يواصل منتجو "الأفوكادو" بالمغرب تحطيم الأرقام القياسية في تصدير هذه الفاكهة المستنزفة للمياه، حيث سجل المغرب رقما قياسيا جديدا، هذا الموسم، تمثل في تجاوز حجم الصادرات 100 ألف طن. وأفاد موقع "إيست فروت" المتخصص أن المغرب، وللعام الثاني على التوالي يسجل رقما قياسيا جديدا في صادرات الأفوكادو حيث ارتفعت الشحنات من 60 ألف طن في الموسم الماضي إلى ما بين 100 ألف و110 آلاف طن هذا الموسم.
وذكر الموقع في تقرير له أن هذه هي المرة الأولى التي تتجاوز فيها صادرات الأفوكادو المغربية عتبة 100 ألف طن. وقال التقرير إن الظروف الجوية المواتية لعبت دورًا رئيسيًا، مع غياب الرياح العاتية والعواصف، أو موجات شديدة من "الشرقي"، كما تميز الموسم بحصّة كبيرة من الثمار كبيرة الحجم، مما منح الأفوكادو المغربي ميزة تنافسية. وأضاف التقرير أنه ورغم هذه النجاحات، كان الموسم مخيباً للآمال من حيث التسعير. فقد انخفض متوسط الأسعار بنسبة تراوحت بين 21% و35% عن الموسم السابق. ويُعزى هذا الانخفاض إلى وفرة الفاكهة عموماً وازدياد المنافسة بين المنتجين المغاربة. ونقل التقرير عن أحد المزارعين قوله "لا بد من القول إن الأسعار في المواسم الأخيرة كانت مرتفعة للغاية ومتميزة، وأن أسعار الموسم المنصرم تعكس السوق والمنافسة الدولية بشكل أفضل. على أي حال، تقترب مساحات الإنتاج وحجمه من نقطة التشبع، بينما يستمر الاستهلاك في الارتفاع، مما سيُحسّن الأسعار خلال المواسم القادمة". ويأتي تسجيل المغرب لأرقام قياسية في تصدير هذه الفاكهة، رغم حالة الإجهاد المائي الكبير التي يمر منها البلد، نتيجة توالي سنوات الجفاف واستنزاف الموارد المائية، سواء المتجددة أو غير المتجددة، ورغم تعالي الأصوات التي لا تفتأ تدق ناقوس الخطر، منبهة إلى أن المغرب يصدر مياهه، ويعرض الأجيال المقبلة لخطر العطش. وتعتبر الأفوكادو من الفواكه المستنزفة للمياه، وقد سبق لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ان نبهت لكون الفاكهة الخضراء من المحاصيل عالية الطلب على المياه، خاصة عند زراعتها في مناطق لا تتوفر فيها المياه بكثرة، كما هو الحال مع المغرب. كما سبق لعدة تقارير، بما فيها تقارير رسمية أن نبهت إلى استنزاف هذه الزراعات للمياه، وأوصت بمراجعة السياسة الفلاحية للمغرب. وتشير بعض التقارير إلى أن كيلوغرام واحد من الأفوكادو يحتاج إلى ما بين 1000 و2000 لتر من الماء، ما يعني أن تصدير حوالي 110 آلاف طن من الأفوكادو، صدر معه عشرات الملايين من الأمتار المكعبة من مياه المغاربة.