“ليلى ستلعنكم كل ليلة” “هتشتاغ” أطلقه النشطاء العرب على منصات التواصل الاجتماعي، غضبا من إقدام السلطات المصرية على إعدام 9 شباب من بينهم والد الطفلة ليلى التي كانت صورتها استحوذت خلال جلسات محاكمة المعتقلين على خلفية اغتيال النائب العام المصري السابق هشم بركات، على اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي. الطفلة ليلى أحمد طه وهدان كانت والدتها قد اضطرت خلال جلسات المحاكمة إلى استخدام لغة الإشارة مع والدها أحمد طه وهدان، لتخبره بأن ابنته التي أنجبتها وهو بداخل أسوار السجن قد كبرت وبدأت أسنانها في الظهور. وهي الصورة التي اعتبرها كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، رمزا للألم والحرمان من عاطفة الأبوة، ونموذجًا لكثير من الأطفال الذين حرموا آباءهم، لتواجدهم إما في القبور أو السجون أو في بلاد المنفى، بسبب السياسات القمعية التي يمارسها نظام السيسي في مصر. وكتبت الناشطة المصرية تدوينة مرفوقة بصورة ليلى قائلة :” ستلعنكم ليلى في كلِّ ليلة، بلاد الظُلم أوطاني، لا نامت عيون الديكتاتوريين”. المدونة منال أحمد بدورها نشرت تدوينة غاضبة احتجاجا على إعدام والد الطفلة ليلى، حيث كتبت قائلة :” ليلى اتولدت وباباها معتقل لم يراها ولم يلمسها ولم يشم رائحة طفولتها الجميلة وعدمو والدها ولم تلمسه ولم تحضنه لمرة واحدة ستلعنكم ليلي كل ليلة يا من حرمتم ليلى من دفئ والدها وحضنه”. بدوره علق إلياس فتوح غاضبا على ما تعرضت له ليلى والدها من ظلم حيث غرد قائلا :” ستلعنكم ليلى في كل ليلة فلقد قصمتم ظهرها..أما أُم ليلى التي أنتظرت حبيب روحها في كل مساء على أمل اللقاء ، سيبقى اللقاء عند قاضي السماء، سندعو عليكم صباحا ومساء و عند خلوتنا مع الله في صلاتنا …ركعا سجدا. ..سندعو عليكم آناء الليل و أطراف النهار… عند المضاجع …بعد الآذان. ..سنتحرى كل ساعات الإجابة”. وتعود بداية مأساة الطفلة ليلى وعائلتها إلى بداية مارس2016 حين تم إلقاء القبض على والدها أحمد وهدان، وانتزاع اعترافات منه بقتل النائب العام المصري السابق هشام بركات تحت التعذيب، هو ومجموعة أخرى من المعتقلين لإجبارهم على الاعتراف بالجريمة، وقد أدى ذلك إلى إصابة “وهدان” بالجنون، كما قال أحد محاميه”. وفي يونيو 2016 ولأول مرة وفي إحدى جلسات محاكمة اغتيال النائب العام السابق سيتفاجأ أحمد وهدان بزوجته تحمل طفلته الني يراها لأول مرة، ويراها من خلف القفص الزجاجي في قاعة المحكمة. معاناة الطفلة ليلى بدأت منذ سنتها الثانية فبالإضافة للحرمان من عطف وحنان الأب ، حرمت ليلى من البقاء في إحدى الحضانات، حيث تفاجأت والدتها الدكتورة رنا جريش، في شهر نونبر الماضي بأن الحضانة تطلب منها الحضور، لإخبارها بأنها لن تستطيع الإبقاء عليها، بسبب والدها”. وكتبت والدة “ليلى” وقتها، على حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "النهارده 21/ 11 تقريبا دا اسوأ يوم عدي عليا من ساعت ما احمد اعتقل، النهارده طلبو مقابلتي في حضانه ليلي عشان عايزين يتكلمو معايا شويه وبعد ما روحت لاقيتهم بيقولو احنا الموضوع مش في ايدينا واحنا اسفين جدا بس ليلي مش هينفع تبقي معانا في الحضانه عشان خاطر باباها معلش سامحينا”. وأضافت: "خدت بنتي وطلعت معرفتش أروح بيها فين ولا أعمل إيه، ذنبها إيه ليلي ولا عملت ايه، ليلي الي عندها سنتين يا دوب بتتكلم ذنبها ايه، حد يرد عليا بنتي ذنبها إيه يتقلاها لا معلش عشان ظروف باباكي فا مش هينفع تبقي معانا”. وتابعت قائلةً: "مش كفايه انها متعرفوش وبعيده عنه ومحرومه تشوفه، مش كفايه انها كل يوم تيجي تسالني بابا فين معرفش ارد عليها، ليلي بتتعاقب علي ايه عشان تبقي مرفوضه كدا، حد يرد عليا بنتي الي مش بتعرف تتكلم دي ذنبها ايه في كل الي بيحصلها دا، ليلي بتدفع تمن ايه”.