العرائش أنفو في مثل هذا اليوم لم تشرق الشمس كما كانت تفعل كل صباح بل انشقت عن ضوء جديد ولد لا من رحم الزمن بل من رحم قلبي اسمه محمد طه ولم يكن الاسم اختيارًا بل كان وعدًا قديمًا يسري في دمي كان قدرًا حنونًا تشكّل طفلًا ومضى يحبو نحو قلبي قبل أن يحبو على الأرض محمد طه ليس ابنًا فحسب إنه معنى معنى أن يولد فيك شيء لا يموت وأن تنظر إلى الأيام بعين أخرى بعيونه هو أن تسمع ضحكته فتعرف أن الضحك صلاة وأن لمسته ترميم لما انكسر فيك من العالم ما بين أول صرخة له وأول كلمة وأول خطوة كانت حياتي تمشي من جديد كنت أتعلم من عينيه معنى أن أكون أبًا وأستعيد طفولتي على هيئة رائحة حليب أو لعبة مكسورة أو دمية نامت بجانبه محمد طه حين أناديك أنادي النور الذي يمشي على قدمين أنادي رغبتي في البقاء أنادي حبًا أكبر من اللغة وأصدق من القصيدة كل سنة وأنت تكبر بي وأنا أنمو بك كل سنة وأنت المعنى الذي أردده سرًا حين لا يسمعني أحد كل سنة وأنت ابني ويا لها من نعمة زبدة القول شعرًا: محمد طه يا ولدي ويا عمري كأنك حين جئت تخلّق الفجر من حضنك وقال النور: هذا أمري رأيتك فارتوى وجعي وغاب الحزن في صدري فكل الناس أبناء وأنت لحني في الدهرِ وإن سألوك ما العيد؟ فقل ميلاد طه في عمري