بدأت ظاهرة "التشرميل"، التي افتتن بها فئة عريضة من الشباب المغربي، تثير الانتباه، بعد أن غزت صور الشباب المغاربة، المحسوبين هذا الفريق، مواقع التواصل الاجتماعي. وتتمثل الظاهرة، المنتشرة أساسا في الأحياء الشعبية، في ارتداء أغلى الماركات العالمية وأحدثها، وتسريح الشعر بطريقة غير مألوفة، واستعراض القوة بالسكاكين الكبيرة الحجم، وتناول الأنواع الفاخرة من الخمور، والسجائر، وركوب الدراجات النارية السريعة. وتشير المعطيات المتوفرة أن هذه التسمية مصدرها من السجن، ومعناه أنني "قبيح عليك". من هو " المشرمل " لمعرفة حقيقة المشرمل ننقل تعريف احد اعضاء ،هذه المجموعة المنتمية لاحدى صفحات الفيسبوك ، قال : المقطع والمشرمل هو اللي: شْرب جافٍيل فصغرو وما وْقع ليه والو هو اللي جنابو زرقين بالقريص وراسو مبرْقع بالتفلاق هو اللي نهار كيتسد عليه باب المدرسة كينقّز من السور هو اللي كيدوّز عام ديال لقراية بدفتر وستيلو واحد و الشكارة عامرة بالمداد هو اللي كتلقى رجليه مطراسية بالصندالة ديال الميكا هو اللي كلا الطون والحرور والشمية وعشرة بابوش الجيل الذهبي: هو اللي كْبر بأتاي مرفوس فيه الخبز وهنريس كياكلو غير نهار الحفلة تلمدرسية مع المونادا وكيدوز الصيف غير بحلومة"ميكاوية" فينكم بالرجولة سر تسمية التشرميل التشرميل او المشرمل اسم قديم دائع الصيت لا يعرفه إلا مرتادو السجون ، الذين يكثر في خصامهم و كلامهم مصطلحات و كلمات مثل :أنا مشرمل عليك ، بمعنى انا قبيح عليك ارتدت الحبس أكثر منك ولايهمني أي شيء. وعندما يغادر المشرمل اسوار السجن ، ويعود الى زمرة المشرملين ، فانه يكون مظطرا الى مسايرة الموضة الجديدة ، و التي تكون مكلفة جدا . فيلجأ الى السرقة او بيع المخدرات من اجل اقتناء اغلى الماركات من الاحدية و الملابس ، ودراجة نارية سريعة ، ولابد له من اتخاذ خليلة ليكتمل المشهد الاجرامي. وقد وجد من ضمن المشرملين شباب من اسر غنية و ذات مكانة اجتماعية مرموقة ، لكنهم اختاروا معاشرة المشرملين و احيانا تكوين زمرتهم الخاصة . بدافع التقليد احيانا ، او الهروب من تحكم العائلة ، او انسياقا وراء المخدر و الفتيات ... كيف تعرفهم في الشارع ؟ تعرفهم من لباسهم الرياضي ،فهم لا يرتدون إلا أغلى الماركات العالمية و أحدثها ،تسريحات شعرهم خارجة عن المألوف قد تحمل أحيانا إحدى علامات الماركات التي يتباهون بإرتدائها و أحيانا أخرى كلمات أو رموز لا يعرفها إلا من يتبع نمطهم، يركبون دراجات من نوع (سوينغ،ليبيرو،كالاكسي،إس أش،ليوناردو،أو ت. ماكس) المعدلة السرعة، تصل أسعارها إلى 17 مليون سنتيم أغلبها تشترى بطريقة غير قانونية، و ليكتمل الطقم أو(الحطة) بلغتهم لابد من ساعة (سواتش) الأصلية الحمراء أو(الدولار) كما يطلقون عليها لأن بها رمز ($ (، بالإضافة الى خاتم (نافي) و حذاء رياضي من نوع الكوبرا أو الايرماكس يصل ثمنها الى 2500درهم ،ألبسة كلها غالية الثمن وذات جودة عالية باتت تمثل نمط حياة بالنسبة لبعض الشباب -أغلبهم من القاصرين- ، يطلقون عليه اسم"التشرميل" . التشرميل في صفحات التواصل الاجتماعي لعل بحث سريع في محرك البحث العالمي جوجل ، تستطيع من خلاله الوقوف على حجم انتشار هذه الظاهرة . فقد ظهرت صفحات على الفيسبوك تحمل مثل "التشرميل بالباشميل " أو" التشرميل بالكراميل " أو" سوق التشرميل " حيث يعرضون آخر صيحات الموضة فيما يتعلق بالألبسة الرياضية. وعلى ضوء ما شاهدناه من صور تشعرك بالهلع و الخوف من هؤلاء (المشرملين) لأن بعضهم يتباهى بحمله لسيوف خطيرة،كما لا يخفون إدمانهم على المخدرات و الشذوذ أحيانا بالنسبة للجنسين . اماكن تواجدهم تعتبر مقاهي الشيشة المكان المفضل لهم لقتل الوقت حسب تعبيرهم ، لما توفره لهم من دفء و مخدرات على مختلف اشكالها ، وكذلك لكثرة الشابات الباحثات عن الجنس و المتعة. اما في وسط النهار وبعد ان يستيقظوا مع الظهيرة ، فان ابواب الثانويات تعتبر الملجأ الوحيد ، وتعرفهم بملابسهم و تسريحات شعرهم . و الغريب ان هذه الظاهرة بدأت تغزو الثانويات في غياب لأي رقابة من الامن ، او وزارة التربية الوطنية عبر نياباتها في مدن المغرب ، ابطالها الجدد تلاميذ و تلميذات يتبعون هذه الظاهرة في لبسهم و طريقة قس الشعر ، و المشي و حركة ايديهم و اسلوب الكلام . كما يتواجدون في صالات اللعب المتواجدة في الاحياء ، حيث يلعبون البليار و يدخنون الى ساعات متأخرة من الليل. اغانيهم لا تكاد تشاهد احدهم الا الموسيقى في اذننيه ، لاتفارقه حتى عند قضاء حاجته في المرحاض ...يستمعون الى : البيغ الخاسر ..بلال ..الحاقد..الشاب حسني ..مسلم ..الزهوانية ..ومنهم من يستمع الى الشعبي كعادل الميلودي و الطالياني و الداودي..