بقلم : فرتوتي عبدالسلام عندما كنت تتكلم كنت تقول بعض الكلمات المفرغة من معناها ، و لم يتضح كنه هذه الأشياء ، و كان لابد من الاتجاه . و كان لابد من الاتجاه الى الطريق الآخر من هذه العملية و كنت انتظر في انتظار أن أفهم جيدا . و كان علي أن أقيم الدليل من جديد على أني معك في كل لحظة و على أني أسير متماسكا الى النهاية . سمعتك تتكلم هذا اليوم ، و كدت أن تقول بعض الكلمات ، ففي كل مرة كانت الأمور تسير بطريقة عادية ، و كان يتعين علي أن أمضي هنا الى أن أنتظر الذي قد يأتي ، و الى أن أنتظر بداية جديدة لهذا الموضوع الذي نتكلم فيه. فأنت هنا على نفس الطريق و تواصل الطريق في هدوء تام . و ها أنت الآن تعزف على نفس اللحن و تقول لي بعض الكلمات العادية ، و في كل مرة يتبين لي أن الأمور تسير سيرها العادي ، في انتظار كلمات معبرة ، تكون اقوى ، و يكون لها بعض اللمعان . انها اللحظة التي نتكلم عنها بالذات . سألتك أيها النسيم أن ترحم هذه الحال ، و أردت أن تكون طائرا هنا و تحمل كل الأشواق و كل الحلم ، و أن لا يبقى معك الا لحظات قصيرة نسير فيها في اتجاه رؤية واضحة للأمور ، و أن يكون معنا مزيد من الوقت للحظات أخرى . أسمعك في هدوء ، و أحاول فهم ما تقول ، فأنت هنا بالقرب من هذا الذي ظهر جليا للعيان ، كل الأمور كانت عادية ، و أنت كنت على نفس المسافة مني . لم أقل شيئا ، و لم يتبين لي مزيد من الوضوح فيما أشكل علينا . كان لابد من الاستمرار على نفس الطريق و على نفس النهج أحيانا .