اطلع وفد من الصحفيين العرب٬ اليوم الأربعاء بالرباط٬ على الملامح الجديدة للنظام السياسي المغربي إثر المصادقة على الدستور الجديد في يوليوز2011 ٬ وذلك من خلال عرض قدمه الأستاذ الجامعي وعضو لجنة مراجعة الدستور عبد الله ساعف. وأبرز ساعف٬ خلال هذا اللقاء٬ الذي نظمته وكالة الأنباء المغربية ،بمناسبة الزيارة التي يقوم بها هذا الوفد المكون من 18 صحفيا يمثلون عددا من الصحف العربية٬ التوجهات الديمقراطية "الحقيقية" التي حفل بها الدستور الجديد. ورصد ساعف٬ في هذا السياق٬ التمييز الجديد بين الصلاحيات الاستراتيجية المخولة للملك٬ وصلاحيات الحكومة المتمثلة في تدبير السياسات العمومية٬ وهو التمييز الذي تضمن تفعيله٬ على الخصوص٬ التوجهات الديمقراطية للملك التي يمكن أن "تجعل الأمور تتقدم بأسرع مما نتصور لنحت البناء الديمقراطي". وشدد الأستاذ ساعف على الدور الذي يجب أن يضطلع به رئيس الحكومة في تكريس هذا التمييز٬ من خلال ممارسة حقيقية لصلاحياته٬ مشيرا٬ في الوقت ذاته٬ إلى أن سيرورة تنزيل الدستور ما تزال مفتوحة حيث يتعين إصدار القوانين التنظيمية المكملة للبناء الدستوري. وأشار ساعف إلى إصدار البرلمان للقانون التنظيمي المتعلق بالتعيين في المناصب العليا٬ والذي تم بموجبه تقليص مهم لعدد المناصب المخول للمجلس الوزاري الذي يرأسه الملك التعيين فيها٬ مقارنة مع تلك المخولة لمجلس الحكومة٬ وهو ما اعتبره ساعف "تغييرا جوهريا". ملمح آخر من ملامح تكريس الدستور الجديد للديمقراطية يتمثل٬ حسب ساعف٬ في كون البرلمان أصبح المصدر الوحيد للتشريع٬ وهو ما يعد "مكسبا أساسيا في مسار بناء الديمقراطية في المملكة". وأبرز ساعف توسيع الدستور للمجال أمام المعارضة٬ سواء من خلال الشارع عبر التأكيد على الحقوق الأساسية وعلى رأسها حرية التعبير٬ أو من داخل المؤسسات٬ معتبرا٬ في هذا الإطار٬ أن النظام السياسي "أبان عن قدرته على استيعاب النقاش العمومي الممكن وتقبل التعددية بكل المضامين الممكنة". كما أكد الدستور الجديد٬ يضيف ساعف٬ على الديمقراطية التشاركية من خلال اعترافه بدور المجتمع المدني في المساهمة في بلورة السياسات العمومية٬ إلى جانب الأحزاب والنقابات٬ وكذا حق المواطنين في التقدم بمبادرات تشريعية. وتمحورت أبرز تدخلات الصحفيين العرب٬ خلال هذا اللقاء٬ على الإجراءات التي قامت بها الحكومة في إطار محاربة الفساد٬ دون إغفال التأكيد على خصوصية النظام السياسي المغربي الذي يشكل الملك فيه محط إجماع من طرف مجموع مكونات المجتمع. وفي معرض تفاعله مع أسئلة الوفد الصحفي٬ أكد ساعف أن مرور سنة وبضعة أشهر على تنصيب الحكومة غير كاف لتقييم أدائها في مجال مكافحة الفساد٬ معتبرا٬ في الوقت ذاته٬ أنها تتوفر على ما يجعلها تنجح في هذا المجال. وإثر ذلك٬ قام الوفد الصفحي العربي بجولة عبر مرافق وأقسام وكالة المغرب العربي للأنباء٬ حيث استمع لشروح قدمها المسؤولون بها عن سير العمل بالمؤسسة واستراتيجيتها المستقبلية ومنتوجاتها الجديدة. يشار إلى أن الصحفيين المشاركين في هذا اللقاء ينتمون إلى مجموعة من سائل الإعلام منها جريدة (الشرق الأوسط)٬ و(الحياة) اللندنية٬ وصحيفة (الحرية والعدالة) المصرية٬ و(المصري اليوم)٬ و(الشرق) القطرية٬ و(الأهرام) المصرية٬ وموقع إيلاف الالكتروني٬ و(الزمن) العمانية٬ و(الوطن) البحرينية٬ و(آخر لحظة) السودانية و(الأخبار) اللبنانية. وكان وفد الصحفيين العرب التقى٬ في إطار هذه الزيارة٬ بالعديد من المسؤولين المغاربة٬ ومن ضمنهم٬ على الخصوص٬ رئيس الحكومة٬ ووزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة٬ ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية٬ ورئيسا مجلسي البرلمان٬ ورئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي. *تعليق الصورة: عبد الله ساعف الأستاذ الجامعي وعضو لجنة مراجعة الدستور عبد الله ساعف.