أشارت عدة تقارير صحفية، إلى وجود مؤشرات على بداية تعافي السياحة التونسية بعد أن تضررت كثيرا منذ قيام "ثورة الياسمين" التي أطاحت بنظام الرئيس السابق، زين العابدين بنعلي أواخر سنة 2010. وحسب أرقام الديوان الوطني التونسي للسياحة، فقد دخل على الأقل حوالي "2,6 مليون سائح البلاد خلال النصف الأول من سنة 2013، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 4.8 مقارنة بالسنة الماضية". وارتفعت كذلك عائدات السياحة خلال هذه الفترة بنسبة 0,2 بالمئة مقارنة بنفس الفترة السنة الماضية حيث بلغت العائدات 1,3 مليون دينار. وعبر عدد من العاملين في المجال السياحي عن ارتياحهم للأرقام المعلنة، معتبرين أن هناك مؤشرات على بداية تعافي السياحة التونسية، وهو الأمر الذي طالما تم انتظاره. وتمنى عدد من المشتغلين بالقطاع أيضا، أن يستمر هذا المؤشر في منحى تصاعدي، مؤكدين أن استقرار البلاد سيضمن تحقيق السياحة التونسية لقفزة جيدة. وكان وزير السياحة التونسي، جمال قمرة ،قد أعلن عن إطلاق مخطط سياحي جديد يعتمد على تنمية "وجهات سياحية جديدة والانفتاح على أسواق جديدة كالسوق الإيراني والسوق الخليجي والدول الأسيوية مع الاحتفاظ بالتركيز على السوق التقليدية المتمثلة في السوق الأوروبية". وسبق للوزير التونسي، أن صرح لإذاعة "موزاييك إف إم" أن المخطط يهدف كذلك إلى إحداث تغيير في الأولويات على مستوى تنظيم القطاع السياحي، وكذا إلى "تنويع المنتج السياحي واستعمال تكنولوجيات حديثة في مجال التسويق". وسجلت هذه السنة كذلك عودة السياحة الجزائرية إلى تونس، بعد أن تراجعت بنسبة كبيرة وصلت 28 بالمئة بسبب الاضطرابات المتتالية التي عرفتها البلاد ، مما دفع وزير السياحة التونسي جمال قمرة إلى الالتقاء بعدد من الصحفيين الجزائريين والعاملين في القطاع السياحي، لطمأنة السياح الجزائريين على استقرار الوضع الأمني بتونس. غير أن العديدين يحذرون من أن ازدياد حدة المظاهرات، قد يهدد التعافي الذي شهده القطاع السياحي في تونس، مؤكدين أن الوضع في البلاد "ما يزال هشا".