06 يناير, 2017 - 10:34:00 احتضنت قاعة "رونيصانص" بالرباط، مساء أمس الخميس 05 يناير الجاري، عرضا لفيلم "البريء"، أول فيلم طويل للمخرج الشاب فهد لشهب، وذلك بحضور نخبة من الممثلين والمخرجين وعشاق الفن السابع. ويقدم لشهب، وهو أيضا كاتب سيناريو، الفيلم الذي تبلغ مدته 82 دقيقة، عملا ذا طابع اجتماعي وتربوي من خلال معاناة نفسية اجتماعية لطفل. فالفيلم، الذي أنتجه محمد بوشعيبي ويوزعه في القاعات المغربية نجيب بنكيران، يحكي قصة أمين، الطفل ذي 13 سنة، المفرط في الحركة الذي يجني معدلات ضعيفة في المدرسة، تجعله عنيفا أكثر تجاه محيطه. تبادر أم الطفل من خلال استشارة طبيب نفسي إلى محاولة تصحيح مساره في مواجهة أب متعنت يجمع بين القسوة تجاه الابن والخيانة والتسلط تجاه الزوجة. ومن المفارقة أن الطفل الذي ينمو في أسرة ميسورة لأم طبيبة وأب مهندس معماري، لا ينعم بمحيط إيجابي يحتضن شغبه ويتفهم حاجياته. يشخص الطبيب حالة أمين بأنها حالة فرط الحركة واضطراب الانتباه، تستوجب العلاج بالعقاقير، التي يعتبرها الوالد "مخدرا" لا يوافق عليه. أما أمين فهو مستعد لتتبع العلاج من أجل تحقيق هدفه الذي أصبح مؤمنا به: النجاح في المدرسة وتجاوز وضعه السيء. يجسد الأدوار الرئيسية للفيلم الذي استفاد من دعم المركز السينمائي المغربي، فريد الركراكي في دور الأب (عمر)، ونرجس الحلاق في دور الأم (غيثة)، وعبد الرحمن عطار الذي يتقمص دور الطفل أمين وغيرهم. وكان الفيلم، الذي تم تصويره في مدينتي الرباط والقنيطرة ومحيطهما، قد قدم يوم 21 دجنبر الماضي في عرض ما قبل الأول بالقنيطرة، في إطار أربعاء السينما الذي ينظمه النادي السينمائي بالمدينة. وإذا كان الفيلم يكرس الحضور الجيد للممثلين المعروفين فريد الركراكي ونرجس الحلاق في المشهد السينمائي المغربي، فإنه قدم مفاجأة محمودة تمثلت في الأداء الملفت للطفل عبد الرحمان عطار الذي أعطى للدور كامل عمقه النفسي ومعاناته النفسية. ويقدم الفيلم للسينما المغربية رافدا جديدا للمستقبل من خلال فهد لشهب الذي ينضم إلى جيل جديد من صناع الأفلام. وهو من مواليد 1988، وبعد تجارب محلية كمتدرب أو مساعد مخرج، تابع دراسته وتخرج من مدرسة السينما والتلفزيون والسمعي البصري بمدريد.