الملك محمد السادس: ننتظر وتيرة أسرع لتوفير الشغل والنهوض بالصحة والتعليم    60 معتقلاً بالإعدام في المغرب.. وهيئات حقوقية تطالب بإلغاء العقوبة    بورصة الدار البيضاء تغلق على تراجع    طنجة تحتضن نقاشا إفريقيا واسعا يغذي أمل "استدامة حياة بحار القارة"    بحرية سبتة تنتشل جثة مهاجر جزائري بشاطئ "لا ريبيرا"    الاهتمام العالمي الكبير يدفع "الكاف" لتمديد فترة الاعتماد الإعلامي لكان المغرب    العدالة الاجتماعية والمجالية في خطاب الملك: استجابة استراتيجية لانتظارات الشباب المغربي    انطلاق بيع تذاكر مباراة المغرب والكونغو في الرباط    نشطاء بطنجة وتطوان يطالبون بالتحقيق في تخفيضات "مشبوهة" لمحلات بيع المواد الغذائية    تنسيقية نسائية تطالب بالتعجيل بإقرار إصلاح جذري وشامل لمدونة الأسرة    الخزينة.. توقع بلوغ حاجيات التمويل 38,4 مليار درهم بحلول متم 2025    الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو تفوز بجائزة نوبل للسلام    الاهتمام العالمي بكأس إفريقيا بالمغرب يدفع "الكاف" إلى تمديد فترة اعتماد الصحفيين    اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الثاني عشر .. بوزنيقة، 17 – 19 أكتوبر 2025 : وثيقة حول المغاربة المقيمين بالخارج    كأس العالم لأقل من 20 سنة.. المنتخب المغربي يضرب موعدا مع أمريكا في الربع النهائي    إسرائيل تنشر قائمة 250 معتقلاً للإفراج    عروض سينمائية للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب    فرقة أكنول تقدم عملها المسرحي الجديد «حلم ليلة سفر»    مناظر المغرب تُنعش نسب مشاهدة المسلسل التركي "الخليفة"    توقعات أحوال الطقس غدا السبت    مونديال الشباب: وهبي يؤكد أن مجهودات اللاعبين والتزامهم يقوي حظوظ الفوز    فعاليات مدنية تطالب بتكريم المخرج الراحل محمد إسماعيل ابن تطوان    نقابة تستنكر "التدهور المقلق" للخدمات الصحية بجهة سوس ماسة وتوجه اتهامات للوزارة    من هي ماريا كورينا ماتشادو الفائزة بنوبل للسلام؟    ترامب يقترح طرد إسبانيا من حلف شمال الأطلسي    إسرائيل تبدأ الانسحاب من أجزاء من غزة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار    مركز حقوقي يطالب الحكومة المغربية بالتدخل لإطلاق سراح معتقلي أسطول غزة    فوز زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو بجائزة نوبل للسلام 2025    متشرد ينهي حياة تلميذ بتازة    أرفود تستعد لاحتضان الدورة 14 للملتقى الدولي للتمر بالمغرب    هل تُعاقَب فجيج لأنها تحتج؟    المنتخب المغربي يعادل رقم إسبانيا وألمانيا القياسي ب 15 انتصارا متتاليا    حركة منشقة عن البوليساريو تدعو المجتمع الدولي لدعم الحكم الذاتي بالصحراء    قرار يثبّت سعر بيع "الدقيق المدعوم"    محكمة ألمانية تنظر في دعوى جماعية ضد "ميتا" بعد تسريب بيانات    بروكسل تطلب معلومات من منصات إلكترونية بشأن حماية الأطفال    زلزال عنيف بقوة 7.4 درجات يضرب جنوب الفلبين وسط تحذيرات من وقوع تسونامي    "مؤسسة منتدى أصيلة" تصدر كتابا تكريما لمحمد بن عيسى تضمن 78 شهادة عن مسار الراحل    مهرجان فيزا فور ميوزيك يكشف عن برنامج دورته الثانية عشرة    تفاصيل فرار متهم أثناء إعادة تمثيل جريمة قتل بطنجة        تواصل ارتفاع أسعار الأسماك والخضر والفواكه يزيد من إنهاك القدرة الشرائية للمغاربة    أزمة في مركز تحاقن الدم بتطوان بسبب تراجع مخزون الأكياس الحيوية    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    أشبال