قال فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إن المغرب لم ينتظر حدثًا رياضيًا ليبدأ مسيرة التنمية، مؤكدا أن تنظيم كأس إفريقيا هو حلقة في مسارٍ تنموي شامل يقوده جلالة الملك منذ أكثر من عقدين، ومشيرا إلى أن المملكة مستعدة تنظيمًا، وبنيةً تحتية، ورؤيةً تليق بصورة المغرب في القارة والعالم. وتابع لقجع في حوار له مع منصة « سكاي نيوز »، ضمن برنامج هجمة مرتدة، « تتويجات المنتخبات الوطنية ليس صدفة، بل ثمرة رؤيةٍ استراتيجية أطلقها الملك محمد السادس منذ عام 2008، عندما وجه رسالة إلى المناظرة الوطنية حول الرياضة، حملت خارطة طريق شاملة لتطوير البنية التحتية والحوكمة الرياضية في البلاد. » وأردف لقجع، « التحول الحقيقي بدأ عام 2009 مع تدشين أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي أصبحت اليوم المشتل الحقيقي للمواهب المغربية، ومنها خرجت أسماء تألقت في مونديال قطر مثل أوناحي وأكد وتغناوتي. » وأوضح أن الأكاديمية تمثل « نقطة التحول الكبرى في تاريخ الكرة المغربية، لأنها تجسّد فلسفة الاحتراف والبناء العلمي، وتضع اللاعب المغربي في بيئةٍ توازي أفضل المعايير العالمية. » وفي حديثه عن سرّ نجاح المدربين المغاربة، خلال برنامج هجمة مرتدة، شدد لقجع على أن « الرهان على الكفاءات المحلية لم يكن مغامرة، بل قناعة استراتيجية »، مضيفًا، « المدرب المغربي اليوم يقود كل فئات المنتخبات الوطنية من الشباب إلى الكبار. من وليد الركراكي إلى طارق السكتيوي، وصولًا إلى نبيل باها، جميعهم أبناء هذا المشروع الوطني. » وأشار إلى أن « أكاديمية محمد السادس لم تخرّج لاعبين فقط، بل أيضًا مدربين، محللين، وأطقمًا فنية متكاملة تعمل بتناغم داخل مركز محمد السادس لكرة القدم الذي دُشّن عام 2019 ويُعدّ من الأفضل عالميًا. » وحول استدامة هذه النجاحات، قال لقجع: « ما تحقق اليوم ليس طفرة مؤقتة، بل بداية لمسار طويل يجعل من المغرب قوةً كروية قارية وعالمية. في السنوات الأخيرة، خضنا 29 نهائيًا على مستوى الأندية والمنتخبات، فزنا ب25 منها وخسرنا 4 فقط. هذه النتائج ليست صدفة، بل نتاج عملٍ مؤسساتي واضح الأهداف. » وأكد أن « الرؤية الملكية جعلت من الرياضة رافعةً للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وجعلت من كرة القدم عاملًا أساسيًا لإدماج الشباب في المجتمع وبناء روح المواطنة والتميز. » لقجع أوضح أن المنتخب المغربي الأول اليوم يضمّ لاعبين من فئاتٍ عمرية تدرجت داخل المنظومة نفسها، موضحا، « جيل يسلم جيل.. هذا هو شعارنا. كل الفئات تعمل وفق فلسفة واحدة داخل مركز محمد السادس، من منتخب تحت 17 إلى الأولمبي وحتى المنتخب الأول. المنظومة متكاملة، وكل لاعب يعرف مساره قبل أن يصل إلى القمة. » وأضاف أن « العمل القاعدي في الأكاديميات والأندية أصبح جزءًا من ثقافة كروية جديدة، تعتمد على التخطيط والتدرّج وليس على الصدفة أو الحماس اللحظي. »