العنف الرياضي ظاهرة مست ولازالت تمس المسابقات الرياضية، باعثها التنافس المحموم بين فريقين متباريين على أرضية الملعب. ويتنوع شكله بين اللفظي والمعنوي والجسدي، لذلك فقد استأثر باهتمام الجامعات الرياضية، التي نصت في قوانينها العامة على جزاءات قاسية ضد مثيري الشغب المخلين بالنظام العام. عرف ملعب أشرف حكيمي بمدينة القصر الكبير يوم الأحد : 01 يونيو مباراة في كرة القدم جمعت بين فريقي: امزورن والفنيدق مباراة حاسمة تدخل في إطار مقابلة السد للصعود للقسم الوطني التاني هواة ، وقد عرف اللقاء حضور جماهير من كلا الطرفين ، هذه المقابلة إنتهت بأحداث أليمة تمثلت في تخريب المنشآت الرياضية وشغب وتبادل العنف بين جمهور الفريقين، حيث استطاعت جماهير الفريقين الدخول إلى ارضية الملعب في غياب الترتيبات الأمنية اللازمة، وأظهروا سلوكا عنيفا من قبيل العنصرية والشغب ، وبعض الأعمال التي تمس هوية الفريق الآخر ، حيث عرف البروتوكول الأمني بالملعب تغرات غير مسؤولة بعدم تعزيز الحصيص الأمني المكلف بتحصين المنشآت وجميع النقط الأمنية بالمدرجات وجنبات رقعة الميدان وأبواب الدخول، وكذا منع تسلق حائط الملعب والاسلاك المحيطة به، مع عدم التركيز على المجهود الأمني داخل الملعب والأحياء المجاورة والمنشآت وكل الممتلكات العامة والخاصة. إن ظاهرة شغب الملاعب تضر بشكل مباشر بصورة الرياضة وتخرجها عن أهدافها الحقيقية، وتصبح معها الملاعب وعاءا لتفريغ المشاكل اليومية عبر افعال تتسم بالعنف المخطط له ، وبالتامل في مظاهر هذه السلوكات الانحرافية الخطرة يتبين لنا إنهيار وغياب تام للمرجعيات والقيم الاجتماعية، الشيء الذي يتولد عنه خلل مجتمعي يزيد من حدة هذه الانحرافات التي قد تتخذ صورة عصيان مدني. ينبغي على القائم على العمل النظامي الأمني الخاص بالتظاهرة الرياضية بمفوضية الشرطة بمدينة القصر الكبير أن يعتبر شغب الملاعب شكلا من أشكال الجريمة الخطيرة وإعطائها الأهمية التي تستحقها عن طريق وضع بروتوكول أمني فعال ، إيجابي ومدروس من جميع الزوايا ضمن أدوار ومنظومة مسؤولة.