الأطلس يطيحون بكوريا ويتأهلون بجدارة إلى ربع نهائي المونديال            القصر الصغير.. البحر يلفظ كميات ضخمة من "الشيرا" واستنفار أمني لتتبع خيوط شبكة دولية    أطعمة شائعة لا يجب تناولها على معدة خاوية    دراسة: الجسيمات البلاستيكية الدقيقة تغير أعداد البكتيريا المعوية النافعة    لأول مرة في العالم .. زراعة كبد خنزير في جسم إنسان    الأوقاف تعلن موضوع خطبة الجمعة    رواد مسجد أنس ابن مالك يستقبلون الامام الجديد، غير متناسين الامام السابق عبد الله المجريسي    أردني من أصل فلسطيني وياباني وبريطاني يفوزون بنوبل الكيمياء    دراسة: النساء أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بسبب عوامل وراثية    عنوان وموضوع خطبة الجمعة القادمة    الجالية المسلمة بمليلية تكرم الإمام عبد السلام أردوم تقديرا لمسيرته الدعوية    وزارة الأوقاف تخصص خطبة الجمعة المقبلة: عدم القيام بالمسؤوليات على وجهها الصحيح يٌلقي بالنفس والغير في التهلكة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خمسة أيام صمت... وعبث الزمن السياسي
نشر في لكم يوم 02 - 10 - 2025


قراءة في تصريح أخنوش اليوم
تأخر غير بريء… وسؤال التوقيت السياسي

خمسة أيام كاملة انتظر فيها الشارع المغربي تصريحاً واضحاً من رئيس الحكومة، بينما كانت احتجاجات "الجيل Z" تتصاعد، وتنتقل من التعبير السلمي إلى التململ الميداني في بعض المدن.
ليس هذا تأخراً بسيطاً في التفاعل، بل اختلال في فهم الزمن السياسي والاجتماعي. فاللحظات المفصلية لا تتحمل التريث، ولا ترحم من يتأخر. وقد قلت في مقالتي الأولى حول الأحداث الموسومة: "بين رسوخ الإصلاحات وتنامي التحديات.. المغرب أمام اختبار الإنصات الاستراتيجي" ما يلي:
"الشارع المغربي اليوم لا يمر بأزمة، بل يعيش لحظة اختبار للدولة: هل تستطيع تجديد أدوات الإصغاء والتفاعل، أم ستواصل الإنصات البطيء إلى زمن متسارع؟" (الفقرة الأخيرة).
تصريح رئيس الحكومة، بهذا المعنى، لم يكن مجرد خطاب متأخر، بل كان إعلاناً ضمنياً عن فقدان الإيقاع، في مرحلة لا ترحم المراوحة.
تصريح بلا مضمون… أم بلاغ آخر مكرّر؟
ما قيل في تصريح المجلس الحكومي، إن تأكدت ملامحه، يعيد تدوير المفردات نفسها: "الإصغاء"، "تفهم المطالب"، "فتح الحوار"… لكن ماذا بعد؟
في مقالتي الثانية "بين الكلمات والإشارات.. قراءة تأملية في بلاغ الأغلبية الحكومية حول احتجاجات الجيل Z"، كتبت:
"التفاعل الحقيقي لا يُقاس بنبرة البلاغ، بل بقدرته على فتح أوراش مراجعة عميقة… الإنصات المطلوب هنا ليس ظرفياً لتخفيف الاحتقان، بل خيار استراتيجي لإعادة تشكيل العلاقة بين الدولة والمجتمع." (الفقرة الثانية من المقطع: "من الإنصات إلى الفعل").
اليوم، يبدو أن هذا البلاغ لم يُستوعب، وأن رئيس الحكومة قدّم نسخة أخرى منه، فقط بلغة أكثر رسمية، وفي وقت أكثر هشاشة.
الغياب الصادم للنقد الذاتي والمؤسساتي
اللافت أن رئيس الحكومة لم يتحدث – على الأقل مما تسرب – عن المؤسسات السياسية، ولا عن أزمة الوساطة، ولا حتى عن الجمود الحزبي الذي جعل الشارع هو المساحة الوحيدة للتعبير.
في المقال الثاني، توقفت بدقة عند هذه النقطة حين كتبت:
"بين كل ما قيل في البلاغ، غاب كلياً أي تقييم للوضع الحزبي… وهذا الغياب مقلق لأنه يؤكد ما يراه كثيرون: أن المشهد الحزبي يعيش أزمة تمثيلية بنيوية." (الفقرة: "ماذا عن الأحزاب؟").
كان بإمكان رئيس الحكومة أن يفتح لحظة صدق سياسي، لكنه اختار، مرة أخرى، طريق "البلاغات المطمئنة دون مبادرات مسؤولة".
