يشهد متحف البطحاء للفنون الإسلامية بمدينة فاس إقبالا متزايدا من الزوار المغاربة والأجانب، منذ إعادة افتتاحه في 26 فبراير الماضي بعد ترميم شامل دام أربع سنوات، أنجز بتوجيهات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في إطار مشروع تثمين المدينة العتيقة. ويعد المتحف في حلته الجديدة تحفة معمارية وثقافية فريدة، تجسد تنوع وغنى التراث المغربي، وتقدم للزوار تجربة متحفية شاملة من خلال مسارين تاريخي وموضوعاتي، يعرضان شواهد ووثائق نادرة توثق لتاريخ المغرب من القرن الثامن الميلادي إلى اليوم. ويضم المتحف مجموعة متميزة من القطع التي تؤرخ لمحطات بارزة، كمنبر عدوة الأندلس، وتطور الخط القرآني، وتاريخ الكتابة في المغرب، إلى جانب فضاء خاص بمدينة فاس يبرز مساهمتها في نشر الثقافة المغربية. وقد تجاوز عدد الزوار منذ إعادة الافتتاح 10 آلاف شخص، من بينهم سياح من مختلف الجنسيات، مثل الأمريكيين طوم وفهميدا تشيبتي، الذين عبروا عن إعجابهم العميق بجمالية العرض وغنى المضمون الثقافي، داعين الجميع لاكتشاف هذا الفضاء الفريد. ويحرص أفراد الجالية المغربية بالخارج على زيارة المتحف، لما يحتويه من تحف ومخطوطات ونماذج معمارية تسلط الضوء على تاريخ الملوك والسلالات التي تعاقبت على حكم المغرب. من جهته، أكد محافظ المتحف علاء فشتالي، أن المتحف يمثل اليوم إحدى واجهات الثقافة المغربية الحديثة، بفضل رؤية متحفية تفاعلية توظف التقنيات البصرية والخرائط والخطاطات لتبسيط محتواه لزوار من مختلف الخلفيات. وأشار إلى أن أعمال الترميم حافظت على الأصالة المعمارية للمتحف، من زخارف الجبص والخشب إلى الزليج والحديقة الأندلسية، مع تحديث المرافق بما يتلاءم مع المعايير المتحفية الدولية. واعتبر فشتالي أن متحف البطحاء أصبح مرآة تعكس إشعاع الحضارة المغربية، وعنصرا محوريا في تعزيز العرض الثقافي والسياحي لمدينة فاس، التي تظل رمزا للعمق التاريخي والإرث الحضاري المتنوع للمملكة.