قالت حسناء أبو زيد البرلمانية السابقة عن حزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" إنه على بعد أشهر معدودة من الانتخابات التشريعية 12 التي تنظمها بلادنا، والرابعة بالتقويم الدستوري الأخير، تتجدد أسئلة القادم والمرتقب، متسائلة هل يمكن أن تفتح الانتخابات التشريعية المرتقبة باب الانبعاث السياسي والقيمي للأمة من داخل المؤسسات؟، وعلى أي أسس سيحجّ المصوتون إلى صناديق الاختيارات؟ وما لذي هيأته الولاية "السياسية" والمؤسساتية المشرفة على الانصرام كمعايير انتقاء لوِجهة الصوت الانتخابي؟. واعتبرت في مقال مطول على صفحتها الرسمية بفاسيبوك، أن موجهات القرار السياسي والانتخابي الشعبي لن تخرج عن تأثير ثلاثي: القفة، المونديال و اليوتوبوز، فمن جهة، ستشكل القفة المالية والعينية عامل الحسم الرئيس في اختيار قرار المشاركة أو اختيار وجهة الصوت الانتخابي، بعد استشراء الهشاشة الهيكلية كنتيجة متوقعة للإخفاقات الثقيلة التي سجلتها السياسات العمومية في جملة من القطاعات الرئيسية، الصحة، التعليم والسكن نموذجاً.
إفراغ "الدولة الاجتماعية" من مضمونها وسجلت أن هذا الوضع خلق أطيافاً سوسيو اقتصادية تُمَدد دائرة الفقر و الهشاشة أبعد من حدود المؤشرات المعتمدة رسمياً، وبذلك ستتجند قوى التمويل الانتخابي لحصد "مكتسبات " التدبير الحكومي لتحالف الأحزاب الثلاثة، وستجني "شرعيتها" الانتخابية من توسع دوائر زبناء قفة التوجيه الانتخابي، بعد إفراغ مفهوم الدولة الاجتماعية من مضامينه، و استيلاء الرأسمال الجشع على مشروع التغطية الصحية، و الانسحاب المنظم سياسياً وتشريعياً من التعليم والصحة، وضمان المنافسة الحرة وحماية القدرة المعيشية للمواطنين. وأضافت "لا أرى محفزاً شعبيا و لا سياسيا ذاتيا كان أو موضوعيا، لخروج برامج الأحزاب السياسية "الأكثر تمثيلية"، عن خطاطة "خطة" المونديال المُعَدٌةِ مُسبقاً، والتي تتحرك على الأرض في شكل مشاريع تأهيل وتطوير البنية التحتية، غير مستحضرة ٍفيما يبدو الفرص الحقيقية التي يمكن أن تجنيها بلادنا من تنظيم احتفالية عالمية من حجم كأس العالم لكرة القدم، والتي يجب أن تتجاوز فكرة التسويق الخارجي للمؤهلات المغربية على أهميتها لتقفز إلى الأهم و المستعجل و المتمثل في بناء ثقة الشباب المغربي في مصداقية الدولة و صلابة سيادة القانون و العدل، و المساواة والاستحقاق". وأكدت أبو زيد أنه لا يستقيم أن لا يُؤطّرَ ورش كأس العالم الضخم المستهلِكُ لأموال دافعي الضرائب ولثروات الوطن بمشروع تعبوي ثقافي، قيمي، فكري وسياسي متكامل، لا يُبرر فقط حجم الإنفاق من جهة و يُطمئن بشأن تحري الشفافية في تدبير هذا الورش الانفاقي الضخم، بل يُرمم ُ حضن وطن صار يضيق ذرعاً بأبنائه، بعلمائه، بمواهبه، بكفاءاته، بسياسييه، بصحفييه، بوطنييه، و يُطَبِبَ غُربة ًغائِرَةً في قلوب شباب و كهول تمتص الروح من أرواحهم و تجز رائحة الوطن من الخبز و الماء و الأرض. شعار حكومة المونديال.."سم عزاف" وأوضحت أنه لا يبدو أن النُخب المشاركة في العملية الانتخابية ستلقي بالاً لترجمة الحدث الكروي لحالة نضالية فكرية و سياسية، لتسترجع شباباً يختزل حب الوطن في حب قميص المنتخب الوطني ، و لا يخترقه النشيد الوطني إلا على أرض الملاعب، و لا تشده من قضايا وطنه إلا الترتيب والاقصائيات و ظلم حكام المباريات و الندوات الصحفية للناخبين الوطنيين عند نهاية المباريات. وتابعت " رفع شعار حكومة المونديال كعنوان عريض مبكر للانتخابات، سُمُ عُزاف في عسل مغشوش، يغوص فيه حاملوا وصولات إيداع ملفات المؤتمرات الحزبية، لبعث رسائل عمودية و أفقية ستكفيهم شر القتال، وشر التفكير و شر المبادرة، و شر التغيير، وشر مساءلة الذات، ستكفيهم هَم ٌطرح سؤال راهنية الإصلاح السياسي و المؤسساتي، و شر تقييم الاختيارات الكبرى و الاختلالات الكبرى، و سياسة الإنفاق ومردوديتها في خلق الثروة و بناء التنمية و انتاج مناصب الشغل، وضمان التعليم و التكوين و التربية على القيم الجامعة و الذود عن الأوطان". وزادت "إذا نجت فرقة ناخبة من ضغط عوامل التيئيس في قدرة الانتخابات على التغيير من داخل المؤسسات، فاختياراتها الانتخابية ستتأثر بثنائية ثقيلة تتمثل في فراغ الساحة من التأطير السياسي والمعرفي المسؤول من جهة و عجقة الفضاء العام بلايفات صناع المحتوى "اليوتوبرز" من جهة أخرى، إذ اِستحوذَ "التأطير اليوتوبرزي"- إلا في حالات معدودة على مساحات الفضاء التواصلي المفتوح دون قيد مرجعي ولا عقد فكري أو سياسي". وخلصت أنه إذا كانت مؤشرات عجز الانتخابات القادمة عن إحداث التغيير المطلوب دامغة، فإن محطة تحضير القوانين الانتخابية المؤطرة للاستشارة الانتخابية، و تفعيل تجديد النخب المنتخبة من باب محاربة الفساد الانتخابي والحزبي و فرض معايير أهلية الترشيح تضمن الكفاءة العلمية و نظافة الذمة والمسار يُمكن أن تُغير الكفة الراجحة؛ لصالح إثبات الإرادة في انبعاث مؤسساتي حق قادر على أن يُرمم ُ حضن وطن صار يضيق ذرعاً بأبنائه، بعلمائه، بمواهبه، بكفاءاته، بسياسييه، بصحفييه، بوطنييه، و يُطَبِبَ غُربة ًغائِرَةً في قلوب شباب و كهول تمتص الروح من أرواحهم و تجز رائحة الوطن من الخبز و الماء و الأرض.