على الرغم من تحقيق أسود الأطلس لانتصارين وديين أمام تونس والبنين، لم تمر فترة المعسكر الأخير دون إثارة علامات استفهام داخل دهاليز الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. فبعيداً عن لغة الأرقام، ارتأت الإدارة التقنية فتح نقاش عميق حول مستوى الأداء، ما دفع رئيس الجامعة، فوزي لقجع، إلى برمجة اجتماع خاص مع الناخب الوطني وليد الركراكي لتقييم ما وراء النتائج. مصادر مطلعة على كواليس الطاقم التقني أوضحت أن هذا الاجتماع لن يكون مجرد تمرين بروتوكولي لاستعراض النتائج، بل سيكون مناسبة لتقييم شامل للمنظومة الفنية للمنتخب. الركراكي سيكون مطالباً بتقديم تقرير مفصل يرصد فيه مؤشرات الانسجام بين الخطوط، مردودية اللاعبين الجدد، فعالية التبديلات، وكذا مجمل الرؤية التكتيكية المعتمدة في المباراتين. الجمهور الكروي المغربي، وعلى الرغم من ارتياحه للنتائج، لم يُخفِ قلقه من مستوى الأداء، حيث طُرحت تساؤلات حول النجاعة الهجومية والبطء في الارتدادين الدفاعي والهجومي. هذه الملاحظات التقنية، التي تبناها أيضاً عدد من المحللين، اعتُبرت إنذارات مبكرة يجب التعامل معها بجدية، خاصة مع اقتراب المواعيد الرسمية الكبرى. بفضل الانتصارين، قفز المنتخب المغربي إلى المركز ال11 في التصنيف العالمي الأخير للفيفا، متجاوزاً منتخبات عريقة أبرزها ألمانيا، ورغم أهمية هذا الإنجاز الرمزي، إلا أنه لم يُسكت التساؤلات حول مدى استعداد "الأسود" للحفاظ على مستوى تنافسي عالٍ، خصوصاً قبيل كأس إفريقيا 2025 التي سيستضيفها المغرب. الاجتماع المرتقب بين لقجع والركراكي قد يشكل نقطة تحول في مقاربة الطاقم التقني لتحضيرات المنتخب، خاصة في ما يتعلق بالبحث عن توليفة متوازنة وفعالة، قادرة على إقناع الجماهير، وتلبية سقف التطلعات المرتفع الذي فرضه الأداء التاريخي في مونديال قطر، فالفوز وحده لم يعد كافياً، ما يُطلب اليوم هو أداء يقنع، منظومة تُطمئن، وتخطيط يُقرب الحلم الإفريقي أكثر من أي وقت مضى.