تجدد الجدل في الساحة في فرنسا بخصوص فيلم "خارجون عن القانون" للمخرج ذي الأصول الجزائرية رشيد بوشارب قبيل انطلاق عرض الفيلم في القاعات السينمائية. وانطلقت موجة احتجاجات جديدة على الفيلم المقرر عرضه في قاعات السينما ابتداء من يوم غد الأربعاء. وتجمع يوم أمس عشرات الأشخاص أمام قاعة السينما "باتي دو مادلين "بمدينة مرسيليا حيث احتضنت القاعة العرض ما قبل الأول للفيلم. وندد المتظاهرون بالفيلم الذي اعتبروه "مناهضا لفرنسا". وحصلت مشادات بين المتظاهرين ومساندين للفيلم مما فرض تدخل قوات الأمن لتهدئة الوضع. وتعرض الفيلم لانتقادات كثيرة ممن تصفهم الصحافة الفرنسية ب"نوستالجيي" أي الحالمين الذين يحنون إلى الجزائر الفرنسية ، إذ يتهمون رشيد بوشارب "بتحريف تاريخ حرب الجزائر". ويقود الحملة ضد "خارجون عن القانون" شخصيات سياسية مقربة من اليمين المتطرف وجمعيات قدماء الجزائر الفرنسيين وتيار "الحركيين". ويقول المناهضون للفيلم إنه يظهر الفرنسيين بمظهر "الأشرار" والجزائريين بمثابة الضحية. من خلال تطرقه لمذبحة مدينة "سطيف" التي وقعت في مايو 1945 عقب مواجهات بين دعاة استقلال الجزائر والقوات الفرنسية. ويحكي الفيلم عن ثلاثة إخوة يشهدون المجزرة وينتقلون في ما بعد إلى فرنسا حيث ينخرطون في صفوف جبهة التحرير الوطني. من جانبه علق مخرج الفيلم رشيد بوشارب في حوار مع جريدة "ويست فرانس" على موجة الاحتجاجات قائلا "بدل أن نخوض حرب ذاكرة، ينبغي أن يكون بمقدرة المؤرخين من ضفتي المتوسط أن يكتبوا التاريخ معا، بهدوء". واعتبر بوشارب أن "تاريخ مجزرة سطيف لم يكتب بعد"، وأن الأجيال الحالية لا تريد العيش مع وضع كهذا. وشدد بوشارب على تجاوز هذا الوضع واعتبر أنه شخصيا يؤمن بإمكانية القيام بذلك.