العرائش أنفو العرائش – من قلب المعاناة، تنبع الصرخات بحثًا عن كرامة العيش وحق المواطن في بيئة سليمة. في زاوية منسية من المدينة، وتحديدًا بحي المحيط، تتفاقم معاناة الساكنة يومًا بعد يوم، وسط غياب تام للمسؤولين المحليين وتجاهل مزمن لمطالب الساكنة التي لم تعد تحتمل مزيدًا من الانتظار. بنية تحتية متهالكة، طرق محفّرة ومليئة بالحفر والمستنقعات، تجعل التنقل اليومي أشبه برحلة محفوفة بالمخاطر. ويُجمع سكان الحي على أن الوضع أصبح لا يُطاق، حيث لم تعرف المنطقة أي تدخل يُذكر من الجهات المعنية رغم الشكايات المتكررة والمناشدات المتواصلة. الإنارة العمومية بدورها لا تليق بمكان يُفترض أن يكون جزءًا من نسيج حضري حديث. فمع حلول الليل، يتحول الحي إلى فضاء موحش، يشجع على الانحراف والجريمة، ويزيد من معاناة الأسر التي تضطر للسير في الظلام بين الأزقة المهترئة. أما المرافق العمومية، فهي ببساطة منعدمة. لا ملاعب، ولا مراكز ثقافية، ولا فضاءات خضراء، ما يجعل الحي شبه معزول عن برامج التنمية المحلية. أطفال الحي يُحرمون من أبسط حقوقهم في اللعب والتعلم خارج أسوار المدرسة، والشباب يرزحون تحت وطأة البطالة والفراغ القاتل. الوجه الأخطر للمأساة، حسب تصريحات العديد من السكان، يتمثل في امتناع عدد كبير من سائقي سيارات الأجرة عن التوجه نحو الحي. السبب؟ الحالة الكارثية للطرقات التي تتسبب في أعطاب متكررة لسياراتهم، وتكبدهم خسائر مادية. هذه الوضعية تزيد من عزلة الساكنة، خاصة النساء، كبار السن، والمرضى، الذين يجدون صعوبة في الوصول إلى المستشفى أو قضاء حوائجهم اليومية. أمام كل هذا، المجلس الجماعي في غياب تام، وكأن الحي لا يدخل ضمن خريطة التهيئة أو حتى الاهتمام. مطالب السكان بسيطة: تعبيد الطرق، تقوية الإنارة، توفير مرافق عمومية تليق بمواطن القرن الواحد والعشرين، وإعادة الاعتبار للمنطقة. فهل من مجيب؟ أم أن حي المحيط سيبقى شاهدًا على سياسة الإقصاء والتهميش، في زمن تُرفع فيه شعارات العدالة المجالية والتنمية المستدامة؟.