تقرير الناشط الحراكي عبد المجيد العموري المقيم بفرانكفوبت الالمانية من عين المكان حول مظاهرة بروكسيل شهدت العاصمة الأوروبية بروكسيل يوم أمس السبت 16 فبراير 2019 إحدى أضخم المظاهرات الداعمة للحراك الشعبي بالريف والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين . حيث حج آلاف من نشطاء الحراك والمتعاطفين من كل مناطق القارة العجوز إلى بروكسيل للمساهمة في إنجاح هذه المسيرة ، التي جاءت استجابة لنداء كان قد وجهه معتقلي الحراك الشعبي من خلف قضبان السجون المغربية . وعن الأهداف التي يتوخى المشاركون تحقيقها من خلال هذا الشكل النضالي غير المسبوق من حيث الزخم الجماهيري والمشاركة الواسعة لكل أطياف المجتمع الريفي بالدياسبورا ، صرحت لنا الناشطة والإعلامية "كريمة ازحاف" والتي قدمت من العاصمة الألمانية برلين خصيصا للمشاركة ؛ أن الهدف الأساسي هو إعادة الحراك إلى سكته الصحيحة ، والجماهير الشعبية إلى الميدان وتوحيد شمل كل الداعمين لقضية الحراك العادلة كيفما كانت توجهاتهم السياسية وقناعاتهم الفكرية . أما الأستاذ "سعيد العمراني" أحد منظمي المسيرة والناشط الحقوقي والإعلامي المقيم ببروكسيل فقد صرح بأن الأولوية في الوقت الراهن هي إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين دون قيد أو شرط ، وتوجيه رسالة واضحة مفادها أن المعركة واحدة و موحدة بين الداخل و الخارج . من جانبه ركز الفنان "أحمد أقيعان" الذي قدم رفقة العديد من نشطاء لجنة مدريد لدعم الحراك الشعبي ؛ على بعدي الوحدة والاستمرارية كثابتين اساسيين لكسب المعركة ، والإبقاء على شعلة الحراك ملتهبة في ظروف المخاض هاته التي يمر بها ، مضيفا أن شكل اليوم هو دليل آخر على نجاح جهود ومحاولات التنسيق على المستوى الأوروبي بالرغم من كل الهجمات ومحاولات التخريب من الداخل . نفس الرأي عبر عنه زميله الناشط الحراكي بالعاصمة الإسبانية مدريد ، السيد "سعيد الفارسي" والذي أضاف أن التحدي المقبل هو الانتقال من التنسيق المشترك إلى العمل المنظم والمسؤول في إطار تنظيم اوروبي شامل لكل الأطياف الديموقراطية الداعمة للحراك الشعبي . أما الأستاذ "مصطفى الدراوي " الناشط بفرنسا ، فقد صرح أن مثل هذه "الأشكال المركزية" تلعب دورا تواصليا- لا يمكن الاستهانة به - بين نشطاء الحراك بالدياسبورا ، ومناسبة مهمة لتعميق النقاش حول الأسئلة المركزية الآنية . من جانبه عبر السيد "محمد أكريم" أحد مؤسسي لجنة فرانكفورت لدعم الحراك الشعبي بالريف ، والناشط الحراكي المعروف أن الرسالة المركزية لشكل اليوم هي ما سماه بإظهار "الارتباط العضوي" بين الدياسبورا ومعتقلي الحراك وعموم أهلنا بالريف على حد تعبيره . وقد انطلقت المسيرة حوالي الساعة الثانية بعد الزوال ، من ساحة "ترون" (العرش) ، لتجوب على مسافة كيلومتر ونصف ، أهم شوارع وازقة الحي الأوروبي وسط العاصمة البلجيكية ، حيث مقرات ومكاتب أهم مؤسسات الإتحاد الأوروبي الرسمية ، في جو من التنظيم المحكم والسلس ، الذي ساهم فيه متطوعون من كل المدن الأوروبية إلى جانب أفراد من الشرطة البلجيكية التي تكلفت بافساح وتأمين مسار المظاهرة . وحسب مصادر من اللجنة المنظمة فقد فاق عدد المشاركين عتبة العشرة آلاف، قدموا من دول أوروبية مختلفة : إسبانيا، فرنسا ، ألمانيا، سويسرا ، هولندا، الدانمارك، سويسرا ودول أخرى. وقد تميزت المسيرة بمشاركة بعض النواب الأوروبيين المتعاطفين مع قضية الحراك الشعبي بالريف ، على رأسهم النائبة الهولندية المعروفة السيدة "كاتي بيري" والتي ألقت كلمة بالمناسبة أكدت فيها على عدالة القضية ، و نوهت بصمود النشطاء والمشاركين ودعتهم إلى الاستمرار في جهود الدعم والمساندة إلى حين تحقيق جميع المطالب ، وعلى رأسها إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين. كما أضفى حضور السيد "أحمد الزفزافي" وحرمه السيدة "زليخة" طابعا رمزيا إيجابيا كان له أثر طيب على جل المشاركين ، الذين تزاحموا للتحية والتعبير عن مساندتهم لوالدي المعتقل السياسي ناصر الزفزافي . وتجدر الإشارة كذلك إلى الحضور للوجه الحراكي المتميز ، والمعتقلة السياسية السابقة ، الفنانة "سيليا الزياني" التي تحملت عناء السفر من الريف للمشاركة في هذا الحدث المتميز ، وقد تم تكليفها بإلقاء كلمة بإسم المعتقلين السياسيين من فوق المنصة التي تم تجهيزها في ساحة "شومان" قبالة مقر المفوضية الاوروبية (الجهاز التنفيذي للاتحاد الأوروبي ) مكان انتهاء المسيرة . وقد خلفت المسيرة انطباعا إيجابيا، سواء لدى البلجيكيين أو السياح الذين تصادف وجودهم هناك ، أو لدى الشرطة البلجيكية التي أشادت بالتنظيم المحكم للنشطاء ، أو لدى النشطاء والمشاركين أنفسهم حيث عبر "الدكتور جمال الخطابي " المنسق العام للفيديرالية الفرنسية مباشرة بعد انتهاء المسيرة في تدوينة نشرها على حائطه الفايسبوكي ، عن رمزية هذا اليوم الاستثنائي بقوله : "اعلان 16 فبراير من كل سنة يوما وطنيا للريف"