بقلم عبد الحميد بريري لعبت العرائش أدوارا طلائعية في تنشيط العلاقات الدبوماسية بالمغرب ، خاصة بعد احتلال سبتةوطنجة في القرن السادس عشر ، وعندما نقول الدبلوماسية بمفهومها الحديث نعني بها تلك العلاقات الحديثة القائمة على المصالح التي نشأت بين الدول في عصر النهضة الأوربية وأول سفير أوربي سمي بهذا الاسم هو الفرنسي بيرنار غيوم الذي نزل بالعرائش سنة 1578 كسفير من الدولة الفرنسية وكطبيب لعلاج عبد المالك السعدي من مرض الطاعون ، وكانت هذه السفارة امتدادا للبعتة الفرنسية التي جاءت خلال حكم الدولة الوطاسية أوائل ثلاثينيات القرن السادس عشر لربط علاقات اقتصادية مع المغرب ، فلا غرابة أن نجد العرائش تحتضن في القرون المتأخرة قناصل من ألمانيا وفرنسا واسبانيا ويفضل السكن فيها شخصيات حاكمة او دبلوماسية كالأميرة الفرنسية الدوقة دوكيسا والتي كانت تملك الفندق الذي لازال يحمل اسمها ويتداول بين سكان المدينة والذي يحمل اليوم اسم فندق الرياض ، والسفير السويدي والذي أبى إلا أن يسكن في هذه المدينة وبعد استفساري له عن سبب اختياره مدينة العرائش بدل الرباط التي كان سفيرا فيها لدولته قال لي بالحرف "إني أحب مدينة العرائشّ" واعتنق الإسلام بها ودفن بمقبرة لا منانة . وقد شهد بذلك الدبلوماسي المغربي والمؤرخ عبد الهادي التازي في كتابه التاريخ الديبلوماسي للمغرب وقد كان هذا العلم ينبهر بالتاريخ الدبلوماسي لهذه المدينة والأدوار الطلائعية التي لعبتها في إنجاح العلاقات الدبلوماسية للمغرب بعد أن انتقلت الى مدينة طنجة بصفة نهائية بعد تحرير مدينة طنجة من التبعية الانجليزية في عهد المولى إسماعيل ثمانيات القرن السابع عشر يقول عبد التازي أن موقع طنجة الأزلي "أحجب أهمية الثغرين تطوانوالعرائش لتصبح العاصمة الدبلوماسية للمغرب ، هذا لايعني أن العرائش لم تساهم فيما بعد في علاقات المغرب الدولية ، اذ لعب علي بن بوسلهام أزطوط العرائشي كمفاوض مع الأجانب لسلطان المغرب آنذاك في القرن التاسع عشر . هذا جانب من جوانب تاريخ مدينة العرائش الدبلوماسي نتمنى مستقبل أن نطلع القراء على تفاصيله والجوانب الخفية فيه.