مواقف المغاربة اتجاه المهاجرين و اللاجئين تتفاوت ما بين الترحيب والحذر ، هذا ما كشفته دراسة أجرتها المؤسسة العالمية للأبحاث والاستشارات GSC، كما تطرقت المؤسسة في دراستها لمشكلة البطالة. وقالت المؤسسة في دراستها أن البطالة هي المشكلة الأكثر أهمية والتي يريد المغاربة أن تعالجها الحكومة، وفق لآخر مسح للأفروباروميتر في المغرب، والذي يظهر أيضا توجه عام نحو تفضيل استمرر التعليم المجاني على المستوى الجامعي. واعتبرت الدراسة أن أداء الحكومة على مستوى خلق فرص الشغل بأنه ضعيف حسب تقييم المواطنين، و يقترحون أن أفضل طريقة للتعامل مع مشكلة بطالة الشباب هي توفير الحوافز للمقاولات الخاصة، وإنشاء خطوط ائتمان لتمويل المقاولات التي ينشؤها الشباب، وتحسين جودة التعليم والتكوين. وتظهر الدراسة أيضا أن عددا قليلا فقط من المغاربة يؤيدون دفع مصاريف التعليم من أجل تحسين جودة التعليم في البلاد. وتفضل نسبة كبيرة من المواطنين التعليم المجاني، حتى و لو كان على حساب جودة التعليم. و رغم أن الأغلبية الساحقة من المواطنين تعتقد أن التعليم المجاني يشجع تعليم الفتيات وأنه ينبغي أن يستمر على المستوى الجامعي، فإن أكثر من نصف المغاربة يعتقدون أن ارتفاع معدلات التمدرس يؤثر سلبيا على جودة التعليم. ويتزامن إصدار هذه البيانات مع الجهود التي يبدلها المغرب في إصلاح منظومة التعليم والتكوين المهني من أجل ضمان تطابق أفضل بين التكوين وسوق الشغل ، و من أجل الحد من البطالة و تمكين الشباب من تحقيق اندماج فعلي في سوق العمل. وحسب معطيات الدراسة فإن حوالي ثلث المواطنين (36 %) صرحوا لا مانع لهم من التعايش مع “البعض” أو “الكثير” من اللاجئين والمهاجرين وغيرهم من الأشخاص المشردين الأجانب ويقبلون السماح لهم بالعيش في المغرب. ونجد حسب دراسة أن ربع المغاربة فقط يؤيدون قدوم المزيد من المهاجرين الأجانب للعيش في البلاد. بينما رى غالبية المواطنين أنه أمر جيد أن يخلق المهاجر مقاولة ويشغل المغاربة بها، فإن ما يقرب من النصف منهم يصرحون أن المهاجرين يستولون على فرص العمل على حساب المواطنين المغاربة و أن المغرب لديه عدد كافٍ من المهاجرين، ويجب ألا يسمح لمزيد من المهاجرين بدخول البلاد و العيش بها. واعتبرت الدراسة أنه خلال الخمسة عشر سنة الماضية، أصبح المغرب وجهة مفضلة لدى العديد من المهاجرين و اللاجئين الأجانب من دول جنوب الصحراء و بعض الدول العربية مثل سوريا، العراق، ليبيا ، نيجيريا، الكونغو، ساحل العاج، الكامرون، غامبيا و السينغال و غيرها. لتوفير الظروف الملائمة لإدماج هؤلاء المهاجرين، فإن المغرب تبني استراتيجية للهجرة و اللجوء منذ 2014 تم بموجبها تسوية وضعية ما يزيد عن 40 ألف مهاجر و تمكينهم من الاندماج في المجتمع المغربي من خلال تمكينهم من الولوج إلى التربية و التعليم، و الخدمات الصحية و التشغيل.