكبد، وفق ما أفاد به مقربون منه. وأطلق مجموعة من زملاء الممثل الراحل، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نداء إنسانيا إلى المغاربة من أجل المساهمة في إنقاذ حياته، عبر البحث عن متبرع بجزء من الكبد، بعدما أكد الأطباء المشرفون على حالته أن التدخل الجراحي بات ضروريا ومستعجلا لأنه كان في وضعية حرجة. والراحل من مواليد 4 ديسمبر 1963، انطلقت تجربته في التشخيص المسرحي بمراكش منذ أواخر السبعينات من القرن الماضي، احتك بتجارب مسرح الهواة، قبل أن يقرر الالتحاق بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط. وابتداء من سنة 1988، انفتح على المسرح الاحترافي تشخيصا واخراجا بفضل تكوينه الأكاديمي النظري والعملي داخل معهد الرباط وخارجه. وشخّص الراحل أدوارا متنوعة في عدد من المسرحيات، منها: «العازب» لجمال الدين الدخيسي، و«صوت ونور» للطيب الصديقي سنة 1988، و«بوحفنة» و«أولاد البلاد» ليوسف فاضل سنة 1999، و«النشبة» لمسعود بوحسين سنة 2007، عن نص للرائد أحمد الطيب لعلج. أما المسرحيات التي أخرجها أواخر التسعينيات فهي «هيستيريا» و«المدينة والبحر» و«مرتجل» و«رسائل خطية». وكانت بداية الشوبي في السينما والتلفزيون مع مسلسل «أولاد الناس» من إخراج فريدة بورقية، وبعدها تتالت أعماله السينمائية والتلفزيونية بين فيلم سينمائي أو تلفزيوني ومسلسل أو سلسلة أو سيتكوم.