الملكية ليست بديلاً عن السياسة
قلتها وأكررها: رغم الأهمية الحيوية للمرجعية الملكية في التأطير وضمان الاستقرار، فإن التمادي في تحميل المؤسسة الملكية وحدها مسؤولية التفاعل السياسي، هو خطر كبير على النموذج المؤسساتي المغربي.
وقد نبهت إلى هذا بوضوح في مقالي الثالث الموسوم: "نهاية دورة سياسية كاملة.. جيل جديد يطالب بالتغيير، ونظام حكامة مطالب بإعادة ابتكار نفسه"، حين كتبت:
"حين تُصبح كل الإجابات مرهونة حصرياً بالخطاب الملكي، تُطرح إشكالية غياب المبادرة السياسية لدى الفاعلين المنتخبين." (الفقرة: "المؤسسة الملكية… ليست بديلاً عن الفعل السياسي").
تصريح رئيس الحكومة، إذ لم يتضمن أي مبادرة مستقلة أو تعاقدية مع الشارع، أكد هذه المفارقة: دستورياً مسؤول، فعلياً غائب.
لحظة الحقيقة: لم يعد الإنصات كافياً
في ضوء كل هذا، يظهر أن تصريح رئيس الحكومة لم يفتح أفقاً جديداً، ولم يُجب عن الأسئلة الجوهرية:
هل ستُتخذ قرارات اجتماعية عاجلة؟
هل ستُفتح قنوات تواصل فعلية مع الشباب دون وسائط تقليدية؟
هل هناك رغبة في مراجعة النظام الحزبي قبل 2026؟
كل ما قُدِّم لا يرقى إلى مستوى الحدث، بل يزيد من ترسيخ صورة حكومة تدير الأزمة لا تحلّها، وتتلقى الرسائل بدل أن تصنعها.
وفي مقالي الثالث، وضعت إصبعي على الجرح حين قلت:
"كل يوم تأخير يُخصم من رصيد الدولة وليس فقط من رصيد الحكومة." (الفقرة: "الحكومة في وضع الانتظار").
ختاماً: من أجل تحول مسؤول – توصيات للدولة
المغرب اليوم ليس فقط أمام حراك شبابي، بل أمام نقطة انعطاف تاريخية. وتجاوز الأزمة لا يكون بالتصريحات، بل بقرارات جريئة. وفيما يلي خمس توصيات عملية يجب على الدولة، لا الحكومة وحدها، أن تضعها موضع التنفيذ:
إعلان حالة استنفار اجتماعي مؤسساتي
ليس أمنياً، بل اجتماعياً، بتخصيص ميزانيات عاجلة للقطاعات الثلاثة: الصحة، التعليم، الحماية الاجتماعية، مع إعلان آجال محددة للنتائج الميدانية.
إطلاق حوار وطني مباشر مع "الجيل Z"
خارج القنوات الحزبية أو النقابية المتآكلة، مع توفير منصات رقمية وميدانية مؤطرة، تُصغي، تناقش، وتُقرّر بتشاركية.
إعادة هيكلة مؤسسات الوساطة
من خلال مراجعة عميقة لأدوار ومسؤوليات المجالس الاستشارية، والهيئات الدستورية، والأحزاب السياسية، وربطها بمؤشرات أداء واضحة.
تسريع الإصلاحات المؤسساتية
لا سيما المتعلقة ب: العدالة المجالية، تفعيل النموذج التنموي الجديد، إصلاح النظام الجبائي المحلي، وتقوية شفافية القرار العمومي.
دراسة خيار انتخابات سابقة لأوانها
كخطوة لإعادة تجديد الثقة، وتجاوز الوجوه المتجاوزة، وإعطاء إشارات واضحة بأن المشهد السياسي ليس جامداً، بل قادر على التجدد.
وأخيراً…
أقولها بوضوح: الحكومة سقطت سياسياً وباتت منتهية الصلاحية. وإن لم تتحرك الدولة في الزمن الاجتماعي، ستخسر نقاطاً هي الأخرى في الزمن السياسي.
هذا الجيل الجديد – كما قلت في مقالي الثالث – لا يطلب المستحيل، بل يطلب شيئاً واحداً:
"أن يُعامَل كمواطن فاعل، لا كأزمة مؤقتة."
فلنمنحه ذلك، فربما تكون هذه اللحظة فرصة حقيقية لا لإخماد الغضب، بل لبناء تعاقد جديد يُنهي منطق التدبير بالأزمات، ويُطلق زمناً سياسياً يليق بمغرب شبابه هو رافعة التغيير، لا مجرد صدى له.
على الهامش
"حين يُقصى الشباب من المشاركة، يُعاد إدخالهم عبر الاحتجاج." – مقولة شهيرة مجهولة المصدر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.